لبنان أمام مزيد من الضغوط والمخاطر؟
امام استمرار حزب لله رفض خيار التفاوض الذي انتهجته الدولة بعد ضم مدني للوفد العسكري اللبناني في لجنة مراقبة وقف اطلاق النار «الميكانيزم»، كما رَفضهُ الموافقة على تنفيذ قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة وحدها ومن ضمنه سلاح الحزب، من دون تقديم اي بديل او طرح بالمقابل، يوفر هذا الرفض مبرراً قوياً وحجة مجانية لاسرائيل، لتبرير التهرب من التزاماتها بوقف اطلاق النار، وابقاء احتلالها للتلال الخمس جنوباً، والاستمرار باعتداءاتها على لبنان، وقيامها بفرض منطقة امنية محظورة كما هي الحال في الوقت الحاضر، وفي الوقت نفسه يعرِّض لبنان لمزيد من الضغوط الملحّة، لتسريع عملية نزع سلاح الحزب كشرط لتقديم اي مساعدة لحل جملة الازمات التي يتخبط فيها لبنان، سياسيا واقتصاديا وماليا، ما يعني الاستمرار بالدوران في حلقة مفرغة من الخراب والعجز عن الخروج من هذا المستنقع.
لماذا يتمسَّك الحزب بهذا الرفض المزدوج في هذا الوقت بالذات؟
لم يستطع الحزب تقديم اي تبريرات منطقية لموقفه الرافض لتسليم سلاحه للدولة، متذرعاً بأن تمسكه بالسلاح هو ورقة قوة،ما يعني تراجعه عما وافق عليه باتفاق وقف النار سابقا، وفي البيان الوزاري للحكومة المشارك فيها بوزيرين، بينما يعتبر خيار الدولة التفاوض مع اسرائيل حاليا، بمثابة تقديم تنازلات مجانية، ولكنه يتهرب من تحديد ماهية هذه التنازلات لانها غير موجودة، فيما اصبح واضحا ان مواقف الحزب هذه ليست متخذة عن قناعة ذاتية بعد كل ما لحق بالحزب من خسارة فادحة بحرب «الاسناد»، بينما مردها الى قرار ايراني بهذا الخصوص، تجلى بسلسلة مواقف صدرت عن كبار المسؤولين الايرانيين في اكثر من مناسبة، إن في زياراتهم للبنان، او في طهران، لابقاء ذريعة السلاح الايراني ورقة في يد ايران للتفاوض عليها مع الولايات المتحدة الاميركية.
ما هي ردود الفعل والنتائج المتوقَّعة على سلوكيات الحزب الرافضة هذه؟
بالنظر الى الاحداث الدموية غير المحسوبة، إن كان بالهجوم الارهابي على الجنود الاميركيين بمدينة تدمر في سوريا، او الاعتداء الذي حصل ضد المدنيين بأستراليا، وهي احداث تحفز اسرائيل كما الولايات المتحدة، لتصعيد مواقفهما وردات الفعل على ما جرى، وتفرض على الدولة مزيدا من الضغوط الخارجية، لتسريع الخطى وتجاوز كل الصعاب، لإكمال عملية نزع السلاح، والاستمرار بجلسات التفاوض من خلال لجنة وقف اطلاق النار، للتوصل الى صيغة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف الاعتداءات الاسرائيلية والخوض بحل المشاكل القائمة مع اسرائيل، بينما ردات الفعل الاسرائيلية على مواقف الحزب هذه، مزيدا من الاغتيالات واستنزاف كوادر حزب لله، واستمرار الاعتداءات على لبنان، كما يحصل حالياً