70% من اللبنانيين يستهلكون مياه "مجارير"… البلاد على شفير أزمة صحية خطيرة!
في ظل ارتفاع مقلق وغير مسبوق في نسبة الملوحة في المياه الجوفية اللبنانية، حذر رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي الدكتور ضومط كامل من أن ملف المياه في لبنان وصل إلى مرحلة حرجة وخواتيم خطيرة جدًا.
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أوضح ضومط أن الأزمة تنبع من عدة عوامل مترابطة، أبرزها غياب المتساقطات المائية الكافية، وعدم وجود استراتيجية مائية واضحة، إلى جانب الاستهلاك المفرط للمياه الجوفية من قبل المواطنين، دون أي رقابة فعّالة أو مسوغات قانونية، ودون أي حسابات لتأمين المستقبل المائي للبلاد.
وأشار إلى أن المياه الجوفية الموجودة على الشاطئ اللبناني في العديد من المناطق اختلطت بالمياه البحرية، ما رفع نسبة الملوحة بشكل كبير وجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري بسهولة.
وكشف ضومط أن نسبة الملوحة العالية ظهرت أيضًا في الآبار الارتوازية في شمال بيروت، حيث اضطرّت السلطات إلى تخفيف الملوحة عبر خلط مياه الآبار مع مياه الينابيع العليا، وفق ما أعلنت عنه مصلحة المياه في بيروت وجبل لبنان.
وحذر من أن معظم المياه الجوفية تلوثت بمياه البحر، وأن استعادتها لنقاوتها الطبيعية ستستغرق سنوات طويلة. وأكد أن الدولة بحاجة إلى محطات لتحلية المياه وإزالة الملوحة، إلا أن تكلفتها الباهظة تجعل تنفيذها مستحيلًا.
وأضاف: "ملف المياه في لبنان تخطّى الخط الأحمر، إذ إن حوالي 50 إلى 70% من اللبنانيين يستهلكون مياه "مجارير" مخلوطة بمادة الكلور، ما يهدد صحة السكان ويضع الوضع المائي على خط أحمر".
وختم الدكتور ضومط بالتحذير من أن استمرار الوضع على هذا النحو يضع لبنان أمام أزمة بيئية وصحية خطيرة، تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة واستراتيجية شاملة لإدارة المياه وحماية المستقبل المائي للبلاد