الحديث عن الحرب يتجدّد... هل نحن أمام موجة نزوح جديدة؟

مع عودة الحديث عن احتمال اندلاع حرب إسرائيلية جديد على لبنان، بدأت ملامح حذر واضح تظهر في بعض المناطق اللبنانية، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة توجّه بعض العائلات، وخصوصًا من مناطق الجنوب، إلى البحث عن مساكن بديلة في بيروت وجبل لبنان، كخطوة استباقية تحسّبًا لأي تطورات أمنية محتملة، فهل نحن أمام موجة نزوح جديدة؟
يرى أمين سر "جمعية مطوّري العقار" في لبنان فارس، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "النزوح الحالي يختلف عن النزوح الذي اعتدنا عليه في السابق. ففي الماضي، كنا نلحظ حركة كثيفة وملموسة، خصوصًا من مناطق الجنوب باتجاه ما يُعرف بالمناطق المسيحية، حيث كانت الأعداد كبيرة والانتقال واضحًا. أما اليوم، فهناك حركة نزوح، لكنها محدودة وتتم بوتيرة أخفّ بكثير من السابق".
ويُوضح أن "الغالبية العظمى ممّن ينتقلون حاليًا يفضلون الاستئجار على الشراء، وذلك لاعتبارات مادية وأمنية، وعلى الرغم من أنّ الأسعار مرتفعة أساسًا، إلّا أنّ المالكين لا يستطيعون زيادتها بشكل كبير نظرًا للوضع الاقتصادي والقدرة الشرائية المحدودة".
ويُشير فارس إلى أن "بدلات الإيجار تختلف بشكل واضح بين منطقة وأخرى، فعلى سبيل المثال، في الأشرفية، وخصوصًا ضمن ما يُعرف بـ"المربّع الذهبي"، يمكن أن تتراوح الإيجارات بين 2000 و3000 دولار، وخصوصًا للشقق الكبيرة، أما في سن الفيل، فيبلغ متوسط الإيجار نحو 1000 دولار، بينما تتوافر خيارات أقل كلفة في المناطق الأبعد أو في الجبل".
ويُضيف: "صحيح أن بعض المالكين حاولوا رفع الإيجارات خلال موسم الصيف، لكن الحركة الحالية، خاصة من بعض مناطق الجنوب، لا تستطيع تحمّل زيادات إضافية، مما يدفع العائلات إلى البحث عن حلول سكنية تتناسب مع إمكانياتها، ولهذا يبقى الطلب على الشراء محدودًا للغاية".
ويُتابع: "لا يمكن توصيف ما يجري اليوم على أنه حركة نزوح واسعة، كما كان الحال في السابق، ما نشهده هو انتقال فردي ومحدود لبعض العائلات التي تبحث عن قدر من الأمان أو الاستقرار المؤقت لأولادها لا أكثر، حتى في الجنوب، فإن من كان ينوي الانتقال قد قام بذلك مع بداية الحرب السابقة، واليوم لا يمكن الحديث عن حركة نزوح فعلية بالمفهوم المعروف".
ويختم فارس بالتأكيد على أنه "لا ينبغي تضخيم الموضوع، إذ لا توجد أعداد كبيرة من السكان تستعد للنزوح أو تنتظره، ولا يمكن مقارنة ما يحدث حاليًا بما شهدناه مثلًا في عام 2006، حين كانت هناك حركة نزوح واسعة النطاق بالفعل".