من الجنوب إلى الشرق... سيناريوهات خطيرة لحرب إسرائيلية ثانية على لبنان!؟

في ظلّ التوتّر الإقليمي المتصاعد، قدّم العميد المتقاعد الطيّار بسام ياسين، صورة شاملة لما يجري على صعيد المنطقة، مذكّرًا بأنه "في الحرب الكبيرة الأخيرة، ومع استشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، كان هناك هدفان: عسكري، يتمثل بتدمير حزب الله وبنيته، وسياسي، عبر الدفع بلبنان نحو حلّ سياسي يتضمّن التطبيع أو إقامة علاقات دبلوماسية".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، ذكّر أيضًا بكلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط حين قال أمام مجلس النواب، خلال الحرب: "لبنان لم يرضَ بأكثر من تنفيذ اتفاقية الهدنة"، إذ كان المطلوب حينها حلاً سياسيًا يتجاوز الهدنة ووقف إطلاق النار، للوصول إلى تسوية شاملة.
وأضاف: "في ما يتعلّق بحزب الله، فقد كان الهدف تدميره بالكامل. واليوم نرى استهدافات يومية طال الحزب، لأنه بدأ بإعادة ترميم بنيته العسكرية ومواقعه إلى حدٍّ ما. لم يُدمّر كليًا، وما زال حاضرًا بقوة في الحياة السياسية وعلى الأرض، وإنْ لم يعد كما في السابق".
وشدّد على أنّ "الحرب الأولى لم تحقّق هدفيها العسكري والسياسي"، مشيرًا إلى أنّ "الوضع اليوم يتّجه نحو مسار مختلف، فنتابع ما يحصل في سوريا، التي تسير سريعًا نحو اتفاقات أبراهام، شأنها شأن معظم الدول العربية، بينما يبقى لبنان الممانع الوحيد تقريبًا".
وتابع: "لأن لبنان هو القوّة الوحيدة المتبقية في وجه مشروع الشرق الأوسط الجديد، فإنّ أمام أميركا وإسرائيل خيارين لتطويعه: الأول عبر الدبلوماسية، من خلال ضغوط الموفد الأميركي توم براك، الذي يضع شروطًا أميركية وإسرائيلية، والثاني عبر الضغط العسكري الذي يترافق مع زياراته".
وأوضح: "بعد تصريحات براك، من الواضح أن لبنان لم يستجب بعد لمطلب سحب سلاح المقاومة بالشكل الذي تريده إسرائيل وأميركا. لا سيما أن الدولة اللبنانية ربطت هذا الأمر بتسلسل زمني وخطوات متبادلة مع إسرائيل، وبضمانات أميركية لعدم الاعتداء على لبنان. لكن خارطة الطريق هذه لا تزال غير واضحة".
وأضاف: "الأمر الآخر هو الضغط على لبنان للانخراط في مسار حلّ مع إسرائيل، كما حصل مع سوريا، غير أنّ لبنان ما زال يرفض هذا الطرح ويتمسّك باتفاقية الهدنة وتنفيذ القرار 1701. ويبدو أن هذا المسار الدبلوماسي لن يثمر، وإذا فشل – وبرأيي سيفشل – فلن يبقى أمام أميركا وإسرائيل سوى اعتماد الخيار العسكري".
واعتبر أنّ "الحل العسكري بات أكثر واقعية اليوم. من يقول إن لا حرب مقبلة فهو واهم. نحن أمام حرب ثانية قد تتخذ أشكالًا متعدّدة، منها توتير الحدود الشرقية والشمالية، وعمليات قصف أو اجتياح واسع. هناك مروحة خيارات عسكرية ستعتمدها إسرائيل وأميركا لتطويع لبنان".
وأشار إلى أنّ "إذا ما انتقلت المعركة إلى الجبهة الشمالية والشرقية، فسيكون الجيش اللبناني في المواجهة، ومعه العشائر والناس. لكن إذا تزامن ذلك مع معركة أخرى في الجنوب، فسيؤدي ذلك إلى تشتيت الجبهة الدفاعية، وهنا يكمن الخطر الكبير، لأن لبنان سيكون أمام سيناريو بالغ الخطورة في الشهرين المقبلين، وهو ما سيحدّد مصيره".
وفي الختام شدّد ياسين، على أنّ "الخيار العسكري بات أقرب من أي وقت مضى، ولا أرى تفاؤلًا في زيارات براك المكوكية، لأنها تتضمّن تهديدات غير مُعلنة، في ظلّ الغموض بالموقف اللبناني، الذي لم يُعرَض بعد على الرأي العام ليُحكم إن كان في الاتجاه الصحيح أو لا".