النائب البزري في جلسة مساءلة الحكومة: أدعمكم ولكن لا للمحاصصة ولا لتهميش صيدا.. لا تختبروا صبرنا طويلًا

خلال جلسة مساءلة الحكومة، ألقى النائب الدكتور عبد الرحمن البزري كلمة تناول فيها أبرز القضايا السياسية والإدارية والمعيشية، مؤكدًا في مستهلها دعمه للحكومة واستعداده لمنحها الفرصة، لكنه في الوقت نفسه أبدى اعتراضه الشديد على التعيينات الإدارية الأخيرة التي اعتبرها "تكريسًا للمحاصصة والمحسوبيات، وبعيدة كل البعد عن الآليات الشفافة التي تم الحديث عنها وتوثيقها". كما أشار إلى تغييب مدينة صيدا عن هذه التعيينات.
وشدد البزري على أن الحكومة التي تعهدت بالدفاع عن سيادة لبنان ووحدة أراضيه لم تبادر فعليًا إلى بسط سلطة الدولة على كامل المناطق، كما نصّ اتفاق الطائف، مشيرًا إلى أن الدولة "لم تستطع وقف الاعتداءات المتكررة ولا إزالة نقاط الاحتلال".
وتناول في كلمته التساؤل عن مدى تطبيق اتفاق الطائف، وعن الأجزاء التي لم تُنفذ بعد، مشيرًا إلى أن الرؤساء الثلاثة لا يملكون صلاحية اختصار كل السلطات أو إجراء تفاهمات بمعزل عن الحكومة والمجلس النيابي.
كما تساءل البزري عن:
• مصير الإصلاح القضائي الموعود.
• هيكلة القطاع العام.
• سياسات تعزيز قدرات الخزينة التي استُبدلت بضرائب على المحروقات ومزيد من القروض.
• مصير الودائع وحقوق المودعين، والمسؤولية عن الفجوة المالية، وأين أصبح قانون التوازن المالي؟
وفي الشأن الحياتي، أشار إلى تفاقم أزمة الكهرباء والمياه رغم الارتفاع المستمر في الأسعار، محذرًا من محاولات إعادة جرّ مياه نهر الأولي لتغذية مناطق بعيدة دون استفادة صيدا، ودون الأخذ بعين الاعتبار انخفاض منسوب المياه والجفاف الذي يصيب النهر.
على المستوى البيئي، انتقد البزري استمرار مشكلة النفايات الصلبة والنفايات الاستشفائية، معتبراً أن وزارة البيئة تتجاهل تفاقم جبال النفايات في صيدا وتلوّث مياهها.
وفي ختام كلمته، توجه إلى رئيس الحكومة بالقول:
"دولة الرئيس، لا تكرر السياسات والأساليب نفسها التي أوصلتنا إلى الإفلاس. إن إعادة تعيين بعض الأسماء في مواقع حساسة رغم مسؤولياتهم السابقة هو استعادة لنهج إدارات سابقة أدخلت البلاد في دوامة من الدين العام والهدر والمشاريع الفضفاضة.
ما زلنا نراهن عليك وعلى قدرتك على الإصلاح من أجل الإنقاذ. سنبقى على ثقتنا، رغم إهمال مناطقنا وتهميش كفاءاتها.
امضِ وكن شفافًا وحازمًا، لكن لا تختبر صبرنا طويلًا. كن عادلًا ومنصفًا... لكي نبقى إلى جانبك."