اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

هل يتفادى لبنان "قطوع" حرب إسناد جديدة؟

صيدا اون لاين

مع مرور أسبوع على الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران، إنتقل المشهد الميداني إلى مكان جديد ويختلف عما كان عليه في الأيام الأولى لهذه المواجهة، وباتت التطورات تتبدل في كل لحظة، على إيقاع الضربات الصاروخية الإيرانية والغارات وعمليات الإغتيال الإسرائيلية المنفّذة في طهران، والتي تُحاكي الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. وفي مرحلة ترقّب نهاية الإنذار الثاني الذي أعطاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران من أجل العودة "بشروطه" إلى مائدة المفاوضات، لا يمكن التغاضي عن ارتفاع منسوب القلق على المسرحين الدولي والإقليمي، وعن تزايد المخاوف على الساحة اللبنانية بالنسبة إلى ما ستحمله حرب الإستنزاف التي لم توفر إلى اليوم، الحشد العسكري كما السياسي وحتى الإعلامي.
وفي ظل التبدّل في المعادلة على صعيد الضربات الإيرانية الأخيرة، من الممكن تلمّس المناورات الإسرائيلية التي تهدف إلى "استعطاف" المجتمع الدولي، عبر إشاعة مناخات تقود حكماً إلى السيناريو الأسوأ، أي انخراط أميركا في الحرب، والتي لم يسقطها الرئيس ترامب من حساباته ولم يخفها في كل تصريحاته منذ يوم الجمعة الماضي، والمتفق عليها مع واشنطن، التي تتدرّج في عملية دعمها للحرب الإسرائيلية من دون أن تتدخل على الأرض، وعبر تفادي أي "قدم أميركية" في المنطقة وعلى ساحة المعركة الدائرة.
وعلى الرصيف المقابل لهذه الساحة، لا يقف لبنان متفرّجاً، على الأقل من حيث المواقف المتضامنة من "حزب الله" مع إيران، والتي لم يخلُ بعضها من التهديدات الغامضة، علماً أن إسرائيل كانت قد استبقت هجومها المباغت على إيران، باعتداءات مكثفة على الجنوب وهي كرّرتها بالأمس، وكأنها تدفع نحو توسيع الحرب، وفق قراءة أوساط سياسية مطلعة لكل تفاصيل اللوحة اللبنانية المعقّدة والمزدحمة بالعناوين والأجندات التي تحمل اتجاهات متشابكة لكل من لبنان الرسمي من جهة، و"حزب الله" من جهةٍ أخرى.
يبقى أن الخبر اللافت في الساعات الماضية، وتذكره الأوساط المطلعة، يتعلق بطريقة الدعم الذي سيقدّمه الحزب لإيران وصورة التضامن التي سيعبّر عنها الحزب في اليوم التالي لتوسيع هذه الحرب، وذلك في حال فشل المسار الدبلوماسي المثقل بالشروط العالية السقف، والتي من المستحيل أن توافق عليها طهران بالدرجة الأولى التي تتحدث عن انتصار، في الوقت الذي تتحدث به واشنطن عن استسلام غير مشروط.
ومن الطبيعي أن يُفضي هذا الحديث وهذه التهديدات المتبادلة، إلى احتمالين، الأول هو إطالة فترة الحرب وإمكانية تحويلها إلى حرب استنزافٍ بكل ما للكلمة من معنى، وذلك في ظل ما تصفه الأوساط، بانعدام التوازن بين قدرات البلدين العسكرية والتقنية.
أمّا الإحتمال الثاني، فيكمن في رفع منسوب المواجهة وتصويب موازين القوى بين إسرائيل وإيران، لتبدو الصواريخ الإيرانية، متقدمةً على قدرات إسرائيل الدفاعية، من أجل معالجة "جرح الهيبة" الذي أصاب طهران، وهو ما يمنعها إلى اليوم من الإنتقال إلى المسار الدبلوماسي، رغم الإشارات المتناقضة التي تصدر عنها.
ومن خلال هذه الصورة، تطرح الأوساط أسئلةً عدة حول إمكان اختصار الطريق إلى الخيار الدبلوماسي، ومن دون العبور بمرحلة متقدّمة من الإنفجار الذي لن يدوم سوى لفترة محدودة، وبالتالي، تفادي لبنان قطوع حرب إسناد جديدة، في الوقت الذي لا يزال فيه شبح الحرب السابقة حاضراً وبقوة في كل المجالات والمناطق اللبنانية.

تم نسخ الرابط