آلة لتحضير الخبز وتوفيره مجانًا في دبي وسط ارتفاع مستويات التضخم: 'الفكرة هي أن نصل إلى الأسر المتعففة واليد العاملة قبل أن تصل الينا'!

تاريخ النشر : الأحد ٣ أيلول ٢٠٢٣

بدأت تنتشر في إمارة دبي الخليجية الغنية حيث يقيم الأثرياء وملايين العمال المهاجرين الفقراء، آلات ذكية مبرمجة مسبقاً تقوم بتحضير الخبز وتوفيره مجاناً للمحتاجين في خضم فترة من التضخم المتسارع. فالمدينة الثرية التي تستورد غالبية احتياجاتها الغذائية تقريبًا، ليست محصنة ضد ارتفاع الأسعار، وهو اتجاه عالمي تفاقم بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

أمام واحدة من الآلات العشر التي تم تجهيزها هذا الأسبوع، يراقب بيغاندر بعناية الشاشة التي تعمل باللمس وتسمح له بالاختيار بين الخبز العربي أو الخبز المخصص للسندويش أو الشباتي (الفطائر الهندية). ولا يمكن دفع الأموال ثمن الخبز، لكن الآلة تسمح بالتبرع عبر بطاقة الائتمان.

يقول الشاب النيبالي الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه والذي جاء مثل ملايين المهاجرين الآسيويين ليجرّب حظّه في مدينة تشتهر بمعالمها الفارهة "أخبرني أحد الأصدقاء أن هناك خبزًا مجانيًا ، لذلك أتيت".

يفيد مركز دبي للإحصاء أن مؤشر أسعار المواد الغذائية ارتفع بنسبة 8,75 بالمئة في تموز/يوليو على أساس سنوي، في حين قفزت تكلفة النقل بأكثر من 38 بالمئة.

وقد أطلق مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة، مبادرة "خبز السبيل" بهدف "مساندة العائلات والأسر المتعففة وفئة الأيدي العاملة بتوفير الخبز مجاناً في مختلف أوقات اليوم في عدة منافذ معتمدة"، على ما أكد المركز.

تقول مديرة المركز زينب التميمي لوكالة فرانس برس "الفكرة هي أن نصل إلى الأسر المتعففة واليد العاملة قبل أن تصل الينا".

يبلغ عدد سكان الإمارات الغنية بالنفط ما يقرب من 10 ملايين نسمة، نحو 90 بالمئة منهم من الأجانب والمغتربين من الطبقة المتوسطة وخصوصا العمال الفقراء من آسيا وإفريقيا.

أزمة تضخم

تعتمد دبي التي تتمتع باقتصاد متنوع، على ملايين العمال لبناء ناطحات السحاب ودعم قطاع الخدمات، من العقارات إلى السياحة الفخمة التي تشتهر بها.

ويقول بيغاندر الذي يعمل في غسل السيارات منذ ثلاث سنوات إنه يتقاضى ثلاثة دراهم (نحو 80 سنتا) عن كل سيارة، ويعتمد على إكراميات من الزبائن لتحصيل 700 إلى 1000 درهم شهريًا. ويوضح "صاحب عملي يغطي مصاريف السكن والمواصلات، لكنه لا يغطي الطعام".

في مؤشر على الصعوبات المتزايدة للعمالة الأجنبية، نُّظم إضراب نادرا الحدوث في أيار/مايو الماضي في دبي قاده عمال التوصيل للمطالبة بتحسين الأجور في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود.

وفي تموز/يوليو، أعلنت السلطات عن مضاعفة المساعدات الاجتماعية للأسر الإماراتية التي يقل دخلها عن 25 ألف درهم شهريًا (حوالي سبعة آلاف دولار).

يوضح الأردني فادي الرشيد الذي يشغل منصب مدير عمليات في شركة ويقيم في دبي منذ 20 عاما لوكالة فرانس برس "نعيش وضعا اقتصاديا عنوانه التضخم وارتفاع اسعار الفائدة". ويتابع "هناك العديد من الأشخاص الذين يتلقون أجورا منخفضة ولم يعد، مع ارتفاع تكاليف المعيشة، بإمكانهم تلبية قوت يومهم".

وفقًا لتقرير الهجرة في العالم الصادر عن الأمم المتحدة، تستضيف الإمارات العربية المتحدة نحو حوالي 8,72 ملايين مهاجر، معظمهم من الهند وبنغلادش وباكستان.

عودة الى الصفحة الرئيسية