اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

«حرب الرئاسات»... الحريري وباسيل... استهدافات واحدة في وجهة واحدة

صيدا اون لاين
لا يختلف طرفان في النظرة الى الانتخابات النيابية المقررة بعد غد الاحد، على انها معركة الاستهدافات السياسية الدائرة بين مختلف القوى، فيما الوجه الآخر للمعركة يتمحور حول تعزيز احزاب السلطة وتثبيت رئاساتها والسعي الى تحسين صورة التمثيل النيابي بما يؤدي الى الاستئثار بأكبر حصة في عملية اعادة تكوين السلطة، وان كانت تصفية الحسابات حاضرة بقوة في انتخابات بعد غد الاحد.

فالمسألة، برأي اوساط سياسية مطلعة، باتت مرهونة بالنتائج التي يمكن ان تخرج بها القوى الحزبية والتيارات السياسية، من انتخابات تحولت الى منازلة سياسية من العيار الثقيل، طالما ان الرئاسات الثلاث حاضرة عبر «ملائكتها» التي دفعت بكل انواع الاسلحة، لتحسين الحصة النيابية التي سيؤسس عليها لعملية اعادة تكوين السلطة، وتوزيع الحصص فيها على القوى والتيارات الحزبية والسياسية، وفق المعايير الطائفية والمذهبية نفسها التي تسود منذ اتفاق الطائف الذي اعقب وفق الحرب اللبنانية.
وتلفت الاوساط الى ان مشهد يوم الاحد، وما يحمله من دلالات وتداعيات اُثقِلَت بها اللوائح المتنافسة التي بُني بعضها وفق اسس ومعايير سياسية، فيما «رُكِّب» الآخر وفق حسابات انتخابية، حتى بدت بعض اللوائج هجينة لناحية توجهها السياسي والعقائدي، فالمعركة ترتبط بصورة مباشرة بموازين قوى واوزان سياسية واحجام نيابية، لا تصلح الا بالاستثمار السياسي داخل السلطة، يختصر المعركة الرئاسية المثلثة الاضلاع، التي تدور على شكل السلطة التي تعيد نتائج الانتخابات اعادة تكوينها، وترسم حصص القوى والتيارات السياسية، وان كانت الامال بتعديلات جوهرية على صورة السلطة القائمة ما تزال معلقة حتى اشعار آخر، وتلفت الى ان الكباش السياسي الدائر على جبهات الانتخابات النيابية الموزعة على خمس عشرة دائرة، تخرج من نتائجها الصورة الجديدة للمجلس النيابي، يشكل الترجمة الحقيقية لمعركة تعزيز النفوذ في السلطة.

عصبيات طائفية ومناطقية حوَّلت دائرة صيدا ـ جزين الى «جمهورية» مقفلة!
وجه من وجوه الصراع المحتدم، يتمثل بما تشهده دائرة صيدا ـ جزين التي استدعت سخونتها السياسية والانتخابية التي عززتها تعقيدات في صورة التحالفات الانتخابية وما شكلته من علامة فارقة في لوحة التحالفات على المستوى العام، فجاء «الرَّك» الذي عمد اليه بعض التيارات، حتى وصلت الى مستوى العصبوية المناطقية، وتسأل الاوساط المتابعة: كيف يُفهم الخطاب السياسي الذي سُمع صداه في صيدا وجزين، المُدافع بشراسة عن السياسية لـ «جمهورية» كانت قبل السادس من ايار، دائرة انتخابية فيها ما يكفي من الخليط السياسي والطائفي والمذهبي؟ وما هي المنطلقات التي دفعت برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الى اعلان النفير الانتخابي، «دفاعا عن مقاعدنا في جزين، والتصدي للاطماع الوافدة الى جزين من خارجها!، فيما الرئيس سعد الحريري الذي يريد ان «يُصَيِّف» في الربوع الجزينية، يتهم الآخرين بالسعي للسيطرة على مقعدي صيدا ولاخذ قرار عاصمة الجنوب الى فريق من خارجها!، والمفارقة ان الطرفين يتناغمان من دون ان يصيب فريق منهما الآخر.. فوجهة الطرفين جنوبية الاتجاه.

في بيروت، الرئيس الحريري يريد ان يسكِّر بيوت، وفي جزين يريد الوزير باسيل ان يُسكِّر بيوتا، وهذا «التسكير» للبيوتات السياسية العريقة في لبنان، ولو من بوابة التمثيل النيابي، ابتكرها سياسيو ما بعد اتفاق الطائف، حيث سُجل اخراج رؤساء حكومات ووزراء وزعماء من دائرة التمثيل النيابي، لمصلحة شخصيات غير ذي وزن، وقد سهلت قوانين الانتخاب التي اعتمدت على «نظام الاكثري» الطريق امام استئثار شخصيات وتيارات سياسية بالتمثيل النيابي، على المستويين الاسلامي والمسيحي، ويحضر شخصيات عريقة في الحياة السياسية «أُقفلت» بالشمع الاحمر!، فيكفي اي طرف سياسي يملك القدرة الانتخابية المستندة الى حيثية شعبية، ليقفل بيوت غيره من السياسيين، ولغة «تسكير البيوت» السائدة اليوم في المشهد الانتخابي، تحولت الى خطاب تأجيجي له وقعه على الناخبين.

لا «ثأر» في 7 أيار 2018... من 7 ايار 2008
ما يجعل خطاب رأسي «التيارين»، في «التيار الوطني الحر» و»تيار المستقبل» متوترا، وفق ما ترى الاوساط، ان «الحسبة» وسط كل هذا الضجيج السياسي والانتخابي، تُرجح ارقامها المبنية على تقديرات علمية ان تؤدي الى «زعزعة « في وضعيتهما التمثيلية، في مقابل ارتياح انتخابي لتحالف «الثنائي الشيعي» المتهم بأن القانون المعمول به في انتخابات 6 أيار جاء لمصلحته، بالرغم من التهديد الجدي الذي يتعرض له في دائرة بعلبك ـ الهرمل، سيما وان خسائر قد لا تكون طفيفة ستلحق بالتيارين في عدد من الدوائر الانتخابية، وانسجاما مع هذه «الحسبة»، وجد «الوطني الحر» نفسه امام خيار «تشليح» حليفه الشيعي «حزب الله» مقعدا في جبيل، ومنافسته على مقعد آخر في هذه الدائرة، والتحالف مع اخصام الحليف في تلك الدائرة، والهدف الاستفادة من كل معطى انتخابي يكون لمصلحته، طالما ان قانون النسبية كرَّس مقولة «كل واحد بشطارتو» في «قانون دبِّر رأسك»!، فيما الرئيس نبيه بري، وبالرغم من حجم الاستهدافات السياسية التي تحملها الانتخابات، وبخاصة من «التيار الوطني الحر»، يسعى الى تحويل الانتخابات الى استفتاء حقيقي، انطلاقا من ان الوطنية ليست شعارات ولا ارباحا او مكاسب، ولا متاعا للمساومة وللعرض والطلب، والتأكيد على حفظ المقاومة.

فالنتائج التي يتوقعها مراقبون ومتابعون وقارئون للمسار الانتخابي بمعطياته العلمية، والتي تشير الى نتائج مثمرة لـ «الثنائي الشيعي»، تضيف الاوساط، لن تخوِّل اخصام «حزب الله» وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الباحث عن كتلة نيابية وازنة، وفريقه في ما كان يُسمى «قوى الرابع عشر من اذار»، ان يعلنوا في السابع من ايار، انهم آخذوا بـ «الثأر» من السابع من ايار عام 2008، يوم اصدرت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «امر جلب» للمقاومة، لمعاقبتها على مد شبكة هاتفية سلكية ذات طابع عسكري مرتبط بالمواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي، ورد حينها «حزب الله» على استهداف مقاومته بحركة عسكرية داخل بيروت ومناطق اخرى، انسجاما مع ما اكده امينه العام السيد حسن نصرالله الذي «أن اليد التي ستمتد على المقاومة ستُقطع»، علما ان اكثرية 14 آذار السابقة لم تكن تكفي للمس بسلاح «حزب الله»... الملف الاكثر الحاحا لهذا الفريق... ولجهات عربية واقليمية ودولية تنتظر «انتصار» فريقها في لبنان، لتلبية «طموح» مفرط لديها... بانهاء دور «حزب الله» واضعاف قدرات المقاومة في لبنان، ربطا بما يجري من استهداف له، واعادة لرسم خارطة المنطقة.
تم نسخ الرابط