لودريان في بيروت غدًا... والزيارة تتمحور حول 3 مهمات!
يصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت يوم الأربعاء، في زيارة تحمل أهمية بالغة، وسط أجواء سياسية وأمنية متشابكة تعكس التحديات التي يواجهها لبنان على الصعد الداخلية والخارجية.
ومن المتوقع أن يعقد لودريان لقاءات مكثفة مع الرؤساء الثلاثة، في إطار التحضير لمؤتمر دولي تسعى فرنسا لعقده على أراضيها، يهدف إلى دعم عملية إعادة إعمار لبنان، التي تعاني من أزمات مالية وسياسية متراكمة، إضافة إلى تقديم دعم حيوي للجيش اللبناني الذي يمثل العمود الفقري للأمن والاستقرار في البلاد.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الموفد الفرنسي سيركز خلال زيارته على متابعة تداعيات جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول الماضي، والتي شكلت منعطفًا في بعض الملفات الشائكة، بالإضافة إلى متابعة التطورات في منطقة جنوب الليطاني، التي تشهد حساسيات كبيرة، خصوصًا أن فرنسا عضو فعال في اللجنة الخماسية المعنية بمتابعة الأوضاع هناك، كما تولي اهتمامًا خاصًا لقوات الطوارئ الدولية المنتشرة في جنوب لبنان.
وفيما يتعلق بالمؤتمرين اللذين يعمل لودريان على التحضير لهما، فقد أوضحت المصادر أن الأول يركز على دعم إعادة الإعمار والتمويل المالي للبنان، وهو مؤتمر يحمل آمالًا كبيرة لكنه يواجه عائقًا رئيسيًا تمثّل بشرط دول المانحين بعدم دخول الأموال إلى لبنان قبل أن يتم سحب سلاح حزب الله، وهو مطلب تُجمع عليه الدول المانحة ولا يمكن تجاوزه.
أما المؤتمر الثاني، فهو مخصص لدعم الجيش اللبناني بشكل مستقل عن ملف إعادة الإعمار، حيث أن الجيش اليوم يحتاج إلى دعم لوجستي وتقني عاجل لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن الوطني
وتشير التقديرات إلى أن الدعم المالي المطلوب للجيش يتجاوز المليار دولار، بالإضافة إلى الدعم السنوي الذي يبلغ مليار دولار، والذي سبق أن وعدت به الدول المانحة.
ويأتي هذا الدعم ضمن سعي الحكومة لتعزيز قدرة الجيش على تنفيذ قراراتها وتأمين الاستقرار.
وتعكس هذه الزيارة برأي الاوساط واقعًا إقليميًا ودوليًا معقدًا، حيث تتداخل الأبعاد السياسية، الأمنية، والاقتصادية، مما يجعل من مهمة لودريان دبلوماسية دقيقة تتطلب توازنًا بين مختلف الأطراف، مع محاولة دفع ملف لبنان نحو الاستقرار والاستفادة من الدعم الدولي في ظل ظروف داخلية ضاغطة
