سلاح الجو الإسرائيلي يغيّر قواعد اللعبة ويوجّه رسالة إلى العالم العربي
أعلن سلاح الجو الإسرائيلي، بالتعاون مع "مؤسسة رامون"، عن إطلاق فريق AIR، وهو برنامج وطني جديد لتأهيل الفتيات من سنّ المرحلة الإعدادية وحتى سنّ التجنيد، استعداداً للالتحاق بدورة الطيران المرموقة في سلاح الجو، وذلك في خطوة تهدف إلى زيادة نسبة النساء في طواقم الجوّ وتطوير جيل جديد من الطيّارات والقائدات
وبحسب تقرير نشره الصحافي آفي أشكنازي في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بتاريخ 12 تشرين الثاني 2025، فإنّ هذا المشروع يُعدّ من أبرز المبادرات الاجتماعية والعسكرية في إسرائيل في السنوات الأخيرة، إذ يسعى إلى مواءمة الواقع العسكري مع التحوّلات الاجتماعية المتزايدة نحو المساواة، وتمكين النساء من شغل مناصب قيادية في المجالين الجوي والتقني.
ويأتي هذا الإعلان في وقتٍ يعمل فيه سلاح الجو على توسيع حضور النساء في صفوفه، بعد عقودٍ من اقتصار الأدوار الحسّاسة على الرجال، في ما اعتبره التقرير "تغييراً في قواعد اللعبة" ورسالة مباشرة إلى العالم العربي بأنّ إسرائيل ماضية في تحديث بنيتها العسكرية والاجتماعية على حدّ سواء.
التقرير أوضح أنّ السلطات المحلية الأولى التي انضمّت إلى البرنامج هي مدينتا أوفاكيم وحadera، حيث سيتم استثمار موارد كبيرة في تدريب المجموعات الأولى التي تضمّ 25 فتاة من كل مدينة، على أن تمتدّ الخطة على مدى خمس سنوات، تبدأ من الصفّ الثامن وحتى سنّ التجنيد
وسيتمحور التركيز في المراحل الأولى حول بناء المرونة الشخصية، وتعزيز الثقة بالنفس، والتعرّف على عالم الطيران، والقيادة، والعلوم الدقيقة. وستشارك الفتيات في نشاطات ميدانية متنوعة، تشمل استخدام أجهزة محاكاة الطيران التي سيتم وضعها في المدن المشاركة، إلى جانب رحلات ميدانية وتحدّيات STEAM (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الفنون، والرياضيات)، وتمارين محاكاة لاتخاذ القرارات تحت الضغط.
كما ستُدرّس المشاركات مهارات التقييم الذاتي والتعامل مع الفشل والالتزام بالمبادئ، وهي المهارات التي تُعتبر أساسية لأعضاء طواقم الجوّ.
وفي المراحل النهائية (الصفين الحادي عشر والثاني عشر)، ستحصل المشاركات على دعم شخصي ومجتمعي متكامل يتضمن ورش إعداد لاجتياز الفحوصات العسكرية الأولية (التي تُعرف باسم "צו ראשון") والتأهيل لدورة الطيران، إضافة إلى لقاءات مع طيّارات عاملات وخريجات البرنامج، وزيارات إلى قواعد سلاح الجو في مختلف أنحاء البلاد.
من جانبه، قال غيل دورون، المدير العام لمؤسسة رامون: "البرنامج الوطني AIR يهدف إلى كسر الحواجز الزجاجية ومنح الفتيات في إسرائيل أفقاً جديداً. نحن نؤمن بأنّ الجمع بين الكفاءة الفردية والتدريب المهني والدعم المجتمعي سيحوّل الحلم البعيد إلى هدف يمكن تحقيقه. إنها خطوة ستؤثّر على عالم الطيران والمجتمع الإسرائيلي برمّته"
كما أكّد العميد ح'، رئيس شعبة القوى البشرية في سلاح الجو الإسرائيلي، أنّ التعاون مع مؤسسة رامون "يعبّر عن التزام السلاح بتحقيق مساواة حقيقية في الفرص، وبناء قاعدة لجيل المستقبل من الطيّارين والطيّارات"، مضيفاً أنّ "التغيير يبدأ من التعليم والإلهام وبناء الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالقدرة".
أما العقيد ع'، رئيس قسم التخطيط ومصادر القوى البشرية في سلاح الجو، فقال إنّ "مستقبل طواقم الجوّ يعتمد أيضاً على النساء. الشراكة مع مؤسسة رامون فرصة لبناء جيل من القائدات اللواتي سيتولين أهم المناصب في الجيش الإسرائيلي. التربية منذ مرحلة الإعدادية هي المفتاح لبناء وعي وإلهام وواقع جديد".
وأشار التقرير إلى أنّ السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً تدريجياً في عدد النساء المشاركات في اختبارات القبول لدورة الطيران، وهو ما دفع قيادة السلاح إلى تطوير هذا البرنامج الوطني الشامل لتأهيل الفتيات منذ المراحل المبكرة.
وختمت "معاريف" تقريرها بالقول إنّ سلاح الجو الإسرائيلي يسعى من خلال هذه المبادرة إلى ترسيخ مفهوم المساواة في صفوفه وتعزيز صورة الجيش الإسرائيلي كمؤسسة حديثة ومتنوّعة، معتبرةً أن هذه الخطوة تحمل في طيّاتها "رسالة رمزية للعالم العربي" عن التحوّلات الاجتماعية العميقة التي تشهدها إسرائيل في الميدانين العسكري والمدني على حدّ سواء