إختر من الأقسام
آخر الأخبار
رئيس جمعية جامع البحر الخيرية حسن صفدية في اليوم العالمي لكبار السن: بالتواصل مع الناس واجهنا كورونا والأزمة الاقتصادية.. ورغم الأزمات تثبت صيدا انها مدينة للخير  
رئيس جمعية جامع البحر الخيرية حسن صفدية في اليوم العالمي لكبار السن: بالتواصل مع الناس واجهنا كورونا والأزمة الاقتصادية.. ورغم الأزمات تثبت صيدا انها مدينة للخير  
المصدر : رأفت نعيم
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ تشرين أول ٢٠٢٤

  يحتفل العالم في الأول من تشرين الأول / اوكتوبر من كل عام باليوم العالمي لكبار السن ، ويتم خلال هذا اليوم تسليط الضوء على الواقع الذي تعيشه هذه الفئة من المجتمع والظروف الصحية والاجتماعية والنفسية التي تحيط بهم ، وما تقدمه الدول والحكومات والمؤسسات المتخصصة لهم من رعاية وعناية واهتمام .
 
وتأتي المناسبة هذا العام في ظل اوضاع وظروف استثنائية يعيشها العالم كله بسبب تفشي فيروس كورونا وتعاظم مخاطره خصوصاً على المسنين ، ما يفرض على الجمعيات والمؤسسات التي ترعى كبار السن اجراءات استثنائية لحمايتهم من هذا الوباء ، ويفرض على كثير منها اعباء اضافية لمواجهة تداعيات كورونا على عملها .
 
والى جانب خطر كورونا وتداعياته ، تتلقى الجمعيات التي ترعى كبار السن في لبنان ارتدادات الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي اوقعت الكثير من هذه الجمعيات تحت عجز مادي كبير ما أثر على عملها وخدماتها وتقديماتها للمسنين .
 
وبين هذه الأزمة وتلك ، تخوض جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا منذ اشهر تحدي قدرتها على الصمود والاستمرارية في اداء رسالتها التكافلية الانسانية في خدمة كبار السن في دار السلام للرعاية الاجتماعية التابعة لها ، عبر تأمين المساندة لها من اهل الخير والمجتمع الصيداوي وتعزيز التواصل معه وبناء جسور تفاعل بين الدار وبين الأجيال الجديدة لتحفيزهم على  دعم عملها ، مضافاً الى ذلك تحدي حماية مسني الدار والعاملين فيها من خطر فيروس كورونا. يوازي هذين التحديين بالأهمية اطلاق الجمعية لخطة تطوير عملها وتفعيل اداء العاملين فيها ولمشاريع جديدة وبرامج تحاكي كل جديد في عالم رعاية المسن من مختلف جوانبها الصحية والاجتماعية والنفسية .
 
فماذا يقول رئيس جمعية جامع البحر الخيرية الاستاذ حسن صفدية في اليوم العالمي لكبار السن ، وكيف يقيّم واقع وعمل الجمعية والتحديات التي واجهتها وتواجهها على كل الصعد منذ بدء ازمة كورونا والأزمة الاقتصادية ؟
 
كبارنا .. خزان معرفة وخبرة
 
* ما هي الكلمة التي توجهونها بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن ، وكيف يحل هذا اليوم على مسني العالم عموماً ومسني دار السلام للرعاية الاجتماعية بشكل خاص ؟.
 
- أولاً ، لا بد من أن نحدد من هو كبير السن ؟ .. منظمة الأمم المتحدة حددت الفئة العمرية لكبار السن بمن تخطت اعمارهم  الـ65 سنة ، لكن الواقع هو ان كبار السن هم من بلغوا الثمانين وما فوق . وكبار السن هم خزان معرفة وتجربة يجب ان نستفيد من خبرتهم وواجبنا رعايتهم . وهناك واقع يواجهه كبار السن حول العالم ، ان الأهالي يأتون بمسنيهم الى دور رعاية المسنين ، والقسم الأكبر من المسنين ينقطع ابناؤهم عن التواصل معهم ، علماً أن المسن بحاجة لرعاية داخلية من الدار التي يكون فيها ولرعاية خارجية من الأهل . وقليلون الذين يبقون على تواصل مع مسنيهم ويتفقدون اوضاعهم، ونحن كجمعية نبذل اقصى جهد للترفيه في رعاية المسن والترفيه عنه ونحرص على ان يبقى على تواصل مع عائلته وابنائه. واعتمدنا مؤخراً طريقة جديدة للتواصل بين المسنين وعائلاتهم عن طريق الـ" Video call" صوت وصورة  كل فترة وهذه  تريح المسن والأهل .
 
أرقام .. وواقع
 
* كم عدد نزلاء الدار من المسنين ، وكيف تتم رعايتهم؟
 
- لدينا  في دار السلام  حالياً 64 نزيلاً بمن فيهم ذوي احتياجات خاصة وهم من مختلف المناطق اللبنانية، ويحاطون بكل اشكال الرعاية " الصحية والعلاجية والاجتماعية والنفسية " علماً أن الدار تستطيع ان تستوعب بين 100 و 120 نزيلاً في مختلف اقسامها وفي الدرجات الثلاث " الأولى والثانية والثالثة "  .
 
* هل تتلقون مساعدات من الدولة وما هي ؟
 
- الدولة يفترض ان تكون ساهرة على مطالب المجتمع المدني والأهلي ، وللأسف يقتصر دور الدولة بالنسبة لجمعيتنا على تغطية نسبة من كلفة رعاية المسنين المسجلين على حساب وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية ، وهم موزعون على الشكل التالي "11 سريراً ونصف على حساب وزارة الصحة تغطى بحوالي  9 ملايين ونصف المليون ليرة ، اي بمعدل 700 الف ليرة عن كل سرير ، و20 سريراً على حساب وزارة الشؤون الاجتماعية تغطى بمبلغ 10 ملايين ليرة اي ما بمعدل 500 الف ليرة عن كل سرير،  وتدفع هذه التغطية بشكل متقطع كل ثلاثة اشهر  ، علماً أن المسن يكلفنا في الشهر الواحد مليونان وثمانماية الف ليرة ،ولنا مبالغ متراكمة على وزارة الصحة بحدود 400 مليون ، وايضا هناك مبالغ متراكمة  لكن اقل على وزارة الشؤون الاجتماعية ، ونحن نسعى لزيادة عدد الأسرة على حساب الوزارتين الى 35 سريرا .
 
 كورونا والوضع الاقتصادي
 
* يحل اليوم العالمي لكبار السن هذا العام في ظل ازمات عدة ابرزها الأزمة الاقتصادية وازمة تفشي فيروس كورونا ، كيف واجهتم وتواجهون كجمعية تداعيات هاتين الأزمتين ؟.
 
- هذا العام يأتي اليوم العالمي لكبار السن مشحوناً ببعض المصاعب والمشاكل المادية وخاصة في ظل تفشي وباء الكورونا الذي رتب على الجمعية وعلى كل الجمعيات في المنطقة وكل مناطق العالم اعباءً مادية كبرى لم تكن بالحسبان من تجهيزات للتعقيم والوقاية والبسة وكمامات وقفازات ومن تباعد جسدي عن المريض ، وبالتالي فرض علينا ان نمنع الزيارات عن المسنين وهذا الأمر نتجت عنه مشكلة اكتئاب عند المسن الذي هو بحاجة دائما لمن يزوره ويتواصل معه . فأوقفنا زيارات الأهالي وكذلك زيارات وفود الجمعيات والمدارس والطلاب الذين كانوا يأتون الى الدار ويقدمون الورود للمسنين وهذا كان يزرع الفرحة في قلوبهم ، لكن مع انقطاع هذه الزيارات اصبح المسن يشعر انه يعيش في عزلة وبحالة اكتئاب . لذلك نحن نبذل جهوداً دائمة لكي نزرع الفرحة في قلوب مسنينا ونبعد عنهم الشعور بالاكتئاب . وفي هذا السياق ، وبمناسبة اليوم العالمي لكبار السن ، نقوم حالياً بتحضير برنامج أنشطة منوع " ترفيهي ، رياضي ، اجتماعي " للمسنين للترفيه عنهم ، وقررنا مؤخراً اعادة السماح بزيارات محدودة وفي اوقات معينة ، تأخذ بعين الاعتبار التباعد الجسدي عن المريض  لنحميه وحتى لا نقع في مشكلة تفشي الوباء بين المسنين .
 
وعلى صعيد عمل الجمعية ونتيجة تداعيات ازمة كورونا والوضع الاقتصادي واجهتنا صعوبات مالية كبيرة ،  نعمل على تخطيها بالتواصل مع الناس ، حيث قمنا باتصالات وزيارات لشخصيات ومؤسسات لتأمين الدعم المادي للجمعية ، ووجهنا في شهر رمضان المبارك الماضي نداءً الى الخيرين ، ولمسنا تجاوباً كبيرا ، واعطى هذا التواصل وهذه العلاقة مع اهل الخير مفعولاً ونتيجة جيدة . فرغم الأزمات ، تثبت صيدا انها مدينة للخير ويثبت اهلها أنهم خيرون وان هناك احتضاناً من المجتمع الصيداوي لجمعية جامع البحر، ولأول مرة بتاريخ الجمعية تأتيها تبرعات بهذا الحجم ، كما اننا فتحنا ابواباً جديدة للتبرعات ولا نزال نطرق العديد من الابواب لتأمين استمرارية الرسالة الانسانية – الاجتماعية التي تؤديها الجمعية .  
 
بموازاة ذلك ، كنا منذ تسلمنا لمهامنا في الجمعية قد بدانا بسلسلة خطوات لتفعيل وتطوير عمل الجمعية وزيادة التفاعل مع المجتمع المحيط بما يساهم في زيادة مداخيلها ، ومنها فكرة تأسيس مجلس عمدة للجمعية مؤلف عدد من الشخصيات ، وكانت لدينا فكرة انشاء "اللجنة النسائية لإنماء الموارد المالية " وتحدثت مع بعض الشخصيات النسائية بهذا الخصوص لكن ظروف البلد جمدت كل ذلك .
 
وحالياً تعمل مديرة الجمعية الآنسة جيهان زعتري التي تسلمت مهامها مؤخراً على فكرة انشاء لجنة شبابية صديقة للجمعية ، كي لا يتوقف الاحتضان  الصيداوي للدار عند اجيال معينة ولتعريف الجيل الجديد بالجمعية ورسالتها وتحفيزهم على الوقوف الى جانبها . وقمنا  قبل اشهر بشراكة وتوأمة مع دار العجزة  الاسلامية لكن الظروف حالت دون المتابعة . وهناك ايضاً تواصل وتعاون مع بعض الجمعيات الصيداوية .
 
نقلة نوعية
 
*ما هي أبرز الخطوات التي قمتم بها على صعيد اعادة تفعيل عمل اقسام الجمعية ؟
 
- منذ ان تسلمنا المسؤولية في الجمعية ، حرصنا أولاً على التواجد في الدار بشكل يومي بما في ذلك يوم الأحد لنبقى على مقربة من المسنين ومتابعة كل الأمور المتعلقة بهم من مختلف جوانبها، ووفقنا الله بشابين صيداويين متخصصين في هذا المجال لتطوير الطبابة والتمريض في الدار ،وقمنا بوضع خطة استراتيجية تمتد لثلاث سنوات لتطوير عمل الدار وخدماتها للمسنين ، وبعملية تدريب لكل الجسم التمريضي ، واطلقنا مبادرات تجاههم لتحفيزهم على تحسين الانتاجية وحققنا نجاحا كبيرا في هذا المجال . ويفترض الآن ، ومع المديرة الجديدة  للجمعية ان يصار الى تقييم ما تحقق خلال الأشهر التسعة الماضية على هذا الصعيد ووضع برنامج عمل للمرحلة المقبلة . وحالياً هناك 3 ممرضين من الدار يخضعون لدورة تدريبية مع الصليب الأحمر اللبناني . ونستضيف حالياً ايضاً فريقاً من "اطباء بلا حدود " يقوم بتدريب الجسم التمريضي في الدار على كيفية التعاطي مع فيروس كورونا والوقاية منه .كما انه جرى مؤخراً الاتفاق مع اللجنة النسائية في "المركز الاسلامي - عائشة بكار"  وبمبادرة منهم بناء على علاقتي معهم ، على ارسال خمس ممرضين وممرضات من دار السلام  الى دورة تدريبية في مستشفى الجامعة الأميركية لمدة 3 اشهر يحصلوا في ختامها على شهادة في مجالسة المسن وكيفية التعامل معه ومعالجته نفسيا واجتماعيا الى جانب الدور التمريضي .  
 
مشاريع مستقبلية
 
*ماذا تعدون من مشاريع مستقبلية للجمعية والدار ؟
 
- من ضمن المشاريع الجديدة  هناك فكرة لإنشاء مركز طبي متطور خاص بالجمعية يتضمن معاينات طبية ومختبر واشعة . وقد تواصلنا مع بعض المتبرعين وهناك وعود بالمساعدة . كما اننا نتجه لإعتماد طرق جديدة في العلاج منها " العلاج الانشغالي" الى جانب العلاج الفيزيائي والعلاج الاجتماعي وهذا الأمر نعمل عليه حالياً.


عودة الى الصفحة الرئيسية