اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الحزب يتريّث... "هدنة بابويّة" تمنع التصعيد؟

صيدا اون لاين

يعيش لبنان اليوم على إيقاع ترقّب ثقيل، بين زيارة البابا المرتقبة واحتمال انفجار الوضع الامني في أي لحظة، خصوصاً بعد اغتيال القيادي العسكري البارز هيثم الطبطبائي وما أثاره ذلك من أسئلة حول كيفية ردّ حزب الله. وفي وسط هذا المشهد القلِق، تتزايد التساؤلات حول ما يخطّط له كل فريق، وكيف تُدار لعبة التريّث والتصعيد على الخطّ الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

اعتبر الكاتب والمحلّل السياسي يوسف دياب أنّ جملة عوامل دفعت حزب الله إلى التريّث وعدم الرد على اغتيال القيادي هيثم الطبطبائي، إذ يدرك الحزب، وفق دياب، أنّ أي ضربة يوجّهها إلى إسرائيل قد تمنحها ذريعة لشنّ حرب واسعة على لبنان، وهو سيناريو يحمّله أثماناً لا يستطيع تحمّلها في هذه المرحلة، لا هو ولا بيئته.
وقال دياب، في مقابلة لموقع mtv، إنّ الحزب "متخوّف أصلاً من أن تبادر إسرائيل إلى عملية كبيرة سواء الآن أو مع نهاية العام، وهي المهلة المعطاة للبنان لنزع سلاح حزب الله".
وفي ما يتعلّق بربط عدم ردّ الحزب بزيارة البابا، شدّد دياب على أنّ "قرار ضبط النفس ليس لدى حزب الله بل لدى إسرائيل"، التي تتجنّب أي تصعيد قد يعرّضها لانتقادات دولية خلال الزيارة البابوية.
واعتبر أنّ إسرائيل تمارس نوعاً من "الهدنة البابوية" لتفادي تحوّل لبنان إلى "كتلة مشتعلة" خلال وجود البابا على أراضيه.

وعن علاقة الحزب بالدولة اللبنانية بعد الاغتيال، نفى دياب وجود أي تنسيق فعلي، لافتاً إلى أنّ الدولة حريصة على تثبيت الهدنة وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصّ بوضوح على حصر السلاح بيد الدولة بدءاً من جنوب الليطاني وصولاً إلى كامل الأراضي اللبنانية. أما حزب الله، فيرى أنّ القرار يقتصر فقط على جنوب الليطاني، ما خلق "أزمة ثقة كبيرة" بينه وبين الدولة، وأحرج الرئاسة والحكومة أمام المجتمع الدولي.
وأضاف: "إذا سمحت الفرصة للحزب للانتقام لمقتل الطبطبائي، سينفّذ ذلك من دون العودة إلى الدولة اللبنانية".

أما بالنسبة الى دور إيران، فأكّد دياب أنّ طهران ليست في وضع يسمح لها بتوظيف ردّ عسكري من الحزب، بل تضغط عليه لعدم الرد، خشية أن يؤدي أي تصعيد إلى خلط الأوراق وعرقلة المفاوضات الأميركية – الإيرانية المرتبطة بالملف النووي.
وأشار إلى أنّ اغتيال الطبطبائي يمثّل "ضربة توازي اغتيال عماد مغنية وفؤاد شكر"، ما يجعل الحزب حريصاً على عدم خسارة مزيد من التوازن في المواجهة.
وختم دياب بالتساؤل عمّا إذا كانت إسرائيل ستكتفي بعملية الاغتيال، مرجّحاً أن يكون التصعيد هو سيّد الموقف بعد زيارة البابا، مستشهداً بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس الذي أعلن أنّ "الحلول السياسية مع حزب الله لم تعد مجدية" وأنّ إسرائيل ستتصرّف لنزع سلاحه في لبنان.

ختاماً، يبقى المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات: بين تصاعد التوترات، والمناورات الدبلوماسية، والفرص الممكنة للحوار، تبرز أمام لبنان أسئلة كبيرة حول قدرته على الحفاظ على الاستقرار، وكيف يمكن أن تتحوّل هذه المرحلة الدقيقة إلى نقطة انطلاق لمعادلة جديدة في المنطقة

تم نسخ الرابط