اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

دمشق وبيروت على خطّ التفتيش الدولي: ماذا يريد مجلس الأمن؟

صيدا اون لاين

تأتي الزيارة الأممية إلى سوريا ثم لبنان في لحظة سياسية مُحمّلة بكل ما يلزم لصناعة رسائل واضحة، فالمجتمع الدولي، الذي يتعامى عما تقوم به إسرائيل في كل المنطقة، يريد أن يرى بأمّ عينه ما تقوم به الدول التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي، ويريد أن يتأكّد من أنّ لبنان، تحديداً، بات جاهزاً للتعامل مع الاستحقاق الذي يضعه الأميركيّون والإسرائيليّون على الطاولة بإسم نزع السلاح، دون ان نغفل مسألة وجود اليونيفيل التي تتعرض لهجوم إسرائيلي غير مسبوق، وصل حدّ اتهامها بالتنسيق استخباراتياً مع حزب الله في لبنان.

الوفد الذي سيحطّ في دمشق وبيروت يمثل مجلس الأمن نفسه، وهو بحسب مصادر متابعة يحمل في جيبه خلاصة التحذيرات الغربية التي صدرت في الأسابيع الماضية وزيارات الموفدين، والكلّ يعرف أنّ هذا النوع من الزيارات يأتي للتثبّت من أنّ ما تريده الدول الكبرى قد بدأ يسلكطريقه إلى التنفيذ، أو أنّ لبنان ما يزال يناور. لذلك يُتوقع بحسب المصادر أن يذهب الوفد جنوباً، ويجتمع بقيادة الجيش، ويستمع إلى تقارير ميدانية، ليس لأنّ الأمم المتحدة تريد اكتشاف ما إذا كانت هناك منصّات صواريخ في بساتين الجنوب، بل لأنّ الصورة الميدانية تُستخدم اليوم كذريعة للضغط السياسي.

الملف الأكثر حساسية بالنسبة للبنان هو انتهاء ولاية "اليونيفيل" خلال عام. حُسم الاتجاه نحو خفض عديد القوّة وتفكيك مواقعها البحرية والبرية، وهو ما يخلق فراغاً أمنياً لا تخفي الدول الكبرى قلقها منه، ولا يُخفي لبنان "قلقه" أيضاً، لأن إسرائيل تُجاهر علانية بنيتها البقاء في المناطق المحتلة، في لبنان وسوريا، وتسعى لإنشاء مناطق عازلة تحت رعايتها المباشرة، وهي لا شك تريد أن تخرج اليونيفيل بأسرع وقت لتحلّ محلّها وتطبق مبدأ السيادة الأمنية الذي تعمل عليه في غزة والضفة وسوريا ولبنان.

تؤكد المصادر عبر "النشرة" أن المجتمع الدوليّ لا يحتاج فعلياً إلى زيارة ميدانية ليرى الخروق الإسرائيلية. فهو يملكما يكفي من تقارير "اليونيفيل" ومن المعلومات الاستخبارية المشتركة، لذلك فإن المعني بزيارته هو لبنان، يُريد أن يسمعمنهم تعهّدات أو مواقف نهائية بموضوع السلاح، وأن يضععلامات استفهام دقيقة على ما إذا كانت بيروت مستعدة للتقدّم خطوة واحدة على خطّ التفاوض المباشر السياسي مع اسرائيل.

في المقابل، تتزامن هذه الحركة الأممية مع اشتداد التوتّر على الحدود السورية-الإسرائيلية، ومع ارتفاع مستوىالتصريحات الإسرائيلية التي تُلمّح إلى "مبادرة هجومية" على الجنوب السوري، وهذا يجعل من أيّ زيارة دولية إلى سوريا أيضاً جزءاً من إدارة الأزمة التي تطال كل المنطقة، وربما من إدارة الضغط، وصولاً إلى محاولة رسم شكل المرحلة المقبلة على الحدود.

بعد هذا العرض تبدأ الأسئلة الحقيقية التي يُفترض ان تُظهر الزيارة أجوبتها بعد حصولها ومراقبة ما بعدها، فهل الزيارة هي فصل في حملة الضغط، أم فصل في محاولة التسوية؟ وهل سيُستخدم انسحاب "اليونيفيل" كذريعة لفرض ترتيبات جديدة على لبنان؟ وهل نحن أمام محاولة لفرض التزامات سياسية على بيروت قبل أن تدخل المنطقة في مرحلة قد تكون أكثر خطورة؟ الأسابيع المقبلة كفيلة بإظهار الاتجاه، أمّا الزيارة، فهي بداية مسار جديد لا نهايته.

تم نسخ الرابط