اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

لبنان يتأهب... محادثاتٌ مصيريّة وأسبوعٌ حرج

صيدا اون لاين

يتأهب لبنان الرسمي، ومعه لبنان الحزبي بكتله وطوائفه بجولة من المحادثات المصيرية مع موفد الرئيس دونالد ترامب، إلى سوريا ولبنان.

وصل الرجل، دائم الابتسامة، والمحسوب على لبنان من متّحده قبل أن يهاجر ذووه إلى أرض الفرص والمستقبل: العالم الجديد أو أميركا، إلى بيروت مساء أمس ليبدأ جولة جديدة من الاتصالات مع الرؤساء الثلاثة: جوزف عون، ونبيه بري ونواف سلام، ومع من تيسر له أو رغب في لقائه من القيادات الحزبية، التي يسعى لجذبها أو المحسوبة أصلاً على الادارة الاميركية.
من المفترض أن تكون «السويداء: فاتحة الكلام لدى الدبلوماسي، الذي يختبر قدرته على تحقيق أحلام رئيسه ترامب، ذي الصبر المحدود، ولكنه «مصمم ورائع»  في السعي وراء أهدافه، المتماهية إلى حد كبير مع أهداف «السفاح الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو، وهي إخضاع دول ما كان يُسمى بالطوق إلى «الجيوبوليتكا الاسرائيلية» العدوانية التي تقضي بإنشاء «حدائق آمنة» أو بلغة اسرائيلية مناطق أمنية من جنوب لبنان، إلى جنوب سوريا فجنوب غزة، من أجل «أمن الدولة العبرية» الطامحة إلى توقيع اتفاقيات ومعاهدات، تعرف بالابراهيمية، وهي هدف سامٍ لترامب، وآلته الدبلوماسية والاستخباراتية التي يعتبر طوم براك واحداً من عناصرها البارزين في الشرق الاوسط.

لم يكن أحد يعرف بما أبلغه براك للرئيس السوري الجديد، الآتي إلى قصر الشعب في دمشق، من مسرح الحروب والعلميات والملاحقات والسجن، قبل عمليات «السويداء»، عاصمة جبل العرب، وعاصمة الدروز السوريين.
تحدثت وكالات الأنباء عن دور للرجل الاميركي دائم الابتسامة في عمليات السويداء، قبل أن يكشّر الفريق الحربي في اسرائيل من بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة) فايسرائيل كاتس (وزير الدفاع) فضلاً عن رئيس الاركان الجديد عن أنيابه، ويعلن الدخول في المواجهات، مستهدفاً دمشق، ورئاسة الاركان السورية، ومحيط القصر الجمهوري، وليعلن بعدها كاتس أن اسرائيل لا تثق بالشرع، ولا بالجماعات التي تدين له بالولاء».

انقضت المرحلة الأولى من أحداث الجنوب السوري على ترتيبات، جعلت قسماً تحت مظلة حماية خارجية، اسرائيلية أو تركية أو أميركية، خارج الدولة السورية الوليدة.. وتبيّن للقاصي والداني أن وراء أكمة الاحداث الدموية، الاكثر دموية وخطورة منذ عقود في سوريا، ترتيبات ومصالح تتعدى توفير الحماية للاقليات أو اطلاق يد الاكثريات في الترتيبات المزمع إجراؤها، إلى فرض أنظمة حياة وأمن واقتصاد تسمح بإنهاء زمن المقاومات، وإقامة حدود من إسمنت عبر الاتفاقيات لضمان استثمارات بمليارات الدولارات في الغاز والنفط والطاقة المتجدّدة، وسائر الخيرات التي تتمتع بها «بلاد الشام» بتعبير براك، الذي يظن كثيرون أنه استخدم المصطلح، وهو يجهل تماماً ما المقصود به.

امتداداً، يأتي براك بالذهنية نفسها، للبحث في ترتيبات اسرائيلية – أميركية للوضع في جنوب لبنان، تتجاوز الابتعاد 10 كلم عن الحدود من أجل السماح لعودة المستوطنين إلى الشمال، أو إبعاد خطة هجوم من «قوة الرضوان» المقاتلة كقوة نخبة في حزب الله، باتجاه قرى الجليل الاعلى إلى إخضاع لبنان بالكامل «للإملاءات الاميركية» وفي قدمة ذلك، نزع أو تجريد حزب الله من سلاحه، حتى الفردي، لضمان انتهاء الجماعة التي من الممكن أن تنتظر فرصة بالانتعاش من جديد.

المهمة واضحة، ولا صعوبات أمام الموفد الاميركي، فالأرض باتت أكثر من مهيأة للتجاوب مع الطلبات المتعددة، والمشتقة من مسألة إنهاء سلاح حزب الله كأولوية مطلقة.
استبق الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وصول براك، وبعث برسالة واضحة مفادها: أن لا بحث في تسليم سلاح الحزب قبل أن يلتزم الاسرائيلي، ويضمن الاميركي تطبيق ما يترتب عليه من التزامات بموجب اتفاق وقف اطلاق النار، المرتكز إلى القرار 1701، وأنه بعد ذلك يفتح باب البحث بالاستراتيجية الدفاعية، وما يترتب عليها.

سقط الشيخ نعيم بهفوة مقصودة أو غير مقصودة، وهي أن حزبه لن يسلّم السلاح لإسرائيل أو للولايات المتحدة الاميركية، ففاجأه في الليلة نفسها (مساء الجمعة الماضية) بكلام واضح: أنت تسلِّم سلاحك للدولة اللبنانية، وليس لإسرائيل، في الوقت هذا كان الرئيس بري، يعقد أجتماعاً في بعبدا مع الرئيس عون «لتدوير زوايا» الموقف اللبناني من المطالب الاميركية، أو ورقة الاقتراحات التي سلمها براك للبنان، واستلم الردّ اللبناني، حسب نظرية التوازن بين الخطوات: انسحاب، إطلاق اسرى، وقف الاعتداءات، مقابل خطوات تبدأ بتسليم السلاح الثقيل وإخلاء المواقع.. ثم ردّ هو، ليستمع ويناقش الردّ اللبناني الجديد.

من مأزق السويداء، الذي أوجد براك مخرجاً له، (موقتاً أو دائماً) إلى مأزق السلاح غير الشرعي، وخاصة سلاح حزب الله، الذي يبحث عن مخارج أو مخرجاً له، يترقب لبنان اسبوعاً حرجاً، وسط مخاوف من صيف حار، بمعزل عن مهرجانات الفرح من بيت الدين إلى جبال الأرز في أبعد نقطة شمال لبنان.

تم نسخ الرابط