مداهماتٌ تفضح سلامة الغذاء في الجنوب... مخالفات بالجملة

نفّذ مراقبو وزارة الاقتصاد والتجارة – مصلحة حماية المستهلك في محافظة النبطية، بإشراف رئيس المصلحة محمد بيطار، سلسلة جولات تفتيشية ميدانية شملت مؤسسات تجارية، وسوبرماركات كبرى، ومعامل لتكرير المياه، وبيعها، وكذلك معامل تصنيع الحلويات، واللحوم، والدواجن، والأسماك، في كل من النبطية، زبدين، حاروف، تول، دير الزهراني، وحاصبيا
الجولات المكثّفة تأتي في سياق تعزيز الرقابة على سلامة الغذاء وحماية المستهلك، لا سيما بعد تسجيل حالات تسمم جماعي في بلدة زبدين، تبين أنها مرتبطة بتوزيع حلوى "الإكلير" خلال مناسبة دينية.
وبناءً على شكوى هاتفية وردت إلى المصلحة، كُلّف فريق من مراقبي الاقتصاد بالتعاون مع مراقبي مصلحة الصحة في المحافظة، بالكشف على مصدر الحلوى الملوثة. وقد تم تحديد المصنع المنتج وسحب عيّنة من الكريمة المخفوقة المستخدمة لتحليلها في المختبر المعتمد، في انتظار نتائج الفحوصات لاتخاذ القرار المناسب.
وأفاد تقرير أولي صادر عن مصلحة الصحة، أن المعمل المعني لا يستوفي الشروط الصحية الأساسية ولا يراعي معايير سلامة الغذاء، ما استدعى رفع توصية بإقفاله فورًا.
في موازاة التحقيق في حادثة التسمم، تابعت مصلحة حماية المستهلك سحب عينات من مختلف أنواع المنتجات الغذائية والمياه المكررة، حيث أُخضعت 20 عينة من الأجبان والألبان للفحص المخبري، جاءت 17 منها مطابقة للمواصفات، فيما تبيّن أن 3 عينات غير مطابقة.
وتم تنظيم محاضر ضبط بحق المخالفين، وتوجيه إنذارات إليهم بعدم بيع أو تداول هذه السلع، إلى حين تصحيح الخلل واستحصالهم على إذن من الجهات المعنية.
أما في ما يخص المياه المكررة، فقد أظهرت نتائج الفحوصات أن 5 عينات مطابقة، و5 أخرى غير مطابقة للمواصفات، ليُصار أيضًا إلى تسطير محاضر ضبط بحق أصحابها وتوجيه إنذارات مماثلة.
هذه الإجراءات تأتي ضمن حملة وطنية شاملة تشنّها الوزارة منذ أسابيع في مختلف المناطق اللبنانية، وسط قلق متصاعد من تفشّي التسمم الغذائي مع حلول الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، وسوء شروط الحفظ في عدد من المؤسسات غير الملتزمة بالمعايير.
وأكّدت مصادر مطلعة أن الرقابة ستستمر بوتيرة تصاعدية، بالتعاون بين وزارتي الاقتصاد والصحة، لضمان الحد الأدنى من الحماية للمواطن في ظل الأزمة الاقتصادية، وتدهور الخدمات في بعض القطاعات