"التهديدات قائمة"… نائب يوجّه رسالة "تحذيرية": على حزب الله أن يعيد حساباته!
لا يزال الجدل قائمًا حول إمكانية اعتماد التفاوض كخيار استراتيجي لإنهاء النزاعات وحماية لبنان من المخاطر العسكرية، وسط استمرار التهديدات الإسرائيلية.
في هذا الإطار، يرى النائب أديب عبد المسيح في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "نهاية أي حرب تفرض بالضرورة التفاوض مع العدو، فما من شيء جيد في الحرب إلا انتهاؤها، واليوم نرى كيف تفاوضت حماس مع إسرائيل، كما فعلت دول عدة سابقًا، من أجل تحقيق مصلحة بلدانها".
ويؤكد عبد المسيح أنّه "لا نقول إننا نريد أن يكون هناك علاقة أو تقارب بين لبنان وإسرائيل، لأن لبنان دفع ثمناً باهظًا جراء الحرب، والتضحيات التي قدّمها اللبنانيون كانت كبيرة جدًا، لكن في المقابل، تقع على عاتق رئيس الجمهورية مسؤولية حماية لبنان وأراضيه ومواطنيه، ولا يمكننا أن نعرّض بلدنا بعد اليوم لمزيد من المخاطر أو الحروب".
ويشير إلى أنّه "بعد عقود طويلة من النزاعات المستمرة، حان الوقت للتفكير بخيار التفاوض الجدي، ربما ما جرى في اتفاق 17 أيار أو المفاوضات السابقة لم يكن ناضجًا بعد، إذ كانت المنطقة غارقة في نزاعات قومية وصراعات ميدانية، ورغم كل ذلك، لم تتمكن تلك المحاور من حماية شعوبها على الرغم من استبسالها وتضحياتها في قضيتها".
ويشدد النائب عبد المسيح على أنّ "المرحلة الراهنة تتطلّب حلولًا مختلفة، وأن التوجّه السائد اليوم في العالم هو اعتماد مسار التفاوض،ومن هذا المنطلق، أنا زرت رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وأيدت موقفه في موضوع التفاوض، لأنه السبيل الوحيد لحماية لبنان وحماية المواطنين اللبنانيين، وهو الأساس في أي مقاربة وطنية مسؤولة".
ويوضح أنّ "حديث رئيس الجمهورية عن موضوع التفاوض يستند إلى منطق الصلاحيات الدستورية التي يمنحه إياها الدستور اللبناني في مادته الثانية والخمسين، والتي تخوّله التفاوض بشأن المعاهدات وتمثيل لبنان في هذه القضايا".
وعن التهديدات الإسرائيلية المستمرة بتوسيع ضرباتها على لبنان، يؤكد عبد المسيح أنّه "لا يثق بالإسرائيلي، فالإسرائيلي بعقيدته العسكرية مراوغ وقد يقول كلامًا ويعد بشيء بينما يقصد شيئًا آخر على أرض الواقع، التهديدات قائمة بالتأكيد، لكن العدو لا يعلن دائمًا عن نواياه أو توقيت هجماته، فقد يضرب فجأة أو يقوم بعمليات مفاجئة، ولذلك لا يكفي أن نراقب أو ننتظر ما يقرّره هو".
ويضيف: "نحن نركّز كثيرًا على ما يفعله الإسرائيلي يوميًا إلى حدّ أننا ننسى أولوياتنا الداخلية، لا بدّ أن نبحث داخل مؤسساتنا عمّن يحمي البلد وما هي أفضل الوسائل العملية المتاحة لحماية لبنان ومواطنيه".
ورغم وصفه للإسرائيلي بأنه "عدو غاشم وحاقد ومجرم"، يعتبر أنّ الإدانات الكلامية لا تكفي، بل المطلوب اتخاذ خطوات عملانية ملموسة لحماية الوطن، إن الوقت حان الآن للتركيز على ما يجب أن نفعله عمليًا، لا على متابعة كل تصرّف أو تصريح خارجي فقط".
ويلفت عبد المسيح، إلى أنّ "الدولة اليوم عاجزة عن اتخاذ قرارات فعلية بشأن ملف السلاح، لأنها مقيدة إقليميًا ودوليًا وتُعامل كأنها رهينة في هذا الملف، المشكلة نفسها تنطبق على حزب الله، إذ إن ارتباطه الإقليمي وتنظيماته العضوية مع إيران يجعل من قراراته امتدادًا لسياساتها، ما يطرح إشكالية حقيقية حول كون خيارات الحزب تخدم بالأساس المصالح الإيرانية لا المصلحة اللبنانية، لذلك يجب على الحزب أن يُعيد حساباته، أن ينزل من التبعيات الإقليمية ويُرسّخ التزامًا واضحًا بالسيادة والشرعية اللبنانية، وأن تكون خياراته منسجمة مع مصلحة لبنان أولًا وأخيرًا".