اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الأمن الغذائي معدوم: لحوم فاسدة وسالمونيلا وإنعدام مسؤولية

صيدا اون لاين

باتت حالات التسمم الغذائي مشهدًا يوميًا يمرّ مرور الكرام في لبنان، وغدت صحة اللبنانيين رهينةً بين أيدي تجار الغشّ، فيما الرقابة الرسمية غائبة، لا نشهد حضورها إلا بعد الكارثة.

من القاع إلى طرابلس وصولًا إلى بكفيا، تتكرر الفضيحة: مواد غذائية منتهية الصلاحية، أطعمة فاسدة، ووجبات تحمل في طياتها جراثيم قاتلة تُقدَّم للمستهلكين على أنها وجبات فاخرة.

في البقاع الشمالي، صادرت مديرية الجمارك في منطقة القاع 500 كيلوغرام من الدجاج الفاسد المهرّب من سوريا منذ نحو أسبوع، وتبيّن أنه جرى إدخال تلك الكميات على متن دراجات نارية، في مشهد يكشف عن تفلّت وفوضى في إدخال مواد غذائية غير صالحة إلى السوق اللبنانية، وكل ذلك في ظل غياب منظومة رقابة حقيقية على الحدود، وسيطرة مافيات الفساد على معابر كثيرة.

 

مستودعات منتهية الصلاحية في طرابلس

في طرابلس، وتحديدًا في منطقة الميناء، داهمت دورية من أمن الدولة مستودعًا للمواد الغذائية يعود للمواطن (م. م.) اليوم الجمعة في 8 آب، وضبطت القوى المداهمة كميات كبيرة من المواد المنتهية الصلاحية، وأقدمت على إقفال المستودع بالشمع الأحمر، ونُظِّم محضر ضبط بحق مالكه بإشارة من القضاء المختص. وتأتي هذه الحملة في إطار ملاحقة المخالفين، لكنها تكشف أيضًا أن المستودعات المشابهة قد تكون كثيرة، وأن اكتشافها يرتبط غالبًا بالصدفة أو بالمداهمات الموسمية.

 

مطعم يقدّم السالمونيلا على موائده

في جبل لبنان، تحوّل اسم مطعم "Dr. Kafta" إلى عنوان لفضيحة صحية؛ فقد سُجّلت في فرعيه في منطقتَي الكسليك وبكفيا عشرُ حالات تسمم، بينهم أطفال، منذ بضعة أيّام، وتبيّن أن المطعم يستخدم نوعية من صلصة المايونيز غير الصالحة للاستهلاك، أُصيب جرّاءها الزبائن بجرثومة السالمونيلا الخطيرة. وقد احتاج بعض المصابين إلى علاج طبي مكثّف في المستشفيات لإنقاذ حياتهم من هذه الجرثومة القاتلة، أما صاحب المطعم فقد أنكر مسؤوليته عن الحادثة.

 

غياب الرقابة

من تهريب الدجاج الفاسد، إلى تخزين المواد المنتهية الصلاحية، وصولًا إلى التسمم الجماعي في المطاعم، الجامع بينها واحد: ضعف الرقابة المسبقة والاكتفاء بالإجراءات بعد وقوع الضرر.

الأمن الغذائي في لبنان ليس ملفًا هامشيًا، إنّه خط الدفاع الأخير عن حياة المواطن، ومع ذلك يقتصر تعامل السلطات معه على عقلية ردّ الفعل، ما يترك المجال مفتوحًا أمام الفاسدين للتمادي في فسادهم بلا رادع فعلي.

إقفال المؤسسات المخالفة بالشمع الأحمر لا يكفي، بل المطلوب إنشاء نظام رقابة مستمر على كل مراحل السلسلة الغذائية، من الاستيراد والتخزين إلى التصنيع والبيع، مع فرض عقوبات رادعة تصل إلى السجن، لا مجرد الاكتفاء بغرامات مالية لا تساوي جزءًا يسيرًا من ثرواتهم الفاحشة، وإلّا سيبقى اللبنانيون يواجهون خطرًا يتربص بهم في لقمة عيشهم كل وقت وحين.

تم نسخ الرابط