عون من البحرين: نبحث عن شراكات لا مساعدات ظرفية

أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون أن لبنان لا يسعى إلى مساعدات ظرفية، بل يطمح إلى بناء شراكات مستدامة مع الدول الشقيقة، قائمة على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، مشدداً على أن تعافي لبنان واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها.
وشدّد الرئيس عون على أن لبنان يرى في البحرين "شريكاً صادقاً يمكن البناء معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعلي، سواء على مستوى الحكومات أو القطاع الخاص

مواقف رئيس الجمهورية جاءت خلال زيارته إلى مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى المملكة تلبيةً لدعوة من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وكان الرئيس عون قد وصل إلى مقر المجلس عند الساعة العاشرة صباحاً، حيث استُقبل من قبل عدد من المسؤولين البحرينيين، بينهم وزير المالية الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير شؤون مجلس الوزراء حمد بن فيصل المالكي، وزير التجارة عبد الله بن عادل فخرو، وزيرة التنمية المستدامة نور بنت علي الخليف، ومستشار ولي العهد للشؤون السياسية والاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، إلى جانب شخصيات اقتصادية ورؤساء مؤسسات مصرفية وتجارية.
كما ضمّ الوفد اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في البحرين السفيرة ميرنا الخولي، إلى جانب عدد من المستشارين والمسؤولين الرسميين
وألقى الرئيس عون كلمة أشار فيها إلى أن "الزيارة إلى البحرين ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل تعبّر عن رغبة صادقة في إطلاق مسار جديد من التعاون التقني والاقتصادي، يُترجم في مشاريع مشتركة واستثمارات متبادلة تفتح آفاقاً تنموية حقيقية"
وأضاف: "ما نحتاج إليه اليوم ليس مجرد دعم، بل شراكات استثمارية قائمة على الإيمان بأن استقرار لبنان يصبّ في مصلحة كل دول المنطقة. نتابع بإعجاب تجربة البحرين الناجحة في تنويع الاقتصاد وتطوير البنى التحتية وتعزيز بيئة الابتكار، كما نحيي تحرّكها الطموح على الساحة الدولية، والذي يعكس موقعها كلاعب اقتصادي فعّال".
وشكر الرئيس عون المملكة ملكاً وحكومةً وشعباً على ما تبديه من محبة ودعم دائم للبنان، وعلى احتضان الجالية اللبنانية التي لطالما شعرت بأنها بين أهلها في البحرين.
من جهته، قدّم وزير المالية البحريني عرضاً شاملاً لتطور الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي، وتحقيق نمو بنسبة 2.6 في المئة خلال عام 2024، خصوصاً في قطاع النفط.
بدورها، أكدت وزيرة التنمية المستدامة نور الخليف حرص البحرين على تعزيز التواصل مع لبنان، وتحدثت عن برامج التمكين الاقتصادي، والإقامة الذهبية التي تمنح ميزات استراتيجية، أبرزها حرية التنقل داخل دول مجلس التعاون الخليجي.
واختُتم اللقاء بكلمة ثانية للرئيس عون، شكر فيها الحاضرين على "العروض القيمة التي عكست الرؤية الطموحة للبحرين"، مؤكداً أن "ما طُرح اليوم يعزز قناعته بأن مجالات التعاون بين البلدين تتعدى التجارة والاستثمار، وتشمل الاقتصاد الرقمي والحوكمة أيضاً".
وأضاف: "نحن في لبنان نسعى لرؤية وطنية للتعافي الاقتصادي، ونجد في تجربة البحرين نموذجاً يُحتذى به. هذه الزيارة تشكّل بداية لمسار حقيقي من التعاون المؤسسي والاقتصادي بين شعبينا، خصوصاً أن العلاقات بين لبنان والبحرين تاريخية وعميقة الجذور".
وفي ختام الزيارة، تفقد رئيس الجمهورية قاعة عرض كبرى تضم مجسمات لمشاريع اقتصادية وتنموية كبرى تشهدها البحرين، قبل أن يغادر والوفد المرافق إلى قصر القضيبية للقاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة