إختر من الأقسام
آخر الأخبار
خسر آخر من كان يمكن أن يساعده: فرنسا غاضبة من دياب.. فهل تنهي مع واشنطن اليونيفل؟
خسر آخر من كان يمكن أن يساعده: فرنسا غاضبة من دياب.. فهل تنهي مع واشنطن اليونيفل؟
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ تموز ٢٠٢٤

كتب منير الربيع في "المدن": وصل الغضب الفرنسي من الحكومة اللبنانية ورئيسها حسان دياب إلى درجة متقدّمة جداً، من الصعب التراجع عنها، أو إعادة العمل على تقديم المساعدة لها.

دياب ولودريان

ما حصل بين دياب ووزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، انفجر في وجه السفير الفرنسي في بيروت، برونو فوشيه، الذي كان من أكثر المتحمسين للحكومة ولمساعدتها، ولترتيب العلاقة واستمرار التواصل مع حزب الله. ولكن وصف دياب وزير الخارجية الفرنسي بأنه لا يمتلك المعلومات، يعني أن فوشيه نفسه لم ينج من هجوم دياب.

وحسب المعلومات، يعود غضب دياب، ودفاعه عن نفسه بمهاجمة وزير الخارجية الفرنسي، إلى أن لودريان كان حاسماً في تقويمه عمل دياب وحكومته. إذ أن الفرنسيين ملمّين بالتفاصيل اللبنانية، ويعرفون كيف تنتقل هذه الحكومة من فشل إلى آخر.

خسر دياب آخر من كان يمكن أن يساعده أو يمنحه غطاء. بل أكثر من ذلك، يبدو كمن يطلق النار على نفسه، وأصاب كذلك الموقف الفرنسي من مسألة التجديد لقوات الطوارئ الدولية. لا سيما أن باريس تؤيد الموقف اللبناني بالتجديد لقوات اليونيفيل، بلا أي تعديلات في صلاحياتها. لكن موقف دياب، والتوتر العسكري الذي حصل على الحدود الجنوبية يوم الإثنين الماضي 27 تموز، من المفترض أن يقوّضا الموقف الفرنسي.

شينكر ولودريان

وبُعيد مغادرة لودريان لبنان، تلقى اتصالاً من مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر. قال شينكر للوزير الفرنسي إنه كان يجب على باريس أن تنسجم منذ البداية مع الموقف الأميركي، ولم يكن من داع لإضاعة هذا الوقت كله لاكتشاف جنوح حكومة حسان دياب، وعدم الرهان عليها في اتخاذ أي قرار أو إجراء يحدثان فرقاً.

وبدا شينكر كثير التشدّد في موقفه. وهو موقف لم يتزحزح الأميركيون عنه أبداً، على خلاف الفرنسيين الذين كانوا أكثر تسامحاً وتساهلاً، ويبحثون عن الحلول. لكن سلوك الحكومة خيّب هذه التوجهات الفرنسية، وأكملت الخيبة وأتمتها تصريحات دياب عن لودريان.

الاستغناء عن اليونيفل؟

لذا سينعكس موقف دياب سلباً على وقائع التجديد لقوات اليونيفيل. أميركا مصرّة إما على تغيير صلاحيات اليونيفيل وتعزيز قدراتها وتزويدها بطائرات درون وأجهزة أخرى، وتوسيع نطاق عملها، وإما ستتجه إلى تقليص مساهمتها في تمويلها، وهي تبلغ أكثر من ستين في المئة من ميزانية القوات الدولية. ولن تتبنى فرنسا سد هذا العجز. فهي تعيش أصلاً وضعاً اقتصادياً سيئاً بسسب كورونا. هذا يقود إلى خلاصة واحدة: اضطرار باريس إلى تخفيض عديد قواتها العاملة في الجنوب، علماً أن الكتيبة الفرنسية هي الأكبر عديداً بين الدول المشاركة.

وموقف واشنطن وباريس سينعكس ضعفاً في حماسة دول كثيرة للاستمرار في المشاركة في عديد اليونيفيل، وستتجه إلى تقليص عدد جنودها. وتلك ستكون إشارة دولية سلبية حول الوضع اللبناني. وهي تعني رفع الغطاء الدولي عن لبنان، وترك الجنوب ساحة مفتوحة للمزيد من التوتر في ضوء التطورات التصعيدية المستمرة.


عودة الى الصفحة الرئيسية