"فتح" في لبنان على أعتاب مرحلة جديدة: الانتخابات التنظيمية... تتوّج التغييرات الكبرى

أكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة" أن حركة "فتح" تمضي قدمًا في استكمال التغييرات التي طرأت على الساحة الفلسطينية في لبنان خلال المرحلة السابقة، التي شهدت مناقلات وتشكيلات جديدة دبلوماسية وعسكرية، قوات الأمن الوطني وإدارية وإعلامية، تزامنًا مع تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط من المخيمات، في إطار الاتفاق بين الرئيسين محمود عباس وجوزاف عون في 21 أيار الماضي.
ووفقًا للمصادر، فإن الاهتمام السياسي ينصب اليوم على انتخاب أعضاء قيادة إقليم الحركة في لبنان، والتي حُدّدت على ثلاث مراحل: الأولى الجمعة في 10 تشرين الأول الجاري في منطقتي البقاع وصور، والثانية السبت 11 منه في منطقتي صيدا وبيروت، والثالثة في 12 منه في منطقتي صور وعمّار بن ياسر، على أن تتوّج بانعقاد المؤتمر العام في 19 منه في سفارة دولة فلسطين في بيروت.
وتؤكد المصادر أن الانتخابات تكتسب أهمية خاصة هذه المرة، كونها ستحاكي المرحلة المقبلة ومواجهة تداعياتها على وقع التطورات السياسية والأمنية التي شهدتها المنطقة، بدءًا من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، مرورًا بلبنان، وصولًا إلى سقوط النظام السوري، ولجهة تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان وتعاطي القوى الفلسطينية مع الدولة بعد التغييرات وقرار حصر السلاح بيدها في إطار خطة بسط سيادتها على كامل الأراضي وتطبيق القانون بما فيها المخيمات.
ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر ما بين 130 و140 عضوًا يمثلون المناطق المنتخبة، وأعضاء قيادة الإقليم السابق، والمجلس الاستشاري، وأمناء سرّ المكاتب الحركية، وكوتا المرأة (20%)، وكوتا الكفاءات والمؤسسات (15%)، وذلك لانتخاب 15 عضوًا يشكلون القيادة التنظيمية بدلًا من الذين جرى انتخابهم في المؤتمر السادس (10 حزيران 2024)، رغم أنه لم يمضِ على انتخابهم أكثر من عام ونصف.
وتؤكد مصادر فتحاوية لـ"النشرة" أن التنافس يبلغ أشدّه بين المرشحين الذين تجاوز عددهم 35، أي ما يمكن أن يشكّل أكثر من ثلاث لوائح دون أن تكتمل صورتها حتى الآن، فيما المعركة محتدمة على أمانة السر بين الدكتور رياض أبو العينين وأبو إياد شعلان، وهما عضوان حاليًا في الإقليم، إلى جانب مرشحين آخرين لم يحسموا خيارهم بعد بتشكيل لائحة ثالثة منافسة.
وسيُشرف على الانتخابات مفوض الإقليم الخارجية للحركة، سفير فلسطين في سوريا الدكتور سمير الرفاعي، الذي كان قد التقى بأعضاء الإقليم الشهر الماضي وأبلغهم بقرار حله وبضرورة إجراء انتخابات جديدة خلال شهر تشرين الأول الجاري، وفق تعليمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، الذي التقاهم على هامش زيارته الأخيرة إلى لبنان، مؤكدًا على أهمية الدور الكبير الذي تلعبه "فتح" في الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، ودعم صمود أبناء شعبنا، خاصة في مخيمات لبنان.
وتتشكل قيادة إقليم لبنان من: حسين فياض أمينًا للسر، سرحان يوسف نائبًا لأمين السر، علي خليفة، زينة بدّ الصمد، آمال شهابي، زهرة فياض، موسى النمر، نزيه شما، رياض أبو العينين، أكرم الصالح، أبو إياد شعلان، يوسف زمزم، يوسف الأسعد، حسن الناطور، ومحمود سعيد.
وتعتبر أوساط فتحاوية أن انتخابات قيادة إقليم الحركة في لبنان هي آخر ما يمتّ بصلة إلى السفير السابق في لبنان أشرف دبور، الذي اتّهمه خصومه في الحركة بأنه كان يمسك بقرار الساحة لسنوات عديدة، وكانت له كلمة الفصل في تعيين هذا أو ذاك، وفي تشكيل اللوائح وتزكية هذا أو ذاك لانتخابه.
استقالة أم إقالة؟
وفي تطور آخر، قدّم رئيس اللجنة العليا لقوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب استقالته منذ أيام بعد مسيرة حافلة وسنوات طويلة من الخدمة العسكرية، وأوضحت دائرة العلاقات العامة والإعلام في القوات أن اللواء أبو عرب هو الذي قدّم استقالته، وسيُقام له حفل تكريمي للتنويه بدوره وجهوده في حفظ أمن واستقرار المخيمات وتعزيز العلاقات مع القوى اللبنانية.
وأكدت الدائرة أنه لم يتم تعيين أي قائد جديد لقوات الأمن الوطني في لبنان، خلافًا لما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن العميد رائد داود، مساعد قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني، سيقوم بمهام التنسيق والتواصل مع قائد الأمن الوطني في الداخل والشتات اللواء العبد خليل.
يُذكر أن اللواء أبو عرب كان قد أُحيل إلى التقاعد، لكنه كان يُجدَّد له سنويًا، ومع التغييرات الأخيرة على الساحة الفلسطينية في لبنان تمّ التجديد له ثلاثة أشهر، وهي المهلة التي توقعتها الأوساط لتسليم السلاح الفلسطيني من المخيمات، حيث أشرف على هذه العملية.