إختر من الأقسام
صيدا |
لبنان |
شؤون فلسطينية |
عربي ودولي |
مقالات وتحقيقات |
صحة وطب |
تكنولوجيا |
مشاهير وفن |
المرأة والرجل |
منوعات |
رياضة |
إقتصاد وأعمال |
ثقافة وأدب |
صور وفيديو |
إعلانات |
آخر الأخبار |
- أمرٌ غير عادي... ماذا حصل داخل أحد المباني مساء اليوم؟
- الجيش الإسرائيلي: قمنا بتمرين لسيناريوهات مختلفة في الشمال
- مفتي صور من الناقورة: إنّ أرضنا كلما اعتدى عليها عدو ستجد رجالًا يدافعون عنها
- أمن الدولة: نفّذنا عمليّة أمنيّة مشتركة داخل الأراضي السوريّة أفضت إلى توقيف داني الرشيد
- إعلام إسرائيلي: الجيش الإسرائيلي أجرى اليوم مناورة مفاجئة لاختبار الاستعدادات لحرب شاملة مع لبنان
- ساحات القتال 2024.. احتمال نشوب صراع بين هذه الدول
- 'سانا': إصابة مدنيَين اثنَين بجروح جراء عدوان إسرائيلي استهداف أحد المباني في ريف دمشق
- عمليات ثأرية لـ'الحزب'.. وإسرائيل تتوعد بحرب برّية
- توقيف داني الرشيد الذي فرّ أمس من سجن أمن الدولة.. أين تمّ توقيفه؟
- نواف سلام: لضرورة إلزام إسرائيل رفع العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الانسانية إلى غزة
أسقف التواضع والوداعة (بقلم : المونسنيور إلياس الأسمر) |
المصدر : بقلم : المونسنيور إلياس الأسمر | تاريخ النشر :
22 Sep 2022 |
المصدر :
بقلم : المونسنيور إلياس الأسمر
تاريخ النشر :
الخميس ٢٨ أيلول ٢٠٢٤
صغبينيّ النشأة، بقاعيّ الهوى، خلقيدونيّ العقيدة، كاثوليكيّ الإيمان، إنه المطران طانيوس الخوري، الذي ولد ونشأ في كنف عائلة مسيحيّة مؤمنة، زرعت في نفوس أولادها حب الوطن والكنيسة، فكانت هذه العائلة مقلعاً للدعوات المكرسة، لما زرعته في نفوس أفرادها من غيرةٍ ونشاطٍ وكرمٍ وحبٍّ للعطاء، جرأة في اتخاذ المواقف الصلبة عندما تدعو الحاجة.
في هذا الجو الروحي عاش المطران طانيوس، فانتسب منذ صغره إلى مدرسة مار عبدا هرهريا، التي أنمت في قلبه الفضائل الإلهيّة، ومن ثمّ اكتسب علوم اللاهوت في المعهد الشرقي في بيروت، فانغرس هذا اللاهوت في وجدانه لما له من طيبة قلب، وبساطة إنجيليّة؛ هذا ما لمسه عارفوه وأبناء الرعايا التي خدمها بنشاط وروح رسوليّة، واضعاً يده على المحراث، لا ينظر إلى الوراء.
أطل الخوري طانيوس على أبرشيّة صيدا المارونيّة سنة 1958 وكان حديث الرسامة، حاملاً في قلبه غيرة إيليا النبي. بدأ عمله الرسولي بكل حماسة مع عائلة الأخويات بجميع فروعها، فسعى مع كهنة الرعايا إلى إنشاء فروع جديدة للأخويات في الرعايا التي كانت بحاجة لها.
كلفه المطران أنطونيوس خريش الإشراف على المدارس الأسقفيّة في الأبرشيّة، فجال طوال العام الدراسي على كل المدارس العائدة للأبرشيّة ينظم الإدارات فيها، ويضع جداول للمعلمين والتلاميذ ويرفعها إلى وزارة التربية. فما عرف الراحة يوماً إلا عندما كان يخلد إلى النوم، يعمل من الصباح إلى المساء كالوكيل الأمين. ثم عيّنه المطران إبراهيم الحلو قيماً عاماً على الأبرشيّة، فجال في أملاكها، يتفقّد أحوالها، ويسعى إلى استصلاح الأراضي فيها، ويسهر على إنتاجها، ويتابع مردود أثمارها وغلالها، ويضع الخطط لتطوير الإنتاج، هدفه نقل اقتصادها من ريعيٍّ إلى إنتاجيّ.
أحب الوعظ، فجال في رعايا الأبرشيّة خلال أزمنة الصوم المباركة حاملاً كلمة الله إلى المؤمنين المتعطشين لسماعها، يلقي العظات مستشهداً بآيات الكتاب المقدس.
ولمّا انتخبه مجلس الأساقفة مطراناً على أبرشيّة صيدا سنة 1996، سهر على أدارتها، فعُرِف بطيبة قلبه ونقاوة ضميره وصدق لسانه، فكان إذا وعد وفا، وأكمل بذلك مسيرة أسلافه الأحبار الذين امتازوا بحسن إدارتهم للأبرشيّة.
أرسى المطران طانيوس في مدينة صيدا علاقات إجتماعيّة بين نسيج العائلات الصيداويّة الروحيّة منها والمدنيّة، فمدّ مع نائبه العام الخورأسقف يوحنا الحلو جسور التواصل مع أبناء المدينة من خلال الزيارات الإجتماعيّة، إن كان في الأفراح أو في الأتراح، وخلال الأعياد، فبادلهما أبناء المدينة بالمِثل.
عُرف المطران طانيوس بالأسقف المتواضع، وهذا التواضع نابع من السلام الذي كان يغمر قلبه، مقتدياً بتعليم معلمه الإلهي القائل: "تعلموا مني إني وديع ومتواضع القلب". وهذا التوضع تجلى في أبوّته لأبنائه كهنة الأبرشيّة، الذين وجدوا فيه الأب الحنون والعطوف، الذي يحنو عليهم كما تحنو الدجاجة على فراخها.
المطران طانيوس هو أسقف الصلاة التي اكتسبها وتعلّمها منذ نعومة أظفاره، فنمت في قلبه نموَّ حبة الخردل، لم تكن لمسبحة الورديّة تفارق يده؛ يتلوها عدة مرات في اليوم، ويطلب شفاعة سيدة الخلاص شفيعة الكرسي الأسقفي في بيت الدين، التي كان يلجأ إليها في الشدائد، ولا ينسى فرضه الإلهي، الذي كان يتلوه في الأوقات المفروضة.
أكمل المطران طانيوس مسيرة البناء والإنماء التي بدأها سلفه المطران إبراهيم الحلو بعد تهجير أبناء أبرشيّته، فبدأت مداميك الكنائس وأعمدتها تعلو في كافة الرعايا، وكان يحثّ المؤمنين، ويبث فيهم روح الحماس للعودة وإطلاق ورشة بناء الكنائس، فانتشر في عهده بناء الكنائس في كافة أقاليم الأبرشيّة.
"مطران طانيوس"، ها أنتم اليوم تعودون في شهر أيلول إلى بلدتكم صغبين، وكم أحببتم خلال حياتكم أن تقضوا شهر أيلول في مسقط رأسكم صغبين. وها أنتم تعدون إليها بعد أن جاهدتم الجهاد الحسن، وها هو معد لكم إكليل المجد الذي سيجازيكم به ربكم الديان العادل.
أرقد بسلام أيها الحبر الحبيب، لقد كنت أمينًا على القليل، وها إن سيدكم يقيمكم على الكثير. أدخل فرح سيدك.
*النائب الأسقفي العام السابق في أبرشيّة صيدا المارونيّة
في هذا الجو الروحي عاش المطران طانيوس، فانتسب منذ صغره إلى مدرسة مار عبدا هرهريا، التي أنمت في قلبه الفضائل الإلهيّة، ومن ثمّ اكتسب علوم اللاهوت في المعهد الشرقي في بيروت، فانغرس هذا اللاهوت في وجدانه لما له من طيبة قلب، وبساطة إنجيليّة؛ هذا ما لمسه عارفوه وأبناء الرعايا التي خدمها بنشاط وروح رسوليّة، واضعاً يده على المحراث، لا ينظر إلى الوراء.
أطل الخوري طانيوس على أبرشيّة صيدا المارونيّة سنة 1958 وكان حديث الرسامة، حاملاً في قلبه غيرة إيليا النبي. بدأ عمله الرسولي بكل حماسة مع عائلة الأخويات بجميع فروعها، فسعى مع كهنة الرعايا إلى إنشاء فروع جديدة للأخويات في الرعايا التي كانت بحاجة لها.
كلفه المطران أنطونيوس خريش الإشراف على المدارس الأسقفيّة في الأبرشيّة، فجال طوال العام الدراسي على كل المدارس العائدة للأبرشيّة ينظم الإدارات فيها، ويضع جداول للمعلمين والتلاميذ ويرفعها إلى وزارة التربية. فما عرف الراحة يوماً إلا عندما كان يخلد إلى النوم، يعمل من الصباح إلى المساء كالوكيل الأمين. ثم عيّنه المطران إبراهيم الحلو قيماً عاماً على الأبرشيّة، فجال في أملاكها، يتفقّد أحوالها، ويسعى إلى استصلاح الأراضي فيها، ويسهر على إنتاجها، ويتابع مردود أثمارها وغلالها، ويضع الخطط لتطوير الإنتاج، هدفه نقل اقتصادها من ريعيٍّ إلى إنتاجيّ.
أحب الوعظ، فجال في رعايا الأبرشيّة خلال أزمنة الصوم المباركة حاملاً كلمة الله إلى المؤمنين المتعطشين لسماعها، يلقي العظات مستشهداً بآيات الكتاب المقدس.
ولمّا انتخبه مجلس الأساقفة مطراناً على أبرشيّة صيدا سنة 1996، سهر على أدارتها، فعُرِف بطيبة قلبه ونقاوة ضميره وصدق لسانه، فكان إذا وعد وفا، وأكمل بذلك مسيرة أسلافه الأحبار الذين امتازوا بحسن إدارتهم للأبرشيّة.
أرسى المطران طانيوس في مدينة صيدا علاقات إجتماعيّة بين نسيج العائلات الصيداويّة الروحيّة منها والمدنيّة، فمدّ مع نائبه العام الخورأسقف يوحنا الحلو جسور التواصل مع أبناء المدينة من خلال الزيارات الإجتماعيّة، إن كان في الأفراح أو في الأتراح، وخلال الأعياد، فبادلهما أبناء المدينة بالمِثل.
عُرف المطران طانيوس بالأسقف المتواضع، وهذا التواضع نابع من السلام الذي كان يغمر قلبه، مقتدياً بتعليم معلمه الإلهي القائل: "تعلموا مني إني وديع ومتواضع القلب". وهذا التوضع تجلى في أبوّته لأبنائه كهنة الأبرشيّة، الذين وجدوا فيه الأب الحنون والعطوف، الذي يحنو عليهم كما تحنو الدجاجة على فراخها.
المطران طانيوس هو أسقف الصلاة التي اكتسبها وتعلّمها منذ نعومة أظفاره، فنمت في قلبه نموَّ حبة الخردل، لم تكن لمسبحة الورديّة تفارق يده؛ يتلوها عدة مرات في اليوم، ويطلب شفاعة سيدة الخلاص شفيعة الكرسي الأسقفي في بيت الدين، التي كان يلجأ إليها في الشدائد، ولا ينسى فرضه الإلهي، الذي كان يتلوه في الأوقات المفروضة.
أكمل المطران طانيوس مسيرة البناء والإنماء التي بدأها سلفه المطران إبراهيم الحلو بعد تهجير أبناء أبرشيّته، فبدأت مداميك الكنائس وأعمدتها تعلو في كافة الرعايا، وكان يحثّ المؤمنين، ويبث فيهم روح الحماس للعودة وإطلاق ورشة بناء الكنائس، فانتشر في عهده بناء الكنائس في كافة أقاليم الأبرشيّة.
"مطران طانيوس"، ها أنتم اليوم تعودون في شهر أيلول إلى بلدتكم صغبين، وكم أحببتم خلال حياتكم أن تقضوا شهر أيلول في مسقط رأسكم صغبين. وها أنتم تعدون إليها بعد أن جاهدتم الجهاد الحسن، وها هو معد لكم إكليل المجد الذي سيجازيكم به ربكم الديان العادل.
أرقد بسلام أيها الحبر الحبيب، لقد كنت أمينًا على القليل، وها إن سيدكم يقيمكم على الكثير. أدخل فرح سيدك.
*النائب الأسقفي العام السابق في أبرشيّة صيدا المارونيّة
Tweet |