موجة حرّ قياسيّة في الشرق الأوسط… والكهرباء تدفع الثمن

تجتاح موجة حر قياسية حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط، حيث تجاوزت الحرارة 50 درجة مئوية في بعض الدول بفعل "القبة الحرارية"، مع توقع بدء انحسارها السبت المقبل. وتشهد المنطقة ارتفاعات تفوق المعدل المعتاد بأكثر من 10 درجات، خصوصاً في العراق ومصر والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وشمال السعودية، نتيجة اندفاع كتلة هوائية شديدة الحرارة.
أدت الموجة إلى زيادة غير مسبوقة في الطلب على الكهرباء، ما تسبب بانقطاعات واسعة؛ ففي العراق انقطع التيار كليًا في بابل وكربلاء مع وصول الحرارة إلى 50°، وخسرت الشبكة أكثر من 6 آلاف ميغاواط. وفي لبنان، انقطع التيار 20 ساعة بسبب عطل في محطة الذوق وسط حرارة قياسية بلغت 47.5° في البقاع. أما الأردن فدعا لترشيد الاستهلاك، وسوريا تكتفي بخمس ساعات تغذية يوميًا رغم بدء ضخ غاز أذربيجاني لزيادة الإنتاج 800 ميغاواط. وفي إيران، أُغلقت مكاتب حكومية بعد انقطاعات واسعة نتيجة موجة حر ونقص المياه.
عالميًا، يشهد الطلب على التبريد نموًا سريعًا مع ارتفاع درجات الحرارة والدخل، ويتوقع أن يأتي أكثر من 80% من الزيادة في استهلاك الكهرباء للتبريد بحلول 2050 من الاقتصادات الناشئة.
وتوصي وكالة الطاقة الدولية باستخدام مكيفات عالية الكفاءة، ورفع درجات الضبط قليلًا، واعتماد حلول معمارية كالعزل والتظليل لتقليل الطلب حتى 80%. كما تدعو لتشديد معايير كفاءة الطاقة عالميًا لتقليل الضغط على الشبكات وخفض التكاليف.