اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

أطلق ورشة الإنماء والتنظيم: من تعبيد الطرق.. إلى بناء مبنى البلدية الجديد ميشال أبو زيد: نعيد للهلالية وجهها الحضاري رغم قلة الإمكانات

صيدا اون لاين

على تخوم صيدا الشرقية، تمتدّ الهلالية كحلقة وصل بين المدينة والقرى المحيطة، تنبض البلدة بروحٍ من التجدد والعيش المشترك. هي ليست مجرّد بلدة في الجغرافيا، بل مساحة لقاءٍ بين الناس، تتجاور فيها الكنائس والمساجد والمنازل والمحال التجارية في تناغمٍ قلّ نظيره، وباتت تُعرف ببوابة صيدا ومرآة انفتاحها.

منذ انتخاب رجل الأعمال السيد ميشال أبو زيد رئيسًا لبلديتها، تحوّلت الهلالية إلى ورشة عمل دؤوبة، تسعى لاستعادة مكانتها ودورها. فبالرغم من ضعف الإمكانيات المالية وتأخر المستحقات من الصندوق البلدي المستقل، قرّر المجلس البلدي أن يعتمد على الإرادة وثقة الناس، فكانت النتيجة نهضة عمرانية وخدماتية ملموسة.

ويقول أبو زيد: منذ اليوم الأول لتسلّمنا مهام المجلس البلدي، قررنا أن تكون الهلالية ورشة دائمة للعمل، وأن نستعيد موقعها ومكانتها في محيط صيدا. فالإمكانات محدودة، والمستحقات المالية من الصندوق البلدي المستقل لم تصل بعد، لكننا اعتمدنا على ثقة الناس، وعلى مبادرات الخير التي قدّمها أبناء البلدة والمؤسسات، وفي مقدّمها مؤسسة أبو مرعي الخيرية ورئيسها رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، الذي كان له دور أساسي في دعم مشاريعنا.

ويضيف أبو زيد: بدأنا العمل فعليًا بتزفيت الحفر في الشوارع الرئيسية والفرعية، بعد أن تلقّينا هبة من مؤسسة أبو مرعي تضمنت ست شاحنات من الزفت، استخدمناها داخل الأحياء والشوارع. وهذه الخطوة كانت بداية التحول الميداني في الهلالية بعد سنوات طويلة من غياب المشاريع الخدماتية الأساسية.

ويقول: بعد ذلك، بدأنا بحصر كل المشكلات القائمة، لا سيما التعديات على الأملاك العامة. فالأراضي التابعة للبلدية كانت متروكة أو متعدّى عليها، فقمنا بضبطها وإيقاف التعديات، ونعمل اليوم على تحديد حدودها بشكل قانوني وواضح بالتعاون مع مهندس البلدية فهد ميري.
ويضيف أبو زيد: ألزمنا أصحاب المولدات الكهربائية الالتزام بالتسعيرة الرسمية، وإضاءة الشوارع الرئيسية وعددٍ من الأحياء الداخلية، كما عملنا على تحسين مداخل البلدة، لتعود الهلالية مضيئة وآمنة في الليل كما في النهار.

ويتابع رئيس البلدية: تابعنا مشروع ترقيم الشوارع بمساعدة مهندس البلدية، واتخذنا قرارًا بألّا تُسمّى الشوارع بأسماء أشخاص من خارج البلدة حفاظًا على هويتها المحلية. كما صنّفنا شارع القصور الممتدّ من فيلا بهية الحريري – البرامية، وخفّضنا الزون من 30/90 إلى 25/50 لحصر المنطقة بالفلل والقصور، ونعمل على تطوير مناطق أخرى ضمن خطة التنظيم الشامل.

ويقول أبو زيد: "فعّلنا دور الشرطة البلدية واستحدثنا مجموعة شبابية جديدة تساندها. ومنذ فترة، لم تعد البلدية تُقفل عند الثانية بعد الظهر، بل تبقى مفتوحة حتى التاسعة أو العاشرة ليلاً، إضافةً إلى دوام أيام السبت والأحد. هذه الخطوة جعلت البلدية في خدمة الناس على مدار الساعة". ويضيف: "بلدية الهلالية لم تعد بلدية قرية صغيرة، بل بلدية مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 28 ألف نسمة، وتضم أكثر من أربعة آلاف وحدة سكنية مسجّلة رسميًا".

ويؤكد أبو زيد: أنجزنا عملية المكننة الكاملة بنسبة 100%. فمنذ عام 2019 كانت البلدية تعاني من توقّف إداري ومالي وشكاوى حول بيانات غير دقيقة. اليوم، تمكّنا من ضبط كل الملفات واستقدمنا نظامًا برمجيًا معتمدًا في مختلف بلديات لبنان، تُدار من خلاله المحاسبة والفواتير إلكترونيًا. بهذه الخطوة دخلت البلدية مرحلة الإدارة الحديثة والشفافة.

ويكشف رئيس البلدية: "نستعد اليوم لبناء مبنى جديد للبلدية، بعد انتظار دام أكثر من ثلاثين عامًا. أنجزنا معظم الملفات الأساسية وننتظر توقيع التنظيم المدني وموافقة محافظ الجنوب. المبنى سيُقام بجانب الكنيسة، وقد لاقت الفكرة حماسًا واسعًا من أبناء البلدة الذين بدأوا يساهمون في تمويل المشروع كلٌّ بحسب قدرته".
ويقول أبو زيد: باشرنا بنظام المراقبة عبر تركيب الكاميرات، وأصبحت منطقة الهلالية اليوم مراقبة بالكامل، من الجامعة اليسوعية نزولاً إلى عبرا وكوع الخروب حتى الأوتوستراد والدوّار وطلعة المحافظة. كما بدأنا بتنظيم عمل سيارات الأجرة (التاكسيات) التي كانت تشكّل مصدر إزعاج للأهالي. ويضيف: "هدفنا أن يشعر كل مواطن بالأمان والراحة، وأن تكون البلدة نموذجًا في النظام والانضباط".

ويشرح: "في ما يتعلق بالنفايات، قمنا بإزالتها من الطرقات الرئيسية التي كانت تُحدث ازدحامًا مروريًا، وخصوصًا في الصباح عند ذهاب الطلاب إلى المدارس. أُعيد توزيع الحاويات بين الأحياء السكنية، ومع الوقت بدأ الأهالي يتأقلمون مع النظام الجديد".

ويضيف: "نعمل أيضًا على تنظيم عمل المؤسسات واللوحات الإعلانية المخالِفة، بالتعاون مع محافظ الجنوب ووزارة الداخلية، وذلك لضمان تطبيق القانون وحماية المظهر العام للبلدة. كما أنجزنا شعارًا خاصًا (لوغو) للبلدية من تصميم العضو إيلي نصار، وأصبح لنا حضور على مواقع التواصل الاجتماعي، منها فيسبوك وإنستغرام."

ويتابع أبو زيد: بدأنا حملة تشجير وتشحيل للأشجار التي لم تُمسّ منذ أكثر من سبع سنوات، وأنجزنا قسمًا من العمل، بانتظار موافقة وزارة البيئة التي تأخرت قليلاً، نحن نسعى لجعل الهلالية أكثر خضرةً وجمالاً، كما قامت شركة خاصة "بست أوف" الحائزة على جوائز مهمة، برش المبيدات في كافة أحياء البلدة مجانا.

ويقول: "الإنماء بالنسبة إلينا لا يقتصر على الحجر، بل يشمل الإنسان أيضًا. لذلك ننظّم نشاطات اجتماعية وصحية بالتعاون مع جمعية كاريتاس، حيث نقدّم لهم قاعة الكنيسة لتقديم خدمات مجانية للأهالي، خاصة لكبار السن. كما نخصص لهم يوم جمعة في الأسبوع في حديقة البلدية، حيث يجتمعون في أجواء مريحة بإشراف لجنة الأشغال برئاسة السيدة هنا أبو مرعي".

ويضيف: "استعدنا الملعب البلدي بعد أن كان يشكّل بؤرة لممارسات غير سليمة، فقمنا بتنظيفه وإقفاله مؤقتًا لإعادة تأهيله وتشغيله بشكل منظّم وآمن للشباب. كما نُحضّر لفعاليات عيد الميلاد وسوق الطيب واحتفالات رأس السنة وشهر رمضان بمشاركة أبناء المنطقة".

ويؤكد رئيس البلدية: "ما زال الصندوق البلدي المستقل لم يحوّل كامل المستحقات المالية المترتبة لنا، ولم نتلقَّ سوى مستحقات الهاتف الخلوي. ومع ذلك تمكّنا من تأمين رواتب الموظفين وتغطية الطبابة وبدلات النقل والمدارس، وضمان سير العمل بانتظام. وأموال البلدية تُصرف بشفافية تامة وفي مكانها الصحيح".
ويضيف: "ارتفعت نسبة الجباية من نحو 50% إلى أكثر من 70% من دون الضغط على المواطنين أو توجيه إنذارات، بل من خلال الثقة والتعاون".

ويوضح أبو زيد: "القضية الأهم اليوم هي أرض الحديقة العامة في الهلالية، بمساحة 7,700 متر مربع على طريق النافعة. هذه الأرض كانت مخصّصة للنشاطات الاجتماعية والثقافية، لكنها أُجّرت قبل نحو 12 سنة لجمعية وتحاول تأجيرها إلى أخرى لمصلحة خاصة. تقدّمنا بشكوى قانونية وعيّنا محاميًا لمتابعة الملف، لاسترجاع الأرض وإعادتها إلى المنفعة العامة، تمهيدًا لإنشاء مشروع اجتماعي جديد يخدم أبناء البلدة".

ويختم رئيس بلدية الهلالية حديثه بنبرة تفاؤل: "رغم كل الصعوبات، الهلالية تمضي إلى الأمام بثقة أبنائها، وبالإصرار الذي لا يعرف التراجع. نحن نعمل بصمت، لكن الناس ترى التغيير وتلمسه. الهلالية تستحق أن تكون نموذجًا في التنظيم والإدارة والعيش المشترك، وسنظلّ نعمل لتبقى على قدر هذا الحلم".

IMG-20251107-WA0267
IMG-20251107-WA0263
IMG-20251107-WA0269
IMG-20251107-WA0268
IMG-20251107-WA0266
IMG-20251107-WA0270
IMG-20251107-WA0264
IMG-20251107-WA0169
تم نسخ الرابط