أيلول التّسوية أم التصعيد؟

حلَّ شهر أيلول على اللبنانيّين مُثقلاً بالتحديات الأمنيّة والسياسيّة وبأفقٍ مجهول قد يحمل أكثر من سيناريو لوطنٍ يتأرجح بين السلام والازدهار من جهة، وبين الحرب والدّمار من جهة أخرى، في وقتٍ تشخص فيه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء الجمعة المخصّصة لعرض خطّة الجيش لحصر السلاح بيد الدّولة والتي ستشكّل نقطة محورية في مسار ملف السّلاح، مسارٌ سيرسم بالسّلم أو بالنار وجه لبنان في المستقبل القريب. فأيّ سيناريوهات تنتظرنا في أيلول؟
يؤكّد المحلّل السياسي ابراهيم ريحان أنّه "لا يُمكن القول إنّنا عُدنا الى نقطة الصّفر في ملف السلاح، ولكن في تفاصيل الورقة الأميركية وليس بالأهداف، فالأهداف أقرّتها الحكومة والخلاف هو على بنود الورقة حيث كان من المفترض أن يُقدِم الطرفان على خطوات، والواضح أن إسرائيل لا تُريد أن تقوم بأيّ خطوة إلا بعد استكمال نزع السلاح وهذا يمسّ بروحية بنود ورقة توم براك، وكذلك ما أعلنه أمين عام حزب الله نعيم قاسم في خطابه الأخير حيث قال اعطونا إعادة الإعمار والانسحاب ووقف الاغتيالات للبحث في استراتيجية دفاعية، وهذا ما يمس أيضاً في جوهر الورقة"، مُضيفاً في مقابلة مع موقع mtv "الأهداف قائمة ولكنّ الاختلاف سيتحوّل الى الآليات والتنفيذ، وكلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي حول الاستعداد للبحث بمصير السلاح مختلف تماماً عمّا يقوله قاسم حول الاستراتيجيّة الدفاعية، فبرّي لم يتطرّق الى الاستراتيجية الدفاعية بل الى استراتيجية الأمن الوطني، وقد ذكرها رئيس الجمهورية جوزاف عون في خطاب القسم وقال إنها تؤدّي لحصر السلاح بيد الدولة".
وإذ يعتبر ريحان أن "الأمور مفتوحة على أكثر من احتمال في ظلّ عدم الوضوح من قبل الجانب الأميركي وعدم وجود خطّة عمل واضحة ومع التعدّد بالآراء بالتعاطي مع الملف اللبناني"، يشير الى أنّ "هذا ما سيجعل لبنان ينتظر إمكانيّة عودة المفاوضات الأميركية – الإيرانيّة، ولكنّ الرهان على عودتها ليس في مكانه، فيمكن ألا تحصل، ويمكن أن تحصل وتفشل، كما يمكن أن تنجح، وبالتالي نحن أمام ثلاثة سيناريوهات مختلفة".
هل تعود الحرب في أيلول؟ يقول ريحان: شهر أيلول هو شهر الانتظار، ولكن قصف واستهداف منطقة علي الطاهر في النبطية يدلّ على أنّ الإسرائيلي قد يلجأ الى الضغط العسكري، من دون أن نغفل أن إسرائيل تدخل سنة انتخابية مفصليّة، بالإضافة الى عودة عدد من مستوطني الشمال، فضلاً عن أولوية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزّة"، ويختم مشدّدا على أنّ "الأمور اليوم متساوية بين الضغط السياسي، أو الذهاب الى الضغط العسكري، أو الانفتاح للوصول الى حلّ سياسي".
أيلول الحلول أو أيلول المجهول، وحدها الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة، وليس على اللبنانيّين سوى الترقّب والانتظار...