من صربا الجنوبية الى سطح القمر رحلة اكتشاف من روّاد أحلام ورؤى حدودها الفضاء

في نشاط تربوي علمي هادف، تزامن عشية الخسوف الكلي للقمر الذي تابعه العالم أمس، نظم "البيت الثقافي – صربا" بالتعاون مع ثانوية السفير ، ورشة عمل بعنوان "رحلة إلى القمر"، قدّمها نادي السفير الفلكي(Safir Astronomy Club) بمشاركة 15 طالبًا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة من بلدة صربا وبلدات جوارها " طنبوريت، عنقون، رومين، جرجوع وحومين الفوقا" ، حلّقوا في رحلة افتراضية إلى القمر، روّاد أحلام ورؤى حدودها فضاء لا متناهٍ، وسيلتهم لتحقيقها عقل منفتح على المعرفة، يحركهم فضول الاكتشاف وحافز اكتساب العلم تجربةً وعيشها بشغف المبدع وشوق المتلهّف لسبر أغوار الكون وأسراره ، مجسّدين القمر بأطواره والجنوبي بتوقه دائمًا للعلى، للسمو، للتميز، رغم كل ما يعيشه من أوضاع صعبة.
خلال هذه الرحلة، تعرف الطلاب على القمر، موقعه بين الكواكب، خصائصه العلمية، مراحله وأطواره، وتأثيراته في بعض الظواهر الطبيعية على الأرض، ومحاولة رصده مباشرة للقمر عبر التلسكوب، وذلك بحضور مختار صربا السيد أنطوان نصّار، وعدد من الأهالي، والمشرفين على بيت الثقافة – صربا السيدة منى رزق والسيد جان مزهر، ومسؤول نادي السفير الفلكي الأستاذ محمد الشامي.
على مدى أكثر من ساعتين ، تحول مركز البيت الثقافي في صربا إلى ما يشبه محطة فضائية أرضية، منها ، وعلى متن " مركبة " نادي السفير الفلكي الفضائية، انطلق الطلاب المشاركون في رحلة اكتشافهم للقمر، بوسائل إيضاح وشرح يدوية أعدها النادي من مواد ومجسمات بسيطة ، وباستخدام الضوء شمسًا وظلال انعكاسه على كرة فلين تجسيدًا لأطوار القمر ومراحله، ومادتي الطحين والكاكاو والحجارة لتجسيد مشهد سقوط النيازك على سطح القمر محدثة الحفر عليه ، إلى جانب كتيّب يتضمن أنشطة مسلّية وهادفة حول موضوع الورشة مثل تلوين رسوم عدة  للقمر تجسيدًا لأطواره. وعرّج الطلاب خلال هذه الرحلة المشوقة على بعض الكواكب ضمن المجموعة الشمسية. 
الشامي
ويقول مسؤول نادي السفير الفلكي الأستاذ محمد الشامي: "هو واحد من أنشطة النادي الذي تأسس في ثانوية السفير سنة 2018 ، والتي تتضمن عادة ورش عمل ومحاضرات ومشاهدات فلكية وعرض أفلام عن الفضاء وعلم الفلك، بهدف إغناء مخيلة الطلاب وتوسيع نظرتهم لموقعهم في الكون انطلاقًا من فهم موقعنا في الكرة الأرضية التي هي نقطة بهذا البحر العظيم ". 
ويضيف: "هناك قول مأثور لأفلاطون يقول فيه:" إن علم الفلك يجبر الروح على أن تنتقل من هذا العالم إلى عالم آخر " ، بمعنى الانتقال الى ما هو أسمى . وهذا النشاط يساهم في توسيع مدارك الطلاب ويحفزهم للنظر دائمًا إلى العلى والسمو فوق كل التفاصيل الصغيرة والمشاكل اليومية ".

رزق
وتقول مديرة البيت الثقافي في صربا السيدة منى رزق ": كانت هذه الورشة مميزة لكونها جمعت طلابًا من صربا وبلدات الجوار، انطلاقًا من كون مركزنا حاضنًا ليس فقط لبيئته المحلية بل وأيضًا للمناطق المجاورة. كانت ورشة غنية ومتنوعة بالأنشطة ، واستخدمت فيها كثير من الأدوات التعليمية ووسائل الشرح التي قدمها نادي السفير الفلكي ، وأمضى التلامذة أكثر من ساعتين وهم محفزون لمهارة الاكتشاف والبسمة لا تفارق وجوههم ، وهذا دليل قوة الورشة . ونحن باسم البيت الثقافي في صربا نتوجه بالشكر الكبير لثانوية السفير بشخص مديرها الدكتور سلطان ناصر الدين  ومسؤول نادي الفلك فيها الأستاذ محمد الشامي، وإن شاء الله نلتقي في مزيد من الأنشطة الهادفة ". 
الطلاب
وتقول الطالبة تاليا الشامي ( من الصف التاسع ):" كانت مشاركتنا في هذه الورشة ممتعة ، وأتاحت لنا الفرصة للتعرف أكثر على القمر لما اكتسبناه من معلومات قيّمة عنه وبطريقة مبسطة ومسلية ، حيث كانت وسائل الشرح والإيضاح حول أطوار القمر يدوية وبسيطة وفي نفس الوقت سهلة الفهم ، ونحن سعداء جدًّا به بهذه التجربة التي عشناها بفرح كبير".

البيت الثقافي - صربا
إشارة إلى أن " البيت الثقافي " في صربا هو مركز ثقافي يعنى بتعليم اللغات ولا سيما الإيطالية ، إلى جانب تنظيمه لأنشطة منوعة مثل الرسم والموسيقى والمسرح والسينما والكومبيوتر، ويسهم في تعزيز الثقافة ودعم المواهب وبالعديد من المبادرات والفعاليات، متعاونًا في بعضها مع بلديات وجمعيات ومؤسسات تربوية ومراكز ثقافية وتربوية. وشارك " البيت الثقافي" في مسابقات عالمية وبأفلام قصيرة، وحاز طلابه المرتبة الأولى في مهرجان الفيلم العالمي القصير في إيطاليا والذي شارك فيه أكثر من 40 فيلمًا حول العالم، كما شاركوا بمسرحيات لكتّاب عالميين .