كيف تغيّرت أسعار الذهب منذ تسعينيات القرن الماضي... وماذا عن العام 2026؟
ليس جديداً أن يشهد الذهب ارتفاعاً في الأسعارـ فبالعودة إلى الماضي بدأت عملية ارتفاع الذهب منذ سبعينيات القرن العشرين، حين ظهرت نزعة الازدياد في سعر الذهب، حيث بلغ أعلى قيمة له في القرن العشرين سنة 1980، إذ كان سعر الأونصة يبلغ 850 دولارا أميركيا، لكنه انخفض مع الاقتراب من نهاية القرن، حتى وصل سعره إلى 252.90 دولارا أميركيا في حزيران 1999.
من العام 1990 إلى العام 2025، مرت أسعار الذهب التاريخية بمراحل ارتفاع وهبوط نتيجة لأحداث عالمية، مثل الأزمات المالية، التضخم، والركود الاقتصادي، مما جعلها كمؤشر قوي للأمان المالي.
وعلى وجه الخصوص، كان العام 2000 من السنوات المهمة في مسيرة الذهب، حيث بلغ سعر الغرام نحو 27 دولاراً أميركياً تقريباً، وهو ما يُظهر مدى التغير الكبير الذي طرأ على قيمته مع مرور الزمن.
صعد الذهب إلى 4209.17 دولار للأوقية اليوم، مقترباً من أعلى صعود له بفعل ازدياد الطلب عليه، وكان أعلى سعر وصل له الذهب في العام 2022 عند نحو 2,075 دولارًا للأوقية، وهو أقل بكثير من مستويات العام 2024. أما سعره قبل 10 سنوات، أي في العام 2014، فكان دون 1,300 دولار، بينما بلغ سعر غرام منه عام 1999 نحو 9 دولارات ما يعادل 280 دولاراً للأوقية، مما يعكس قفزة هائلة في قيمته عبر العقود... أمام هذا كله يبقى السؤال ماذا ينتظر أسعار الذهب في العالم 2026؟.
"كنا بالفعل أمام عام استثنائي". هذا ما يؤكده الخبير الاقتصادي ميشال فياض، لافتاً إلى أنه "في أوائل ايلول، بلغ سعر الأونصة حوالي 4200 $، مع ارتفاع يقارب 58% منذ بداية السنة"، لافتاً إلى أن "هذا الارتفاع يعود إلى ضعف الدولار، وتوقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وخاصة عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية في ظل التوترات الجيوسياسية". ويرى فياض أن "التوقعات بالنسبة للعام 2026 تنقسم بين من يتوقعون استمرار ارتفاعه بنسبة 5 إلى 30%، مع سيناريوهات تصل إلى 4500–5000 دولار إذا استمرت التوترات المذكورة، في حين يتوقع آخرون عودة الأسعار إلى ما دون 4000 دولار، إذا ارتفعت الفوائد مجدداً أو استقرت الأوضاع الاقتصادية العالمية".
بدوره، يشير الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي إلى أن "هناك الكثير من العوامل المؤثّرة على الذهب سلباً إو ايجاباً"، معطياً أمثلة أبرزها أنه "إذا شهد الشرق الأوسط عملية سلام واسعة وحصل اتفاق أميركي إيراني، فهذا سينعكس ايجاباً على الاقتصادات الغربيّة والاقتصاد العالمي، ما يجعل الولايات المتحدة مضطرّة لتخفيض الفائدة، وبعدها يضعف الفارق بين الدين العام الاميركي وjdp الأميركي، خصوصاً أن الدين العام الأميركي يتخطى الناتج المحلّي بنحو 7 تريليون دولار"، مؤكداً أن "هذا السيناريو يعني أنه لا يعود هناك من تخوف لدى المستثمرين من ضعف العملة أو الدولار، وبالتالي لا يتهافتون لشراء الذهب، الأمر الذي يجعل سعره مستقراً"، مشدداً على أن "سعر الذهب برتبط بالسياسة العالمية وبالحروب، وهناك متغيرات تؤثر على العملة الخضراء، وهناك علاقة عكسية بين قيمة الدولار والذهب"، ويضيف: "أما استمرار الحروب والنزاعات يجعل من المستثمر متجّها الى الذهب كملاذ آمن وحيد، وسيكون الطلب عليه كبيراً جداً ولن يعود هناك من سقف له، في حين أنّ العقار لا يعود كذلك".
مع استمرار التقلبات الاقتصادية، من المتوقع أن تستمرّ أسعار الذهب بالارتفاع، خصوصاً اذا بقيت التوترات والتقلّبات في الأسواق الماليّة...