اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

حفلات الزفاف... قطاع اقتصادي تقلّص حجمه من مليار دولار قبل الانهيار إلى 200 مليون حاليًا!

صيدا اون لاين

أعاد زفاف سيليو إيلي صعب، الذي تم الأسبوع الماضي، الأضواء على تأثير حفلات الزفاف (غالبًا ما تنشط خلال فصل الصيف) في تحريك العجلة الاقتصادية للبلد بشكل عام، والاقتصاد المحلي للمنطقة التي تتركز فيها هذه الحفلات بشكل خاص. بمعنى أن زفاف آل صعب، الذي بلغت كلفته ملايين الدولارات، استقبل مئات المدعوين من لبنان والخارج، ما يعني أنه ساهم في تحريك كل المؤسسات السياحية المحيطة بمكان الاحتفال، سواء أكانت فنادق أو مطاعم أو مقاهي، استفادت من هذا الحفل بشكل غير مباشر، ناهيك عن تكلفة الحفلات التي استمرت على مدى 3 أيام.
إذاً، لحفلات الزفاف في لبنان تأثير كبير على الاقتصاد، وهذا ما يوافق عليه المختصون، حيث تساهم في تحريك قطاعات مختلفة مثل الضيافة، المطاعم، المجوهرات، الأزياء، الزهور، التصوير، وشركات تنظيم الحفلات. لكن هذه المساهمة اختلفت كثيرًا بين ما كانت عليه قبل الانهيار في 2019 وبين ما هي عليه اليوم.
بلغة الأرقام، ووفق دراسة أعدها Chateau Rweiss عام 2019، ساهم هذا القطاع في الاقتصاد اللبناني بنحو مليار دولار سنويًا، وكان يعمل فيه 600 شركة متخصصة و40 ألف عامل موسمي ودائم، وكانت تُقام في لبنان 40 ألف حفلة زفاف، بمتوسط كلفة 25 ألف دولار لكل منها. أما بعد الانهيار، فقد تراجع عدد حفلات الزفاف إلى نحو 20 ألفًا (بحسب المختصين)، وتتراوح كلفة الحفلات بين بضعة آلاف من الدولارات وتصل في الحالات الكبيرة إلى عدة ملايين (لكن عددها محدود). ولم يستمرّ من شركات تنظيم الزفاف الـ600 سوى ما بين 10 إلى 20 شركة.
هذا التراجع في عدد الحفلات والقطاع بشكل عام، لا يعود فقط إلى الأوضاع الاقتصادية وفيروس كورونا الذي قلّص عددها في أعوام 2020 و2021 و2022، ثم عادت للارتفاع عام 2023، بل أيضًا لأن العديد من الأشقاء العرب الذين كانوا يقيمون أعراسهم في لبنان توقفوا عن ذلك. ففي الدراسة نفسها، أُشير إلى أنه في عام 2010، عقد كثير من السعوديين والسوريين والمغتربين اللبنانيين في أفريقيا حفلات زفافهم في لبنان، وفي عام 2012 خسر لبنان العرسان السوريين ليستقطب بدلاً منهم، إلى جانب السعوديين، عرسانًا من العراق والكويت وقطر. وبين عامي 2017 و2018 خسر لبنان مجمل حفلات الزفاف العربية، فيما عاود السعوديون والأردنيون القدوم عام 2019، مع تراجع حفلات زفاف المغتربين في أفريقيا مقابل ارتفاع حفلات المغتربين من أستراليا.
غالبًا ما تتركز الحفلات المتوسطة والكبيرة بين العاصمة بيروت، المتن وجونية، في حين تتوزع الحفلات الصغيرة على باقي المناطق والقرى. علمًا أن موسم الحفلات ازدهر عام 2023، وتراجع في 2024 بسبب ظروف الحرب، أما في العام الحالي فعاد الموسم إلى زخمه. فبالنسبة إلى بعض المغتربين، لا بديل أفضل من لبنان لإحياء أعراسهم، من حيث الطقس، شركات التنظيم، الذوق، والأماكن الجميلة.
على أرض الواقع، تؤثر حفلات الزفاف على الاقتصاد اللبناني من خلال قطاع الضيافة، إذ تلعب قاعات الأفراح والفنادق دورًا محوريًا في استقبال الضيوف، مما يزيد من الإيرادات لهذه المؤسسات ويدعم قطاع السياحة بشكل عام. كما تحظى المطاعم والمقاهي بطلب متزايد خلال مواسم الزفاف، سواء لتجهيز الولائم أو لاستضافة فعاليات ما قبل الزفاف. ويشهد قطاع المجوهرات والأزياء ومصمّمو الأزياء حركة نشطة خلال فترة الزفاف، حيث يبحث العروسان عن أجمل القطع وأكثرها تميزًا. ويُعتبر تنسيق الزهور جزءًا أساسيًا من ديكور حفلات الزفاف، مما يدعم تجار الزهور ومصمّمي الديكور. كذلك، يزداد الطلب على مصوري الفيديو والمصورين الفوتوغرافيين المحترفين لتغطية هذه المناسبات الخاصة، مما يدعم هذا القطاع أيضًا. وتلعب شركات تنظيم الحفلات دورًا محوريًا في تنسيق وتخطيط جميع جوانب الزفاف، مما يخلق فرص عمل ويدعم هذا القطاع.
كما تساهم حفلات الزفاف في دعم الصناعات التقليدية والحرفية، حيث يتم استخدام منتجات مثل التطريز اليدوي والتحف التقليدية في الزينة وتقديم الهدايا.
البواب: في 2025 كلفة الأعراس 200 مليون دولار
يُوافق الخبير الاقتصادي الدكتور باسم البواب على أن حفلات الزفاف في لبنان تُعتبر محركًا مهمًا للاقتصاد، حيث تخلق فرص عمل وتنشط قطاعات مختلفة، وتُساهم في دعم العديد من الحرفيين وأصحاب المهن الحرة. ويشرح في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن "حفلات الأعراس من القطاعات المهمة في لبنان، كونها تُشغّل العديد من القطاعات، أولها الأزياء، تصفيف الشعر، السيارات المستأجرة، الفنادق، المطاعم، الضيافة، الزهور، والديكور، وهذا أمر مهم"، لافتًا إلى أنه "في لبنان هناك نحو 20 ألف حفلة زفاف تُنظّم سنويًا، وتتراوح بين حفلات صغيرة وأخرى تصل كلفتها إلى ملايين الدولارات، إلا أن عدد هذه الأخيرة قليل. أغلب الأعراس صغيرة ومتوسطة ولا تتجاوز ميزانياتها بضعة آلاف من الدولارات. كما أن هناك أعراسًا لبنانية تتم خارج لبنان، وهذا النوع بالإجمال لا يفيد الاقتصاد المحلي سوى من خلال شركات السفر، بينما الأعراس التي تُقام داخل لبنان مهمة لأنها تُشغّل الدورة الاقتصادية في البلد".
ويختم: "تُقدّر كلفة ما يُصرف على الأعراس الصغيرة والكبيرة في لبنان بنحو 200 مليون دولار، وهو رقم مقبول حاليًا، وكلما استتب الوضع الأمني، كلما ازداد عدد حفلات الأعراس"

تم نسخ الرابط