الثوّار' يُهاجرون... بمَن ستُكمل الثورة؟

إفتتحوا زمن التحوّل الكبير في لبنان ليلة 17 تشرين الأوّل 2019. أشعلوا الشارع في مختلف المناطق على مدى سنة، وأطلقوا شعارات "كبيرة" ضد الرؤوس الكبيرة، إلاّ أنّهم لم يتوصّلوا حتّى اليوم إلى إنتاج قيادة وخطاب واحد... أمّا اليوم، فيُهاجرون الواحد تلو الآخر يومياً.
في الوقت الذي أصبحنا بحاجة إلى "ثورة" أكثر من لحظة 17 تشرين، وأكثر من لحظة انفجار مرفأ بيروت، تُغادر الوجوه الشبابيّة التي عرفها اللبنانيون في الساحات وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، لبنان، بعدما اشتهرت بتمرّدها على الطبقة السياسيّة من دون سقف واستُدعِيَت إلى التحقيق لمرّات عدّة وتمّ توقيفها لأيّام، ومنها مَن فقد عينَه أو إصبعه أو أُصيب بتشوّه جرّاء الرصاص الحيّ خلال المواجهات مع القوى الأمنيّة، أو فقد وظيفته لإصراره على الإستمرار في المشاركة بالتظاهرات.
استسلمت شريحة من "الثوّار"، إنّه الواقع وليس توصيفاً أو اتّهاماً. ليس لأنّ الوضع المعيشيّ والإجتماعي يسوء ويتدهور من أسبوع إلى آخر، وليس لأنّهم فشلوا أمام سلطة عنيدة متربّصة، بل فعلياً لأنّ هؤلاء وجدوا أنفسهم في صفوف ومجموعات مبعثرة تتجادل في ما بينها على مجموعات الـ"واتساب" التي لا تُعَدّ ولا تُحصى على هواتفنا، وتُكثر من الإجتماعات والـ"فيديوهات" وعرض العضلات على "فايسبوك" و"تويتر" من دون نتيجة.
كانت أمامهم فرصة لقيادة رأيٍ عام بجدّيّة بعدما حازوا على ثقة كثيرين، إلاّ أنّ الأنانيّات ونيّة كلّ "مين صدّق حالو" منهم بأنّه "قائد الثورة" وموجّهها، أدّت بهم الى الـ"فوتة بالحيط" بدل الجلوس وتحديد الخيارات.
قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، تبعه مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، ومسؤولون أجانب آخرون، وبادروا إلى مجالسة وجوه من "الثورة" ليجدوا أنّ الشارع ضائع، وأنّه لم يُفرز أشخاصاً يتكلّمون بإسمه ولا بدائل ناضجة: ما هو مشروعكم؟ هل توافقتم على نظام سياسي يشكّل الحلّ؟ هل تؤيّدون الحياد أم تعارضونه؟ هل تواجهون سلاح "حزب الله" أم أنّه ليس أولويّة لديكم؟ هل تؤيّدون تطبيق القرار 1559 والمطالبة بالفصل السابع وتدخّل الأمم المتحدة أو لا؟ كلّها أسئلة أساسيّة لا جواب واحد عليها.
صحيح أنّ ثورة لا تُقاس في سنة واحدة بنجاحها أو فشلها، لكنّ مَن ركب قطارها، من أفراد ومجموعات وأحزاب ونواب مستقيلين، مُطالَبون اليوم بإعلان ما يُريدون انطلاقاً من الأسئلة أعلاه. أنتم شركاء في التحوّل الذي نعيشه اليوم، فقولوا للمجتمع الدوليّ ما تُريدون، فيتصرّف... لأنّه في النهاية، سيتصرّف.
في الوقت الذي أصبحنا بحاجة إلى "ثورة" أكثر من لحظة 17 تشرين، وأكثر من لحظة انفجار مرفأ بيروت، تُغادر الوجوه الشبابيّة التي عرفها اللبنانيون في الساحات وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، لبنان، بعدما اشتهرت بتمرّدها على الطبقة السياسيّة من دون سقف واستُدعِيَت إلى التحقيق لمرّات عدّة وتمّ توقيفها لأيّام، ومنها مَن فقد عينَه أو إصبعه أو أُصيب بتشوّه جرّاء الرصاص الحيّ خلال المواجهات مع القوى الأمنيّة، أو فقد وظيفته لإصراره على الإستمرار في المشاركة بالتظاهرات.
استسلمت شريحة من "الثوّار"، إنّه الواقع وليس توصيفاً أو اتّهاماً. ليس لأنّ الوضع المعيشيّ والإجتماعي يسوء ويتدهور من أسبوع إلى آخر، وليس لأنّهم فشلوا أمام سلطة عنيدة متربّصة، بل فعلياً لأنّ هؤلاء وجدوا أنفسهم في صفوف ومجموعات مبعثرة تتجادل في ما بينها على مجموعات الـ"واتساب" التي لا تُعَدّ ولا تُحصى على هواتفنا، وتُكثر من الإجتماعات والـ"فيديوهات" وعرض العضلات على "فايسبوك" و"تويتر" من دون نتيجة.
كانت أمامهم فرصة لقيادة رأيٍ عام بجدّيّة بعدما حازوا على ثقة كثيرين، إلاّ أنّ الأنانيّات ونيّة كلّ "مين صدّق حالو" منهم بأنّه "قائد الثورة" وموجّهها، أدّت بهم الى الـ"فوتة بالحيط" بدل الجلوس وتحديد الخيارات.
قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، تبعه مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، ومسؤولون أجانب آخرون، وبادروا إلى مجالسة وجوه من "الثورة" ليجدوا أنّ الشارع ضائع، وأنّه لم يُفرز أشخاصاً يتكلّمون بإسمه ولا بدائل ناضجة: ما هو مشروعكم؟ هل توافقتم على نظام سياسي يشكّل الحلّ؟ هل تؤيّدون الحياد أم تعارضونه؟ هل تواجهون سلاح "حزب الله" أم أنّه ليس أولويّة لديكم؟ هل تؤيّدون تطبيق القرار 1559 والمطالبة بالفصل السابع وتدخّل الأمم المتحدة أو لا؟ كلّها أسئلة أساسيّة لا جواب واحد عليها.
صحيح أنّ ثورة لا تُقاس في سنة واحدة بنجاحها أو فشلها، لكنّ مَن ركب قطارها، من أفراد ومجموعات وأحزاب ونواب مستقيلين، مُطالَبون اليوم بإعلان ما يُريدون انطلاقاً من الأسئلة أعلاه. أنتم شركاء في التحوّل الذي نعيشه اليوم، فقولوا للمجتمع الدوليّ ما تُريدون، فيتصرّف... لأنّه في النهاية، سيتصرّف.