مرفأ صيدا بين الحاضر والمستقبل: خطوة أولى نحو تحويله إلى رافعة للتنمية المستدامة

بدعوة من رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، عُقد اجتماع في القصر البلدي خُصّص للبحث في أوضاع مرفأ صيدا ودوره الاقتصادي في تعزيز التنمية المستدامة للمدينة.

شارك في الاجتماع رئيس لجنة الأشغال والتخطيط المهندس محمد دندشلي، وكل من أعضاء المجلس البلدي المهندسة براء الحريري والأستاذ أحمد شعيب، إلى جانب رئيس الدائرة الهندسية المهندس زياد حكواتي. كما حضر المدير السابق لمرفأ صيدا المهندس عماد الحج شحادة ،والمدير الحالي المهندس مالك حسامي ، إضافة إلى ممثلين عن المكتب الاستشاري  Seatec المهندس باتريك سليمان والمهندسة ماري انطوان جعجع.

عرض الاستشاري خلال اللقاء اقتراحًا أوليًا لتنظيم الأرض الملاصقة للمرفأ، والتي تبلغ مساحتها نحو ٥٥٠ ألف متر مربع من الأراضي المردومة بما فيها حديقة الرئيس السعودي . وقد شمل الاقتراح تحديد وجهة تقسيم المناطق احجامها واستعمالاتها المستقبلية، والقسم المخصص لاستعمالات المرفأ ، بما يتضمن تطوير الأرصفة القائمة، وإنشاء رصيف مخصص لاستقبال السفن السياحية ومحطة للركاب، فضلًا عن تخصيص مساحة واسعة للخدمات والمرافق السياحية.

النقاش تطرّق أيضًا إلى الأبعاد التراثية والحضارية للمشروع، حيث شدّد الحاضرون على ضرورة حماية قلعة صيدا البحرية والمدينة القديمة من ضغط مرور الشاحنات والآليات الثقيلة، ما يفرض إعادة تنظيم وجهة السير في محيط المرفأ وتخفيف حدة الحركة لصالح أنشطة أكثر انسجامًا مع هوية المدينة.

هذا الاجتماع، وإن كان خطوة أولى، يعكس تحوّلًا في النظرة إلى المرفأ: من مجرد مساحة وظيفية محدودة إلى مشروع استراتيجي قادر على أن يكون رافعة للتنمية المحلية. فالأرض الملاصقة للمرفأ، بمساحتها الضخمة، تمثل فرصة استثنائية لإعادة رسم مستقبل المدينة الاقتصادي والسياحي، وجعل المرفأ منصة للتشغيل والاستثمار وتعزيز موقع صيدا كمدينة متوسطية منفتحة.

وقد اتفق المجتمعون على وضع الخطوط الأولية للمشروع تمهيدًا لعرضها على المجلس البلدي ومناقشتها مع المجتمع المحلي والجمهور، في إطار مقاربة تشاركية تجعل من المرفأ ركيزة أساسية لعصر جديد في تاريخ صيدا، حيث يلتقي التراث مع متطلبات التنمية الحديثة.

المهندس محمد دندشلي
رئيس لجنة الأشغال والتخطيط في بلدية صيدا