اتفاق غزة على المحك... وعمليات المقاومة تشكّل ضغطاً إيجابياً!

لا تزال العاصمة القطرية تحتضن المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية بهدف الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة وعقد اتفاق لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات، لكن هناك إصرار إسرائيلي على عدم الانسحاب من بعض النقاط، مما يشكّل عائقاً أمام إنجاز ملموس، في وقت تستمر فيه المقاومة بعمليات نوعية. فهل يشكّل ذلك ضغطاً على الإسرائيلي فيرضخ لإنجاز الاتفاق؟
يوضح مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة "حماس" في لبنان، محمود طه، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أنه لا جديد حتى الساعة في مسار المفاوضات التي لا تزال مستمرة في قطر بدون أي تقدّم، في ظل تعنّت العدو في بعض النقاط، منها على سبيل المثال رفضه الانسحاب من بعض المناطق التي يحتلها في غزة، وهو ما يحتاج إلى وقت لإقناعه، لا سيما أن المقاومة تطالب بالانسحاب من منطقتين يصرّ على البقاء فيهما، وهما منطقة تفصل بين رفح ومدينة غزة، والمنطقة التي تفصل الشمال عن الجنوب، آملاً أن يتجاوب الإسرائيلي مع الضغوط حتى تصل المفاوضات إلى نتيجة إيجابية.
وفي موازاة المفاوضات، يعتبر طه أن التصعيد في عمليات المقاومة النوعية يؤكّد على جهوزية المقاومة وحضورها الفاعل على الأرض، بما يعطي دفعاً إضافياً للمفاوض الفلسطيني، ويشكّل ضغطاً على الإسرائيلي، بعد أن بات أكثر من 70% من الإسرائيليين يفضّلون سلوك المفاوضات لتحرير أسراهم.
ويرى أن للضغوط الخارجية أيضاً دوراً في إنهاء العدوان وإدخال المساعدات، ولكن عمليات المقاومة سوف تستمر من أجل مزيد من الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو حتى يرضخ ويوافق على الورقة التي تم عرضها من المقاومة في المفاوضات.
أما عن احتمال الوصول إلى اتفاق في نهاية هذه المفاوضات، فيستعين طه بالتجارب السابقة مع العدو، ليؤكّد أنه طالما كان ينقلب على الاتفاق في اللحظات الأخيرة لإعلانه، فالمشكلة في نتنياهو وحكومته الفاشية التي ترضخ لضغوط اليمين المتطرّف من أمثال بن غفير وسموتريتش، ومن يتابع تصريحاتهم يذهب إلى ترجيح عدم الوصول إلى اتفاق. لكن إزاء ذلك، فإن المقاومة مستمرة في عملياتها وتكبيد العدو خسائر كبيرة، بما يشكّل ضغطاً على الإسرائيلي، إضافة إلى ضرورة وجود ضغوط جدّية من الإدارة الأميركية على الإسرائيلي، إذا كانت جادّة فعلاً في موضوع وقف إطلاق النار