الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية نظم احتفالا تكريميا لشهدائه في النبطية برعاية النائب رعد: المقاومة في لبنان هي قوة للمجتمع وللدولة وليست عبئًا عليهما

وفاءً لتضحياتهم نظم الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في منطقة جبل عامل الثانية حفلًا تكريميًا لشهداء الدفاع المدني الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوني الأخير على لبنان.
الحفل الذي أقيم في حسينية مدينة النبطية بحضور مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله علي ضعون ، إمام مدينة النبطية سماحة العلامة الشيخ عبد الحسين صادق ، مدير عام الدفاع المدني في الهيئة عدنان مقدم ، الدكتور محمد قانصوه ممثل النائب هاني قبيسي ، ممثلين عن الجمعيات والجهات الإسعافية ، عوائل الشهداء ، علماء دين ، وعدد من الشخصيات والفعاليات وحشد من الأهالي والمتطوعين، استُهل الحفل بآياتٍ بيناتٍ من الذكر الحكيم تلتها باقة من الأناشيد ، وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي وثّق جهود فرق الدفاع المدني في الميدان خلال أيام العدوان، مسلطًا الضوء على تضحياتهم في سبيل إنقاذ الأرواح وصون الكرامة الإنسانية.
وفي كلمته أكد مدير عام الدفاع المدني عدنان مقدم أهمية المضي على نهج الشهداء الذين شكّلوا عنوانًا للإنسانية والإيثار في أشدّ الظروف قسوة داعيًا إلى مواصلة رسالتهم في خدمة الناس والوطن.
كما ألقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كلمة قال فيها :"إخواننا في الدفاع المدني هم طلائع أهلنا الذين يفوح منهم أريج العزّ والنبل والإيثار والمحبة والشهامة والإنسانية، وهم توأم المقاومين الذين يتصدّون للاحتلال والمعتدين على كلّ الجبهات والمحاور"، مشيدًا بتضحياتهم التي تجسّد أسمى القيم الإنسانية وأنقى صور التفاني في خدمة الناس وحماية الأرواح.
وقال رعد إنّ "شهداء الدفاع المدني وجرحاه الأحباء هم نجوم وأقمار شعبنا المقاوم، يهتدي بتضحياتهم في ظلماء المواجهة وتحدّيات التصدي لاعتداءات العدو وأطماعه". وأوضح أنّه "حين يستشهد في الحرب العدوانية الصهيونية ٣٤ شهيدًا من هذه النماذج في منطقة جبل عامل الثانية وحدها، ثم يُضاف إليهم ٥ شهداء أعزاء آخرين أثناء عمليات رفع الأنقاض، ليصبح العدد الإجمالي ٣٩ شهيدًا من أصل ١٥٣ شهيدًا من الدفاع المدني في لبنان، فإنّ ذلك يدلّ على قسوة العدو وتوحشه وتجاوزه كلّ القوانين الدولية والقيم الإنسانية".
وأضاف أنّ "العدو الصهيوني، الذي مارس أبشع أشكال الإبادة في غزة ولبنان من خلال القتل والتدمير والتجويع واستهداف المستشفيات والمباني السكنية والتجمّعات الآهلة، وارتكب أكثر من ٤٠٠٠ خرق بري وجوي وبحري في لبنان، إنّما يكشف عن تصحّر إنساني يجعله غير مؤهل ليكون جزءًا من المجتمع الدولي وهيئاته". وأكد أنّ "هذا السلوك العدواني المتوحش سيرتدّ عاجلًا أم آجلًا على العدو بنتائج سلبية كبرى، إذ باتت صورته منبوذة ومقاطَعة حتى لدى الشعوب الغربية الحاضنة تاريخيًا لدول الاحتلال".
وشدّد رعد على أنّ "الحرية والسيادة مقوّمان أساسيان لأيّ وطن يليق بشعبه، وهما لا يُمنحان من أحد بل يُنتزعان بإرادة أبنائه ووعيهم وإيمانهم والتزامهم بالقيم الأخلاقية والكرامة الإنسانية". وأردف: "المقاومة هي التعبير الأسمى عن هذا الوعي، وهي حق إنساني لا يحتاج إلى شرعية من أحد، لأنّها فعل دفاعي نابع من إرادة شعب يرفض الإذعان للاحتلال والخضوع لمشاريعه".
وأوضح أنّ "المقاومة في لبنان هي قوة للمجتمع وللدولة، وليست عبئًا عليهما، إذ أثبتت التجارب أنّ الرهان على الصداقات الدولية لحماية الوطن كان وهمًا، وأنّ السيادة لا تتحقق بالانصياع لأصدقاء العدو ومصالحهم، بل بفعل الإرادة الوطنية الحرة التي يجسّدها الشرفاء من أبناء هذا الوطن".
وختم النائب محمد رعد كلمته مؤكدًا: "يا إخواني في الدفاع المدني، أنتم روح شعبنا المقاوم ومثال قيمه النبيلة، أنتم الأبطال الصامتون الأوفياء، رسل الإنسانية وبلسم جراحات أهلنا. شهداؤكم وجرحاكم في حدقات عيوننا وصميم قلوبنا، وتضحياتكم دروس لنا ولأجيالنا. ثابروا على نهجكم، وكونوا دائمًا على الاستعداد كما عهدناكم، وتعاونوا مع كل الجهات النظيرة، فأنتم شركاء في الهمّ الإنساني وسنبقى معكم ودعمًا لكم، والله هو وليّكم ونِعم المولى ونِعم النصير".
وبعدها تُلِي مجلس عزاءٍ حسيني عن أرواح الشهداء للشيخ عبد الله روماني ليختتم الحفل بكلمة شكر من مسؤول الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية في منطقة جبل عامل الثانية خصر الحاج علي لعوائل الشهداء ولكل المشاركين والحاضرين .















