اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

واقع صحي حرِج في لبنان... وتحذير من أطباء بلا حدود

صيدا اون لاين

انطلقت المرحلة الأولى من خطة الحكومة لعودة النازحين السوريين بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والدولة السورية، عبر معبر المصنع الحدودي، إذ انتقلت منذ يومين عدد من الحافلات نقلت نازحين لم يتعدًى عددهم ال ٧٢ شخصا، من نقطة التجمع في بلدة بر الياس – ملعب نادي النهضة شرق لبنان نحو سوريا، في خطة جديدة متعددة المراحل لعودة النازحين إلى سوريا أعلنت عنها الحكومة اللبنانية.

وإثر الصغوطات البشرية والإقتصادية الكبيرة، يواجه النظام الصحي ضغوطًا غير مسبوقة، خاصة مع التراجع الحاد في التمويل الإنساني وارتفاع تكاليف الخدمات الطبية. في هذا السياق، أجرت جريدة "الأنباء" الإلكترونية مقابلة مع السيد جيريمي ريستور، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في لبنان، الذي سلّط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه الرعاية الصحية للنازحين والمجتمعات المضيفة.  

أصبح الحصول على الرعاية الصحية تحديًا حاسمًا للفئات الأكثر ضعفًا، خاصة مع هيمنة القطاع الصحي الخاص وارتفاع تكاليفه إلى مستويات غير متاحة لأغلب السكان، بما في ذلك العديد من أفراد المجتمعات المضيفة. نتيجة لذلك، يشير ريستور إلى أن "الكثيرين يلجأون إلى الخدمات الطبية المجانية التي تقدمها المنظمات الإنسانية، وقد لاحظنا تحولًا واضحًا منذ بداية الأزمة الإقتصادية، حيث أصبح المرضى من اللبنانيين يشكلون نحو نصف المستفيدين من خدمات المنظمة، مما يعكس اتساع نطاق الأوضاع الهشة بين النازحين والمجتمعات المضيفة على حد سواء".

وفي هذا السياق، أكّد ريستور أن موسسة أطباء بلا حدود تعمل بتعاون وثيق مع وزارة الصحة العامة اللبنانية كشريك رئيسي، وتسعى من خلال ذلك "إلى تعزيز جودة الرعاية الصحية ووصولها إلى جميع الفئات، ومع ذلك، يواجه النظام الصحي ضغوطًا متزايدة بسبب تراجع الدعم الدولي، مما أدى إلى تقليص خدمات حيوية مثل الرعاية الصحية المتخصصة للاجئين السوريين المدعومة من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين".  

من جهة أخرى، تعاني أيضا وزارة الصحة من قيود مالية وتشغيلية مزمنة، مما يحد من قدرتها على تلبية الاحتياجات المتزايدة. ومع صعوبة الوصول إلى الرعاية المتخصصة والاستشفاء، أصبحت مراكز الرعاية الصحية الأولية خط الدفاع الأول للمرضى، رغم عدم تجهيزها الكافي للتعامل مع الحالات المعقدة. وأوضح ريستور أن هذا الوضع "يزيد العبء على فرق الرعاية الأولية، مما يؤثر سلبًا على النتائج الصحية للمرضى".

في ظل الإعلان عن بدء عودة بعض اللاجئين السوريين إلى بلادهم، قد يُتوقع تخفيف الضغط على الخدمات الصحية في لبنان. إلا أن ريستور يرى أن هذا التأثير سيكون محدودًا وتدريجيًا، نظرًا للعقبات المتعلقة بالأمن، وإمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، وإعادة إدماج النازحين بعد أكثر من عقد من النزوح.

وفي الوقت نفسه، يستمر الضغط على النظام الصحي اللبناني في التصاعد مع تراجع التمويل الإنساني، مما يهدد قدرة الفئات الأكثر ضعفًا على الحصول على الخدمات الأساسية. وأكد ريستور أن "الحل المستدام لا يكمن في التغيرات الديموغرافية المؤقتة، بل في الدعم الهيكلي والمستدام للنظام الصحي لضمان وصول الجميع إلى رعاية صحية فعّالة".

ختامًا، يبقى الوضع الصحي في لبنان في مرحلة حرجة، ويتطلب تدخلات عاجلة ومستدامة لمواجهة التحديات المتزايدة قبل أن تتفاقم الأزمة وتؤثر على صحة المزيد من الأفراد، خاصّة وأن لبنان يتحمًل منذ سنوات أعباء كبيرة تزيد عن قدرته الفعليّة على تأمين الإحتياجات الصحية اللازمة لكافة المتواجدين على الأراضي اللبنانية.

تم نسخ الرابط