اتفاق أميركي - إيراني أو خراب كبير؟

بين إيجابيات صباحية تدحضها سلبيات الظهر قبل أن تنعشها بعض "التلطيفات" المسائية، تتقلّب التصريحات الأميركية والإيرانية على حدّ سواء، حول مستقبل التفاوض الأميركي - الإيراني، وإمكانية التوصّل الى اتفاق بين واشنطن وطهران بشأن قضايا ومشاكل عالِقَة بين الطرفَيْن.
فبين كلام صريح ومباشر، أو تسريبات، عن استحالة استئناف التفاوض الآن، أي بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران التي انتهت بضربات عسكرية أميركية لمنشآت نووية إيرانية، بموازاة تأكيد عدم إغلاق باب الديبلوماسية أبداً، واستمرار الاتصالات الأميركية - الإيرانية غير المباشرة على الأقل، يقف الشرق الأوسط كلّه منتظراً ما إذا كانت الأمور ستتّجه نحو تصعيد أو تبريد.
أشارت أوساط ديبلوماسية الى أن "الأمور ستّتجه في النهاية الى مفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين، أو الى مشاكل في الداخل الإيراني إذا تعذّر التفاوض، أو إذا انتهى من دون اتفاق".
وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، وضعت "التصريحات الأميركية والإيرانية المُتناقِضَة حالياً بشأن المسار التفاوضي، ضمن احتمال أن هناك اتفاقاً معيناً حاصلاً بينهما ربما، وهما لا تريدان الإفصاح عنه الآن، أو كتعبير عن تعثّر فعلي في خطوط التفاوض. ولكن مهما كانت عليه الأحوال، فالبقاء من دون اتفاق لوقت طويل، سيأخذ المنطقة الى مشاكل وعدم استقرار، وهو ما سينعكس بدوره على مستقبل النظام الإيراني الذي قد يصبح بحال الخطر في تلك الحالة، خصوصاً إذا لم يقدم شيئاً".
ولفتت الأوساط الى أن "المحظور حصل، وهو ضرب المنشآت النووية الإيرانية. ولكن هذه المرة قد يصبح النظام الإيراني نفسه بخطر، إما من خلال عمل عسكري خارجي، أو عبر تحركات في الداخل الإيراني، إذا لم تتحرك المفاوضات بشكل جدّي يؤدي الى نتائج ملموسة خلال مدى زمني مقبول".
وختمت: "لن توقّع إيران على أي اتفاق سلام الآن. ولكن الاتفاق معها مهمّ لمنعها من تخريب المنطقة. ولذلك، إذا لم تشهد الأمور حلحلة فعلية على هذا الصعيد، فالتصعيد العسكري سيتجدّد ويطال النظام الإيراني هذه المرة. فحتى الساعة، لا تزال وجهة النظر الأميركية ترفض تغيير النظام، ولكن إذا بقيَت الأمور جامدة، فستجد واشنطن أن لا حلّ إلا بالعمل على هذا الملف".