ضغط إضافي من واشنطن: سلّموا السلاح وتجنّبوا الحرب!

رأت السفيرة الأميركية ليزا جونسون أن الحكومة اللبنانية نجحت في تحقيق إنجازات في سبعة أشهر تفوق ما تم تحقيقه خلال السنوات الست الماضية.
وقالت لمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني مساء الخميس أن الجيش اللبناني قام بعمل يُشهد له في نزع سلاح "حزب الله" وسائر المجموعات غير الحكومية في لبنان. ومع ذلك، ما زال هناك المزيد من العمل المطلوب لضمان حصر السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
وتابعت: إن الخطوات التي اتخذتموها حتى الآن جديرة بالتقدير.
هذا الموقف يعبّر خير تعبير عن نظرة الولايات المتحدة الى مسار الامور في لبنان، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية". فبين كلام الموفد الأميركي توم برّاك الذي يميل دائما الى الافراط في الايجابية والتفاؤل والترحيب، وبين صرامة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وحزمها، يُمكن وضع مواقف السفيرة جونسون، وهي في الواقع، تعكس بدقة، قراءة بلادها للتطورات اللبنانية منذ جلستي ٥ و ٧ آب.
فما تحقق في لبنان منذ ذلك الحين، سياسيا وميدانيا، جيد بنظر اميركا، الا انه لا يكفي.
نعم، واشنطن ترى ان السلطات السياسية ليست صارمة بما فيه الكفاية مع حزب الله، بل هي لا تزال تجاريه وتسايره وتُدَور الزوايا معه. كما ان الجيش اللبناني، الذي ينفذ في نهاية المطاف، اوامر السلطات السياسية، لا يتحرك بالسرعة الكافية، دائما في نظر أميركا.
اللافت انها المرة الاولى، التي يقولها مسؤول أميركي بهذا الوضوح: مطلوب المزيد. وترى المصادر ان هذا الموقف عالي السقف، يأتي بعد ان غضت واشنطن النظر عن المرونة التي طبعت "تخريجة" جلسة ٥ ايلول الوزارية وشكلها، اذ كانت حينها تتوقع ان تتحرك الامور على الارض بسرعة وفاعلية أكبر، رغم "الديباجة" التي سايرت الثنائي الشيعي.
غير ان الادارة الأميركية وفي ظل تسارع الاحداث في المنطقة، من غزة الى الدوحة واليمن والعراق وصولا الى ايران، لم تر المسار انطلق كما يجب في الميدان اللبناني. وهي تعتبر ان الحسم في لبنان يفترض ان يكون اسرع.
من هنا، تتابع المصادر، ستعاود الولايات المتحدة الضغط على بيروت لتنهي ملف سلاح حزب الله، بنفسها، سريعا، كي لا تضطر إسرائيل الى انهائه بنفسها عسكريا، وقد رأينا نموذجا عن ذلك عصر الخميس. وهو سيناريو تسعى واشنطن الى تجنيب لبنان فصوله، وهي لا تستسيغه، لكنها في الوقت نفسه، لن تعارضه اذا رأت ان حصر السلاح لا يحصل بالسرعة المطلوبة، تختم المصادر.