اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

نكستان في صيفٍ واحد: يا فرحة ما تمّت!

صيدا اون لاين

"يا فرحة ما تمّت"... بهذه العبارة يمكن اختصار ما توقّعناه وحلمنا به سياحيّا مقابل واقعٍ فرضتهُ التطورات السياسية والامنية... فكما في كلّ صيف، لا تكتمل الصورة، تأتينا حربٌ أو أزمةٌ أو ضربةٌ، لتقطع الطريق امام أي أمل بالانتعاش الاقتصادي.

في مطلع حزيران كان المشهد مبشّرا: حجوزات، وطائرات "مفوّلة"، وصيفية "غير شكل" غير ان نكستين اطاحتا بكلّ ما تقدّم: الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة عيد الأضحى، والحرب الإيرانية - الإسرائيلية. نكستان أيقظتا اللبنانيين والسيّاح على كابوس العودة إلى زمن الخوف، ليبدأ دومينو إلغاء الحجوزات.
التطورات الإقليمية وارتفاع منسوب التوتر في المنطقة، أضف إليها المخاوف المتزايدة من عودة الحرب على لبنان، كانت كفيلة بالقضاء على ما تبقّى من آمال لهذا الصيف، والأرقام خيرُ دليل.

يصف نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي هذا الصيف بالمقبول، فلا هو جيّد ولا سيّء، ويوضح أن عيد الأضحى كان أشبه بـ"بروفا" لصيف واعد جدا، حيث شهدنا خلاله توافدا لافتا لقطريين وكويتيين وعراقيين وأردنيين ومصريين وحتى إماراتيين، فكانت الحركة ناشطة جدا، والحجوزات في فنادق بيروت لشهر تموز كانت تلامس حينها الـ95 في المئة وهو ما كان يشكل مؤشرا إيجابيا للغاية، غير أن التطورات اللاحقة شكلت ضربةً كبيرة.
ويشرح الرامي في حديث لموقع mtv الالكتروني أن الوافدين يُقسّمون إلى أربعة أسواق: المغتربون المقيمون في الخليج، المغتربون الـlong distance أي الذين يتوافدون من دول بعيدة وهم يتمتعون بمعدّل إنفاق مرتفع مع إقامة أطول، السياح القادمون من أوروبا، واهل الخليج، ويضيف: "للأسف فإن الضربة على الضاحية والحرب الإيرانية الإسرائيلية، إضافة إلى الواقع الأمني المستجد والتجاذبات السياسية الراهنة، كلها عوامل تسبّبت بارتفاع المخاوف داخليا وخارجيا، فتبخّر السياح الخليجيون والأوروبيون وكذلك الامر فعل اللبنانيون القادمون من بعيد".

ويشير الرامي إلى أن التعويل اليوم يقتصر على السياحة الداخلية ذات القدرة الشرائية المتواضعة بفعل الازمات المتراكمة، إضافة إلى مغتربي الخليج وإفريقيا. ويلفت إلى أن الحركة جيدة نسبيا وتصاعدية باتجاه نهاية الأسبوع، حيث تسجّل نسبة الإشغال خلال أيام الأسبوع حوالى الـ50 في المئة لترتفع خلال الـweekend إلى 80 أو 90 في المئة.
"طالما لا استقرار أمنيا وسياسيا، لا يحلمنّ أحدٌ ببناء الاقتصاد"، يقول الرامي، ويأسف لما وصل إليه حال القطاع هذا الصيف بعد التوقعات والآمال الكبيرة التي كانت معقودة قبل بدء الموسم، مذكّرا باحتفال الفينيسيا الشهير الذي جمع المؤسسات السياحية المطعمية، للإعلان عن الجهوزية الكاملة للموسم من الجوانب كافة، والذي كان يتحضّر لصيفٍ استثنائي.

يكفي بيان سياسي متشنّج أو حدثٌ أمني حتى تتوقف العجلة الاقتصادية، والعكس صحيح: الضربُ بيد من حديد سياسيا وأمنيا يُحدث كل الفرق... ومَن له أذنان سامعتان، فليسمعْ!

تم نسخ الرابط