الذهب نحو الـ5000 دولار؟ خبيرٌ يكشف ما يجري

من المُبكر الحديث عن "هبوط" لسعر الذهب عالمياً، فالإتجاه "تصاعدي وتصاعدي".. هذه الجملة هي السائدة في سوق الذهب وذلك بعدما لامسَ اليوم حدود الـ4220 دولاراً.
"القفزة الكبيرة" في السعر ليست منطقية، فهناك شيء ما يحصل غير مفهوم. تارة تحصلُ قفزة وتارة أخرى يحصلُ الهبوط، فيما السوق "جامدٌ جمودُ الثلج".
يتحدث أحد باعة الذهب في السوق لـ"لبنان24" قائلاً إن "السعر جامدٌ جداً، فالمخاوف كبيرة لدى المواطنين تجاه الذهب رغم أنهُ يعتبر ملاذاً آمناً"، وأضاف: "كثيرون لا يريدون بيع ذهبهم لأن سعره آخذ في الارتفاع بينما هناك من يخشى الشراء في ظل وجود إمكانية لحصول انخفاض".
وذكر المتحدث أنّ الخسائر بين عمليتي البيع والشراء ستكون وازنة بالنسبة للمواطنين، مشيراً إلى أن بورصة الذهب غير مستقرة، والدليل على ذلك مؤشرات السوق المتذبذبة.
ما الذي يؤثر على ذلك؟
مع التطبيقات الكثيرة، تبرز هناك محتويات رقمية تُظهر تقلبات سعر الذهب، لكن تبقى هناك منصات تظهر "القفزات المروعة" التي حصلت مؤخراً وآخرها اليوم. في فترة الصباح، قفز السعر نحو 4220 دولاراً قبل أن يهبط إلى 4184 دولاراً.. هذه التقلبات أشعلت السوق وجعلت الكثير من الذين اشتروا الذهب على سعر مرتفع يخسرون كثيراً من أموالهم، سواء على منصات التداول أو في السوق.
لهذا السبب، بدأت فكرة تسري بين بعض أصحاب متاجر الذهب مفادها اعتماد تسعيرة موحدة يومية لأن "البورصة" متقلبة، خصوصاً أن المواطنين لا يتحملون تفاوت الأسعار الشاسع.
في المقابل، قال مصدر يتابع أسعار الذهب إن "المؤشرات توحي بأن السوق العالمية تشهد اهتزازات كبيرة على صعيد الأسعار"، مشيراً إلى أنّ "آفاق السعر غير معروفة، لكن التوقعات تتحدث عن إرتفاع، ولكن المدى غير محسوم".
الذهب نحو الـ5000 دولار؟
ما يجري في سوق الذهب من تبدلات كبيرة توقف عنده الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور بلال علامة الذي قال إنه "المنحى التصاعدي الذي يسلكه الذهب ما زال مستمراً وسيستمر"، موضحاً أن "التذبذات التي تحصل في السوق والانخفاضات المفاجئة لإراحة السعر تحصل حينما تقوم مراكز مالية معينة ببيع ذهب لديها لتغطي عملات أو معادن أخرى، وهنا يقوم الذهب بعملية تموضع أو استراحة".
ويقول علامة إن "القفزات التي تحصل حالياً في السوق سببها أن الأسواق بدأت تجف ولم يعد الذهب مُتاحاً بكميات كبيرة، وبالتالي أصبح هناك جفاف على صعيد المعدن الأصفر"، وأضاف: "إن إنتاج الذهب عالمياً محدود ويعتمد على مواقع معينة وضمن مواصفات قياسية"
"الأخطر"، بحسب علامة، هو أن هناك طلباً مؤجلاً على الذهب، مشيراً إلى أن هناك مراكز مالية تشتري الذهب بسعر أعلى من قيمة الموجودات الحقيقية، الأمر الذي يؤدي إلى "انتفاخ" في سعر المعدن المذكور.
وذكر علامة أن الدول الكبرى تقوم بتخزين وشراء الذهب، فيما الاضطرابات الجيوسياسية تدفعُ الناس للهروب نحو الذهب لأنه أكثر أماناً، وختم: "أمام كل ذلك، أتوقع استمرار المنحى التصاعدي إلى حين يصل السعر إلى عتبة الـ5000 دولار، ومن ثم نشهد بعض الارتياح".