اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

مرفأ صيدا: من الخردة إلى الترانزيت والمهرجانات

صيدا اون لاين

يقف مرفأ صيدا، على عتبة مرحلة جديدة تعزز موقعه الحيوي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، حيث لطالما شكّل هذا الموقع الاستراتيجي نقطة وصل تجارية بين لبنان وجواره الإقليمي، ورافدًا اقتصاديًا أساسيًا إلى جانب مرفأي بيروت وطرابلس. ومع التوسع الجاري، يتحول المرفأ إلى شريان نابض يعيد صيدا إلى خارطة المرافئ الفاعلة، خصوصًا في ظل الحاجة الملحة لإعادة الإعمار في الجنوب اللبناني وسوريا.
وفي المقارنة بين المرفأ القديم والجديد، والنقلة النوعية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، فقد كان المرفأ القديم بالكاد يستقبل باخرتين محملتين بالخردة، بينما أصبح المرفأ الجديد قادرًا على استقبال ثلاث سفن دفعة واحدة، مع انتظار خمس بواخر إضافية في عرض البحر. كما تطوّر نوع المواد المستوردة لتشمل إلى جانب الخردة، الحديد، والزجاج، والخشب، وهي مواد أساسية لإعادة الإعمار.

ويؤكد رئيس مصلحة الاستثمار في مرفأ صيدا المهندس عماد الحاج شحادة، أن مرفأ صيدا يتمتع بخارطة طرق حيوية تمتد من جنوب بيروت حتى الناقورة، وتربطه بالحدود السورية عبر مسارات سريعة تشمل النبطية، جسر الخردلة، مرجعيون، البقاع الغربي، وجزين، وصولًا إلى الشوف وإقليم الخروب. هذه الشبكة تتيح انتقالًا سلسًا للبضائع وتمنح المرفأ قدرة تنافسية في مجال الترانزيت، خصوصًا في المرحلة المقبلة من إعادة إعمار سوريا والجنوب اللبناني.

ورغم أن المرفأ الجديد لم يكتمل بالكامل عند افتتاحه، بسبب ظروف مالية وأمنية، فإن إدارة الاستثمار تمكنت من تطوير الإيرادات من خلال تحصيلها بالدولار، وتشجيع دخول مواد جديدة. وبالتعاون مع وزارة النقل، أُنجز ملف تنظيف حوض المرفأ للمرة الأولى منذ إنشائه، مما سيسمح باستقبال سفن أكبر حجمًا.

 

واليوم يجرى العمل على تنفيذ المرحلة الثالثة من التطوير، التي رست مناقصتها على شركة "دنش للمقاولات"، وتشمل إنشاء طرقات داخلية، أرصفة مشاة، غرفة تحكم، "تصوينة" شاملة بطول 1300 متر، وبوابة رئيسية مجهزة بالكامل، على أن تُنجز خلال ستة أشهر.

يُخطط القائمون على المرفأ لتحويله إلى مركز لوجستي متكامل. ويوضح شحادة أن هناك مساحات كافية لإنشاء هنغارات تُستخدم في عمليات الترانزيت، إضافة إلى محطة حاويات، منطقة حرة، ومرافق للمعارض، وصولًا إلى استيراد المواد النفطية.

 

وأشار إلى وجود أرض مستأجرة من قبل بلدية صيدا بمساحة 550 ألف متر مربع، وُضعت لها دراسات وخطط تنفيذية، لكنها تعثرت بفعل الأزمة الاقتصادية. واليوم، ومع مجلس بلدي جديد، تتجدد الآمال بتحقيق هذه المشاريع التي تعود بالفائدة على صيدا، الجنوب، والاقتصاد الوطني.
ويستقبل المرفأ بواخر من ليبيا، مصر، سوريا، تركيا، وأحيانًا من دول أوروبية ومن البرازيل. ويؤكد شحادة أن العمل جار لتوسعة الأرصفة لتستوعب في المستقبل القريب ما يصل إلى عشر سفن، بدعم من البنية التحتية الجديدة التي تشمل مستودعات حديثة ومرافق تخزين متنوعة.

وفي ظل غياب مجلس إدارة رسمي للمرفأ، يقول شحادة إن التعاون قائم مع فاعليات صيداوية فعالة، تساهم في حل المشكلات اليومية، فيما تدار الشؤون القانونية والإدارية حاليًا من قبل الوزارة، ممثلة بالوزير نفسه. لكنه يأمل بإعادة تشكيل مجلس إدارة لتسريع وتيرة اتخاذ القرارات وتفعيل الأداء.

ولأن المرفأ لا يقتصر على الدور التجاري فقط، يكشف شحادة عن مشروع لإصلاح رصيف المرفأ القديم بهدف تحويله إلى منصة للمهرجانات. ويقع هذا الرصيف في منطقة تحيط بها جزيرة الزيرة، قلعة صيدا البحرية، مرافئ الصيادين، والمدينة القديمة، ما يمنحه طابعًا سياحيًا فريدًا.

ويُتوقع تنظيم أول مهرجان على هذا الرصيف في مطلع شهر آب المقبل، بقيادة رئيسة لجنة مهرجانات صيدا نادين كاعين، وبقدرة استيعابية تصل إلى 2000 شخص، ليشكل الحدث انطلاقة جديدة لصيدا في قلب الموسم السياحي.

تم نسخ الرابط