اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

"التهويل" بالحرب: رغبة إسرائيلية أم مسعى لضغط داخلي؟!

صيدا اون لاين

إنطلاقاً من تصريحات الموفد الأميركي توم براك، الأسبوع الماضي، التي سبقت الأزمة التي تسببت بها إضاءة "​حزب الله​" صخرة الروشة بصورة أمينيه العامين السابقين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، برزت على الساحة المحلية موجة جديدة من "​التهويل​"، قد تكون الأكبر منذ توقيع إتفاق وقف الأعمال العدائية، بإحتمال أن تبادر ​إسرائيل​ إلى شن عدوان شامل على ​لبنان​، حيث تم ضرب العديد من المواعيد لذلك.


في هذا السياق، من الطبيعي التشديد على أنه لا يمكن الركون إلى حقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه لبنان، لا سيما في المرحلة الراهنة، التي تشعر فيها تل ابيب بأنها قادرة على القيام بما تريد على مستوى منطقة الشرق الأوسط برمتها، إلا أن هناك الكثير من علامات الإستفهام التي من الممكن أن توضع حول حقيقة "التهويل" القائم، التي تبدأ من معادلة أنها لو كانت قادرة على تحقيق المزيد، من خلال العمليات العسكرية، ما كانت لتوافق على إتفاق وقف إطلاق النار، الذي لم تلتزم به، من الأساس.


إنطلاقاً من ذلك، ترى مصادر متابعة، عبر "النشرة"، أن الهدف من هذا "التهويل" تحقيق مكاسب داخلية بالدرجة الأولى، حيث أن الولايات المتحدة تريد الضغط على السلطة اللبنانية، للذهاب إلى إجراءات أكثر تشدداً في التعامل مع ملف سلاح "حزب الله"، أو على الأقل عدم التراجع عما تقرر في وقت سابق، بينما إسرائيل تطمح، بشكل أو بآخر، إلى أن يقود الأمر إلى صدام داخلي في لبنان، ستكون بلا أدنى شك المستفيد الأكبر منه.

على مستوى الأفرقاء المحليين، تلفت المصادر نفسها إلى أن الجميع يدرك أن هذا الملف لا يمكن أن يعالج إنطلاقاً من المعادلات الداخلية، بسبب العوامل الخارجية التي تُعتبر أكثر تأثيراً فيه، خصوصاً أنه لا يمكن تجاهل أن البلاد، خلال أشهر قليلة، ستكون على موعد مع الإنتخابات النيابية، وبالتالي من الطبيعي أن يسعى كل فريق إلى محاولة تحقيق مكاسب من وراء ذلك، من دون التغاضي عن عامل آخر هو أن بعضهم يتناغم مع ما هو مطلوب خارجياً.

ما تقدم، يقود إلى العودة إلى السؤال الأساسي: هل هناك مصلحة إسرائيلية في الذهاب إلى عدوان شامل من جديد، بحجة أن لبنان لم يبادر إلى خطوات حقيقية في مسار نزع سلاح "حزب الله"؟.

بالنسبة إلى المصادر المتابعة، هذا السؤال يقود إلى آخر، حول ما الذي قد تحققه تل أبيب من هذا العدوان، في الظروف الراهنة، في حين هي تنفذ ما تراه ضرورياً من خطوات عسكرية، من منطلق أن لديها الحرية في ذلك، بعيداً عما تضمنه إتفاق وقف الأعمال العدائية، بينما الذهاب إلى ما هو أبعد قد يلحق بها أضراراً، حتى ولو كانت بعض التقديرات تصب في إطار أنها ستكون محدودة، بعد الضربات التي كان قد تعرض لها الحزب في العدوان الأخير.
هنا، تدعو المصادر نفسها إلى التوقف عند معادلة بارزة، تم التسويق لها من قبل بعض الجهات السياسية، طوال الأيام الماضية، بهدف إستهداف مقاربة رئيس الجمهورية جوزاف عون، متحدثين عن أن رئيس الحكومة نواف سلام بات يحظى بثقة خارجيّة أكثر، على قاعدة أنه يسعى إلى التشدد في التعامل مع "حزب الله"، على عكس عون الذي يفضل التعامل الهادئ، محاولين التصويب على نوعية اللقاءات التي عقدها في الأمم المتحدة.
في المحصلة، تشدد هذه المصادر على أن ما تقدم لا يلغي فرضية أن تل أبيب قد تقدم على شن عدوان شامل، في حال وجدت مصلحة لها في الأمر، لكنها تلفت إلى أن ما تقوم به من عمليات، في المرحلة الراهنة، قد يكون البديل المناسب، خصوصاً أنه يبقى دون أي رد من الجانب اللبناني.

تم نسخ الرابط