إختر من الأقسام
آخر الأخبار
الفرح والسعادة، هل هما شعورٌ واحد؟ أما أنهما مختلفان؟ إليكَ رأي علماء النفس
الفرح والسعادة، هل هما شعورٌ واحد؟ أما أنهما مختلفان؟ إليكَ رأي علماء النفس
المصدر : عربي بوست
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تشرين ثاني ٢٠٢٤

السعادة والفرح، كلاهما شعور إيجابي ومبهج، وهما مترادفان، أليس كذلك؟ قد تبدل بينهما في المحادثات اليومية، لكن وفقاً لعالمة النفس السريرية الطبيبة تشيفالي تساباري، فإن ما يشعرك بالفرح حقاً ليس الشيء نفسه الذي يجلب لك السعادة. ولا يتعلق الأمر فقط بالدلائل اللغوية، فثمة فارق كبير وواضح بين الفرح والسعادة ومن الضروري التفريق بين الاثنين.

فيما يلي نستعرض ما يعنيه حقاً الفرح مقابل السعادة وكيفية تحقيق كل منهما، وفقاً لموقع Mindbodygreen الأمريكي.

أحدهما دائم والآخر مؤقت

وفقاً لتساباري، تنتج السعادة عن التجارب الخارجية، وتقول: "قد تشعر بالسعادة عند اقتناء سيارة باهظة الثمن أو عند زواجك من امرأة جميلة ولطيفة. ولكن عندما تتعطل سيارتك أو تتركك زوجتك، ينتابك شعور 'لن أكون سعيداً بعد الآن".

وتوضح أنه على الجانب الآخر، ينبع الفرح من الداخل: "يأتي الفرح من عيش اللحظة فقط". لا تحتاج لأي شيء لتغتنم اللحظة الحالية، مما يجعل الفرح ذا قوة هائلة.

لهذا، فإن السعادة هي تجربة مؤقتة، في حين أن الفرح هو التجربة الدائمة: "السعادة هي شعور عابر لأن أي شيء تحصل عليه من الخارج هو إلى زوال. لكن الفرح يكون بينك وبين اتصالك بلحظتك الحالية الأصلية، التي تدوم مثلما يدوم أي شيء" كما وضحت تساباري.

إذاً، كيف نغرس الفرح؟

والآن يصبح السؤال المهم بالطبع: كيف يمكنني الاتصال باللحظة الحالية واغتنام الفرح؟ الإجابة أصعب قليلاً مما تبدو عليه، لكن لحسن الحظ تساباري لديها بعض الخطوات التي قد تساعد على ذلك:

التأمل:

التأمل هو عبارة عن فهم أن الحياة هي أن تعيش اللحظة الحالية. وعندما نتبنى هذا المبدأ، نغتنم مبدأ عدم الديمومة ونتصالح معه. كما أننا نفهم كيف تؤثر أفعالنا في الوقت الحالي على اللحظة التالية، ونكون منسجمين للغاية وفي كامل وعينا ويقظتنا. ومن هنا ينبع الفرح. بإمكانك أن تجرب هذا التأمل الأساسي لمدة 10 دقائق لتحقيق الانسجام الداخلي.

قدّر قيمة اللحظات العادية:

لأننا رأسماليون ومستهلكون، نسينا أن أعظم فرح يكمن في اللحظات العادية. عندما تقدّر قيمة اللحظة العادية، مثل المشي وسط الطبيعة ربما أو تناول فطور مع العائلة، تجد إحساساً بالرضا أكبر مما كنت تتخيله. عش اللحظة وقدّر قيمتها وقد تعثر على الشعور الدائم بالفرح.

مساعدة الآخرين:

إن مساعدة الآخرين هو ما قد يربطنا باللحظة الحالية، إلى جانب بعض التأمل بالطبع. تقول تساباري: "أخلق فرحتي عن طريق التدريس والشعور بالحماس لمساعدة الناس على تخفيف معاناتهم". هناك بحث وراء حقيقة أن مساعدة الآخرين تعزز صحتك العقلية، لذا ابحث عن طريق تحبه وافعل ما في وسعك لتترك بصمتك. هناك فرصة كبيرة أن يكون الفرح بمثابة المكافأة لك نتيجة مساعدتك الآخرين.

الخلاصة

السعادة والفرح ليسا مترادفين، في حين أن السعادة عابرة- فقاعة من البهجة ناتجة عن شيء خارجي- فإن الفرح الحقيقي يكمن في الداخل، حيث لا يوجد شخص ولا يوجد شيء مسؤول عن هذا النوع من المشاعر. ولهذا السبب هو دائم: فهو يعيش في الداخل، وهو دائماً موجود تحت تصرفك، قد يستغرق فقط القليل من التمرين لتطويره.


عودة الى الصفحة الرئيسية