توسيع الميكانيزم لتضم مدنيين: لبنان يسحب فتيل التصعيد؟
لا شكّ أن تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني المشارك في اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية مع الجانب الأميركي ضمن إطار "الميكانيزم"، المرتبط بالوساطة الدولية في ملف الحدود لم تأت عن عبث. ففي وقت كان ينتظر اللبنانيون تصعيداً عسكرياً اسرائيلياً بإتجاه لبنان فاجأت رئاسة الجمهورية الجميع بالخبر الذي حتماً سيعيد خلط الاوراق من جديد...
"ما قامت به الرئاسة يُساعد وخصوصا ًأن إختيار السفير سيمون كرم مهمّ فهو سفير سابق وليس اليوم مسؤولاً في الدولة". هذا ما أكده المحلل السياسي جوني منيّر، لافتا الى أن "ترجمة هذا التعيين ستظهر بعد اجتماع الميكانيزم خصوصا وأن هناك طلبات عديدة من لبنان أبرزها تفتيش المنازل في الجنوب"، مشيرا الى أن "اللافت أن بيان رئاسة الجمهورية أشار الى أن هذا التعيين حمل موافقة رئيس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام،ما يعني أن الثنائي الشيعي موافق على هذه الخطوة".
أما استاذ العلاقات الدولية جمال واكيم فأشار الى أنه "في الاساس سيمون كرم كان سفير لبنان في الولايات المتحدة الاميركية وهو معروف بعلاقته مع الاميركيين وإختيار الاسم يدلّ على أننا قد نكون باتجاه التفاوض بالسياسة او انتقلنا الى مرحلة جديدة عنوانها التفاوض المباشر ولو على مستوى سفير سابق"، مؤكداً أن "هذا الامر بداية مسار طويل ومن خلال هذا التعيين تمّ سحب فتيل التصعيد العسكري وليس تأجيله"، معتبرا أن "الطرف اللبناني وبهذا الأمر قام بربط نزاع وهذا عادةً لا يتمّ دون توافق بين كافة الاطراف"، ومشدداً على أن "الاميركيين يريدون هذا التعيين وبمجرد السير به رسالة بعدم التصعيد".
أتت هذه الخطوة اليوم بعد زيارة للبابا لاوون الرابع عشر أطلق فيها جملة مواقف وشدّد على ضرورة احلال السلام. وهنا يرى واكيم أن "الرسائل واضحة وأهمها أن لا حرب ويجب الدخول في المسار السياسي".
بدوره يشير منيّر الى أن "البابا ظهر في هذه الزيارة متأثراً وتكلّم بالسياسة وتحدث عن السلاح والسلام وغيره، وهنا يجب أن نعرف أن لدى الفاتيكان دبلوماسية قويّة ولكن لا يعلنها وتسمّى الدبلوماسية "الصامتة" ولها تأثير كبير خصوصا في الولايات المتحدة حيث تجاوز عدد الكاثوليك هناك سبعين مليوناً وبالتالي تأثير الكرسي الرسول ضخم"، وأعطى منيّر مثالاً على ذلك بقوله أن "تأثير البابا الراحل فرنسيس كان أحد الاسباب التي أدت الى سقوط الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد ولايته الاولى في الانتخابات الاميركية".
على ما يبدو الدولة اللبنانية نجحت في نزع فتيل التصعيد في اللحظة المناسبة قبل وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى لبنان، وأمام هذا المشهد يبقى السؤال الاهمّ: "ماذا سيحصل لاحقاً؟ هل هذا التفاوض سيساعد لبنان في ردع اسرائيل واستعادة حقوقه أم هو فقط تأجيل لحرب واقعة حتماً؟!.