نائب في "الحزب": سلاحنا عنصر القوّة.. ولن نسلّمه

أشار عضو "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين، إلى بعض من جوانب مشروع الإمام السيد موسى الصدر، منطلقا من رؤيته وآدائه العملي، فلفت إلى أن "الإمام المغيب، ومنذ مجيئه إلى لبنان، أول ما قام به، أنه استعاد للطائفة الشيعية موقعها الذي يليق بها، بعد أن كانت مهمشة وملحقة وتابعة، فأسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمؤسسات التربوية والجمعيات، مثل جمعية "البر والإحسان"، إلى جانب برامج أخرى. ثم بدأ بالتوعية من خطر وجود العدو الصهيوني ومطامعه، انطلاقا من أنه عدو لئيم وحاقد ومجرم ومدعوم وموضع رعاية سواء من الرجعية العربية أو من الغرب، لكن الرجعية العربية كانت أكثر تأثيرا وقدرة على نمو وتقوية هذا الكيان، وكما يقول المفكر جمال حمدان: لولا هذه الرعاية لا يستطيع أن يبقى ويستمر في هذه البيئة المعادية".
وأضاف عز الدين، في كلمة ألقاها خلال ندوة فكرية بعنوان "ملامح المجتمع المقاوم عند الإمام الصدر" في صور، أن "رؤية الإمام الصدر هذه، ارتكزت على قاعدتين أساسيتين، إضافة إلى تشكيل هيئة نصرة الجنوب التي تشكلت من مختلف الطوائف السنية والدرزية والمسيحية والشيعية والعلوية والأرمن والأقليات، دون أن يستثني أحدا والتي كانت تؤشر وتظهر سعة تفكير ومعرفة وإيمان بالواقع اللبناني الذي تعايش معه بكل دقة وحرفية، شكل هيئة لنصرة الجنوب، وبعدها مباشرة أطلق حركة المحرومين ومن ثم أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، في الوقت الذي كانت أحزمة البؤس تلف الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، أيضا كانت تلف لبنان كله من الجنوب إلى البقاع الغربي فإلى البقاع الشمالي وصولا إلى طرابلس وعكار".
وقال: "كانت حركة المحرومين وكانت المقاومة هي الأساس في الاستمرار بأي مشروع، وعندما شعر الإمام الصدر بأن الدولة متقاعسة في حق الجنوب، ومتقاعسة عن حماية أهله وأداء واجباتها الوطنية، دعا الى مهرجان بعلبك عام 1974 والذي أطلق فيه شعار "السلاح زينة الرجال"، وبعده بأشهر معدودة مهرجان ساحة القسم في صور والذي قال فيه بشكل واضح "أن السلطة كاذبة ومخادعة، وسأبقى أعمل مع كل الشرفاء والوطنيين حتى نحقق ما هو مطلوب للجنوب"، فقد قدم الإمام اقتراحات عديدة للسلطة تتعلق بما يسمى بالمجتمع المقاوم. وكان الإمام يبني مجتمعا مقاوما حقيقيا بكل المعايير والمقاييس التي تجعله متماسكا اجتماعيا وموحدا في مواجهة التحديات، ومن خصائص هذا المجتمع الوعي السياسي والفهم العميق للقضية التي يحملها هذا الإنسان المقاوم، مما يجعله يقدم التضحيات بكل إرادة ورغبة في سبيل قضية العدل والحق ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت الى ان الامام الصدر "طالب الدولة اللبنانية ببناء ملاجئ لأهل الجنوب، وبإيجاد أنصار للجيش اللبناني لتعويض النقص والإهمال والتخاذل الذي عانينا منه تاريخيا نتيجة تحكم أحد المكونات الطائفية التي كانت تحكم لبنان في تلك المرحلة، كما خاطب الإمام أتباعه عام 1975 في نادي الإمام الصادق في صور قائلا: "التدريب واجب، حمل السلاح واجب، تهيأوا، تدربوا، تسلحوا، فبلادنا في خطر ووطننا في خطر"، وفي مكان آخر أكد أن حمل السلاح دفاعا عن الوطن هو واجب شرعي ووطني، مع حرصه التام على الوحدة الوطنية، إنما كان يعتبر أن أي مكون يخرج عن إطار التفاهم الوطني والواجب الوطني يصبح عدوا بالواسطة، لأنه يحقق أهداف العدو".
وشدد على أننا "اليوم بأمس الحاجة لفكر الإمام موسى الصدر وروحه ورؤيته وسلوكه، لنثبت هذه المفاهيم سواء في مواجهة العدو الصهيوني أو أعداء لبنان من الداخل، أو في سبيل الوحدة الوطنية والعيش المشترك والوطن النهائي لجميع أبنائه، داعيا إلى إعادة قراءة فكر الإمام المغيب، خصوصا أمام ما نمر به اليوم من رفض بعض الشركاء في الوطن للشراكة مع مكون أساسي في هذا البلد، فبعد زيارة المبعوث الأميركي توم براك، وفي ظل انشغال السلطة اللبنانية اليوم بتطبيق الإملاءات التي يفرضها تلبية لمطالب إسرائيل المتمثلة بنزع سلاح المقاومة، متناسين الهموم الاقتصادية والإجتماعية والإعتداءات الصهيوني المتواصلة".
اضاف: "انشغلوا بقضية نزع السلاح، وحضر وفد الكونغرس الأميركي ومبعوثي الإدارة الأميركية من أجل نزع السلاح"، وسأل: "لما هذا الإصرار طالما أنكم تقولون أن المقاومة قد هزمت ولم يبق أحدا من قيادتها ودمرتم قدرتها؟ وما سر قلقكم مما تبقى من سلاحها؟ الجواب واضح وبسيط، وهو أن العدو لا يشعر بالأمان ميدانيا ما دام هناك احتمال لوجود قدرة يمكن أن تحملها إرادة حقيقية وتقاتله، قدرة بمجرد وجودها لن يجرؤ على إجتياح لبنان وهو بحاجة للقضاء عليها ليقوم ذلك، والدليل ما حصل في سوريا، فبعد سقوط النظام السابق دمر العدو القدرات العسكرية السورية وأنهى قدرتها على مواجهته ثم اجتاح أراضيها".
ورأى أن "العدو لا يطمئن إلا بالقضاء على عنصر القوة، لذلك يسعون اليوم للقضاء على سلاحنا، ولكننا نقول بشكل واضح أننا لن نسلم السلاح لأن تسليم السلاح يعني الخطوة التالية المتمثلة باحتلال لبنان".