إختر من الأقسام
آخر الأخبار
هذا ما يرفضه فرنجيه!
هذا ما يرفضه فرنجيه!
المصدر : جو لحود - لبنان 24
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ أذار ٢٠٢٤

يعلم الجميع ان لعبة الأرقام النيابية لم تعد هي العائق امام عقد جلسة مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، اذ ان تأمين 65 صوتا من اصوات النواب لأي مرشح او العدد المطلوب من النواب لتوفير النصاب لم يعد الهدف بحد ذاته، بل بات تفصيلا ضروريا واساسيا في لعبة التوافق والتقارب التي بدأت برسم خريطة جديدة للمنطقة انطلقت معالمها من بكين التي رعت التقارب بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية.

وعلى خط التقارب والانفتاح الذي أعاد الروح الى المنطقة بشكل عام، ينتظر اللبنانيون كيف ستتجلى انعكاسات الاتفاق الشهير على واقعهم المحليّ. وفي انتظارهم هذا يحاول بعضهم التمسك بلغة التقوقع ورفع السقوف على الرغم من ان الاتجاه العام يدعو الى تعزيز ثقافة مد اليد والحوار والتلاقي.

ودون اي مبالغة، ما زال البعض في لبنان يتصرف وكأنه لم تصله أخبار اتفاقية باكين او لم يتبادر الى مسامعه الكلام السعودي عن استثمارات اقتصادية ضخمة في ايران او انه لم يتابع وقائع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد برفقة عقيلته أسماء الأسد الى الامارات العربية المتحدة.

كل هذه المشهدية من الانفتاح والتقارب بين خصوم الأمس، يريد بعضهم في لبنان غض النظر عنها والاستمرار في رفع صوتهم وتمترسهم وراء شعاراتهم ومحاولة تقسيمهم للبنانيين بين طوائف ومذاهب وبدع مختلفة على شاكلة تحديد من هو سيادي ومن هو غير سيادي ومن هو مارونيّ او غير مارونيّ، وكأنما هناك فحص دم جار ومستمر على الساحة اللبنانية من دون اي توقف.

وفي هذا الاطار، قد تكون الخطيئة العظمى التي يقترفها بعض البنانيين عن معرفة او غير معرفة، متمثلة بعدم رغبتهم في الانضمام الى قطار الحلول وابقاء الزمن متوقفا عند الازمات التي أطاحت بكل مقومات عيش المواطن اللبناني الذي بات متفرجّا في هذا الشرق بعدما كان الفاعل الاساسي في الاقتصاد، الفن، السياحة، الثقافة، الاستشفاء وغيرهم.

وفي عملية الانتظار والترقب التي تسيطر على الساحة اللبنانية، تتجه الانظار الى بنشعي مترافقة مع علامات استفهام كثيرة حول عدم اعلان رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه حتى الساعة عن ترشحه بشكل رسمي لخوض المعترك الرئاسي، وهذا ما دفع البعض الى تحديد مواعيد لاطلالات اعلامية او مؤتمرات صحافية لفرنجيه لا علاقة لها بالواقع لا من قريب ولا من بعيد.

ووفقا للمعطيات فان برنامج "رئيس المرده" جاهز وواضح ومتمثل في 3 نقاط اساسية أولها يتمحوّر حول ما كان يجب ان تقوم به الدولة منذ بداية الأزمة، اي العمل على اقرار القوانين الاصلاحية اللازمة والاتفاقيات الاقتصادية الضرورية فضلا عن اقرار "الكابيتال كونترول" وغيرها من الخطوات التي كان يجب ان تتم قبل 3 سنوات من اليوم، وهذا ما يؤدي الى الوصول الى نقطة الصفر حتى تتمكن البلاد من الانطلاق من جديد.

وبالتالي اول الخطوات التي سيسعى اليها فرنجيه بحال وصوله الى سدة الرئاسة الأولى هي تفكيك المعادلة السلبية التي تتحكم بالبلاد اليوم.

وثاني الخطوات وأهمها، هو فتح مساحة للحوار على مختلف المواضيع دون اي استثناء بين مختلف الأفرقاء في لبنان تحت سقف المؤسسات واتفاق الطائف، فهذا الاجراء يعتبر من اهم النشاطات في الداخل اللبناني التي تساعد في الذهاب الى النموّ والازدهار من جديد.

والخطوة الثالثة التي ستأتي بعد تعويض ما كان يجب ان يكون وبالتزامن مع الحوار تتمثل في رسم الخطط التي تساعد لخلق معادلة ايجابية في البلد سياسية واقتصادية في الوقت نفسه وبطبيعة الاحوال تفاصيل كثيرة تدخل في كل نقطة من النقاط المشار اليها، لكن التفصيل الأهم يبقى في ان فرنجيه المدرك تماما للتركيبة اللبنانية سيسعى بجدية مطلقة للوصول الى بعبدا من باب التوافق ما يسهّل انجاز ما هو مطلوب في المرحلة المقبلة، اذ ان مفهوم المكوث اشهر طويلة لتسمية رئيس للحكومة ولتشكيل حكومة وما يرافقهما من مشاهد تعطيل غير وارد في قاموس رئيس "تيار المرده".


عودة الى الصفحة الرئيسية