امتعاض أميركي: لبنان أضاع الفرصة... وما سيحصل نهاية العام!؟
أوصدت واشنطن بابها في وجه قائد الجيش رودولف هيكل، ما شكّل صفعةً كبيرة على خط العلاقات اللبنانية مع الإدارة الاميركية، وخصوصا في ما يتعلق بالجيش اللبناني، هو الذي يستمدّ قوّته العسكرية والتمويلية من واشنطن... فما الذي حصل؟ وأيّ تداعياتٍ قد نشهدها في الأيام المقبلة؟
يعتبر الصحافي والمحلل السياسي علي حمادة أن إلغاء اجتماعات قائد الجيش في واشنطن والتي أدت إلى إلغاء الزيارة ليس سببها الأساسي والحقيقي البيان الاخير للجيش، "إنما هو القطرة التي أفاضت الكأس"، مضيفا: "الاعتراض الاميركي ليس على أداء الجيش اللبناني إنما على غياب القرار السياسي لنزع سلاح حزب الله بوتيرة سريعة".
ويشدد حمادة، في حديث لموقع mtv الالكتروني، على أن الأميركيين يكنّون الاحترام الكبير للجيش كمؤسسة وكقوّة مقاتلة وراضون عن أدائه، إلا أن اعتراضهم هو على البطء الحاصل في التنفيذ لناحية الاستخبارات وتعقّب السلاح، وتنفيذ المداهمات، لافتا إلى أنه بنظر الأميركيين فقد أضاع لبنان حتى الآن أكثر من 10 أشهر لجمع السلاح جنوب الليطاني وهي مهمة لم تكتمل حتى الساعة.
ويحذر حمادة من مغبة اللعب على عنصر الوقت باعتباره سيفًا ذو حدّين ويقول: "إن كان قائد الجيش ورئيس الجمهورية يحاولان كسب الوقت، فإن ذلك غير مفيد لا بل قد يكون أخطر ما يكون، وقد ينقلب ضد الدولة اللبنانية لأن مرور الوقت من دون تحقيق المطلوب منا كما ينبغي وسحب السلاح من كامل الأراضي اللبنانية ومن ضمنها الاحياء السكنية والمدن والبلدات الكبرى والقرى، سوف يفتح المجال أمام حزب الله لإعادة تنظيم صفوفه العسكرية والامنية وإعادة بناء قدراته الصاروخية، والاستمرار برفض القرارات الحكومية والتمرّد علنًا على إرادة الدولة".
أما في ما يخصّ علاقة لبنان مع الولايات المتحدة الاميركية، فيستبعد حمادة أن يؤدي إلغاء زيارة العماد هيكل إلى تردّيها، ويضيف: "ليس أمام لبنان خيار سوى ان تكون له علاقات جيدة مع الاميركيين، وهو أمرٌ يتجاوز الأشخاص والرؤساء وقادة الجيوش والمسؤولين، هو أمرٌ اهم من المناصب، وما قد يتأثر هو العلاقة تحديدا بين قيادة الجيش وأميركا وهو ما سيحتاج إلى إصلاح وأعتقد أن الرئيس عون لن يقبل بحصول ذلك وسيسارع إلى معالجة هذه المشكلة".
إلى ذلك، فبرأي حمادة، لن تتأثر المساعدات الأميركية للجيش بالتوتر الحاصل حاليا، باعتبار أن ما يُرسل للجيش ليس مساعدات استراتيجية أي صفقات أسلحة إنما هي جزء من رهان أميركا على مؤسسة الجيش وهو ما لن يتوقّف.
ويلفت حمادة إلى خطورة فشل الدولة اللبنانية بنزع السلاح والذي سيكون سببًا في تصعيد عسكري مع بداية السنة المقبلة، ويضيف: "حينها ستكون احتمالات التصعيد مفتوحة على كل الاصعدة لأن موضوع سلاح حزب الله لن يُترك لحسابات سياسية محلية لبنانية، والاميركيون يعتبرون أن لبنان مهم جدا لسياستهم الاستراتجية في المنطقة".