اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

لقاء حول رواية 'تغريبة وطن' للكاتب محمد العزير في 'جمعية الخريجين' في صيدا

صيدا اون لاين
نظمت جمعية "خريجي المقاصد الاسلامية" في صيدا، لقاء مع الكاتب والإعلامي محمد العزير حول روايته "تغريبة وطن"، بمشاركة الكاتب نهاد حشيشو والصحافي محمد صالح. وذلك في مقر الجمعية في حي البراد في صيدا بحضور حشد من الشخصيات والمهتمين .

البابا
استهل اللقاء بكلمة ترحيب من ألفت البابا بإسم جمعية خرجي المقاصد وقدمت نبذة عن سيرة ونتاج الكاتب والاعلامي محمد العزير ابن بلدة شمسطار اللبنانية البقاعية، والمجاز في العلوم السياسية والصحافي الذي عمل في صحيفة "السفير" قبل ان يهاجر الى الولايات المتحدة الأميركية في العام ١٩٨٦ ليتولى إدارة تحرير صحيفة "الوطن" في مدينة ديربورن في ولاية ميشيغن".

صالح
وتحدث الصحافي محمد صالح ، مقدما الكاتب العزير انطلاقا من معايشته له زميلاً وصديقا ، ومتوقفا عند عنوان روايته "تغريبة وطن" فقال: اليس هذا العنوان يشبهنا هنا في لبنان.. وهذه التغريبة الا تشبهنا في كل مفاصل حياتنا اليومية وواقعنا المعاش .. الم نصبح في غربة عن وطننا الذي نعيش ونقيم فيه.. ولم يصبح الوطن في غربة عنا .. على كل حال وانطلاقا من عنوان الرواية... نحن هنا ياصديقي في تغريبة عن هذا الوطن الذي حلمنا به..لقد فاجأني الزميل محمد العزير بروايته "تغريبة وطن"، فمن أين جاءت صفة الروائي لزميل صحافي ترافقنا معا في العمل سوية في اواخر ثمانينات القرن الماضي في جريدة "السفير"، وسرعان ما زالت الدهشة حين تنبهت إلى زمن طويل غاب خلاله لاكتشف انه في أميركا.. ليعود اليوم إلينا روائيا متمكنا بقدر ما كان في"السفير" صحافيا متمكنا.عندما تعرفت عليه في "السفير" كان صاحب حضور دائم يثير ضجة واكثر.. في المكان الذي يتواجد فيه .. اليوم يعود الينا هذا الروائي الزميل محمد الذي يشير في تقديم روايته الى ان احداثها من نسج خياله، لكننا مع الصفحات اللاحقة نكتشف إصراره على تجسيد ثلاثة عقود من الهجرة بالتواريخ والامكنة والاحداث.وهو هنا يؤكد على دوره كروائي يستخدم مصداقية الصحافي الذي لا يمكنه الا اللجوء إلى الواقع والوقائع التاريخية تعزيزا لنصه الروائي، وتأكيدا على صدقية شخصيات روايته بوصفهم اناسا واقعيين عاش بينهم وتفاعل معهم وخبر اوضاعهم وتأمل في تجاربهم ومعاناتهم. وقبل ان اختم لا يسعني إلا أن اشكر الزميل والصديق غسان حبال الذي كان له الدور الاساسي بإشتراكنا على الصعيد الشخصي في هذا اللقاء حين بادر وابلغني بهذه المهمة وبان الزميل العزير كاتب تلك الرواية فالف تحية له .كما لا بد من التنويه بالدور الرائد الذي تقوم به "جمعية خريجي المقاصد الاسلامية" ومجلس ادارتها الذي يتقدمه الصديق فؤاد الصلح على امل ان تبقى مكانا مفتوحا ومساحة للتلاقي والحوارات على كافة المستويات .

حشيشو
وتحدث نهاد حشيشو فاعتبر انه في الوقت الذي يشير الكاتب الى ان روايته هي من نسج الخيال، الواقع ان هذه الرواية التي لا يشبه اشخاصها احدا هي قصة آلاف الأشخاص الذين هاجروا من لبنان الى بلدان الله الواسعة طلبا لحياة مختلفة عن حياتهم التي كان من المفترض ان يعيشوها في بلدهم والتي خبروها من خلال معايشتهم ورؤيتهم لكل اولئك الذين سكنوا قريتهم او بلدتهم حيث ادركوا بؤس هذه الحياة التي لا مستقبل واعد فيها لهم ولااستقرار ولا أمان لحيواتهم المعتمدة على الحظ والخضوع للآخرين من المتحكمين بمصائر الناس من زعماء ومتنفذين في نمطيات الطوائف والمذاهب السائدة. وقال: ولعل محمد والكثيرين من ابناء جيله الذين عايشوا وخبروا كل الشعارات التغييرية والثورية التي برزت في مطلع الحرب اللبنانية وقبلها سعوا بقوة وعزيمة لمغادرة لبنان الى المغتربات التي تكونت بفعل قساوة ما حصل قبيل الحرب العالمية الاولى من مجازر طائفية وأثناءها، وما تلاها من مجاعات وبطالة وانسداد آفاق العيش. هناك تكونت المجتمعات اللبنانية المهاجرة بغيتواتها المنغلقة بآليات وأنماط عمل مسارات مغايرة للسائد في بلدهم. ومن ضمن اطر قوانين تضمن الانصهار في المجتمع الرأسمالي السائد في تلك البلاد والمرتكز على مسارات عمل تكرس عزلة واغتراب الفرد وتؤهله لقبول أنماط الاستغلال التي تضيف الى اغترابه عزلة اخرى مستدامة".

العزير
وتحدث الكاتب العزير واستهل كلامه قائلا ..وكان مسك الختام في صيدا المدينة الحبيبة الى قلبي. مدينة النضال المعيشي والوطني والقومي... وآخر موائل التعايش النادر في لبنان...أشكر الزميل الكبير الباحث والكاتب والإعلامي الأستاذ نهاد حشيشو والزميل العريق رفيق أيام "السفير" الأستاذ محمد صالح والاستاذة اللائقة الفت البابا الذين انجحوا هذه الأمسية وجعلوها ملتقى ثقافيًا وادبيًا مميزًا ... واشكر كل الذين اضفوا على الأمسية جوًا من الالفة والمودة.

الشكر الكبير للحاضر الأكبر في الأمسية استاذي وصديقي غسان الحبال الذي لا يقتصر فضله على ترتيب الأمسية بل له الفضل في تدريبي مهنيًا عندما دخلت ميدان الصحافة واشعر بغصة لعدم قدرته على الحضور لأسباب صحية... ولا انسى ان اكرر الشكر ل"جمعية خريجي المقاصد الإسلامية" في صيدا إدارة وأعضاء على حفاوتهم وحسن تنظيمهم لهذه الأمسية التي شرفتني بها "الجمعية" .

مضيفا "هي تغريبة وطن اعادتني اليه روائيًا وكشفت لي حجم الود الذي يحيطني به الأصدقاء والزملاء في بيروت وصيدا وصور وبعلبك وكل لبنان"...

واستعرض بعد ذلك الكاتب العزير الفكرة من روايته ، ومجيبا على اسئلة ومداخلات الحضور حول مضمونها وشخصياتها ومدى علاقتها او مقاربتها انطلاقا من الواقع الذي نعيش . وقال "كل الأسئلة والنقاش الذي دار حول الرواية يتعلق بالرواية نفسها .وهي تتحدث عن جزء من المجتمع العربي الموجود على ارض غير عربية والتفاعل الحاصل".

أضاف: " الرواية تتناول الحقبة الزمنية السابقة لأحداث ١١ ايلول والتي كانت الجالية العربية في اميركا تحديدا في مدينة ديربورن في ولاية ميتشيغان تحاول ان تبني حالها مؤسساتيا وتتفاعل وتتواصل وان تنشط سياسيا وثقافيا الى ان أتت احداث ١١ ايلول وشكلت نوعا من الصدمة للجالية وجعلت الجالية تنطوي على نفسها.. والحقيقة ان الرواية تحكي واقعا ولكن واقع سابق. وليتنا لا زلنا في ذلك الواقع لكن للأسف نستيطع القول ان الوضع الآن اصبح أسوأ ".

وفي الختام وقع العزير روايته للحضور
تم نسخ الرابط