اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

بين سحب فتيل الحرب ووهم الضمانات: ماذا حققت خطوة الموفد المدني

صيدا اون لاين

لم يكن قرار رئيس الجمهورية ​جوزاف عون​ بالتشاور مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نواف سلام، إدخال موفد مدني إلى "الميكانيزم" تفصيلاً إجرائياً، بل خطوة سياسية بامتياز، يحاول من خلالها ​لبنان​ أن ينتزع موقعاً فاعلاً داخل غرفة القرار التي تتحكم بإيقاع ما يجري على ​الحدود الجنوبية​، ولكن لا يجوز بطبيعة الحال اعتبار الخطوة إنجازاً عملياً، فهي لم تحقق أيّ اختراق استراتيجي، بل يمكن وصفها بأنها محاولة شراء وقت ثمين في لحظة كانت على شفير الانفجار، فما تحقق من هذه الخطوة؟.


للإجابة على هذا السؤال لا بدّ أن نتوقف عند كلام رئيس الجمهورية على طاولة الحكومة الأسبوع الماضي، إذ تكشف مصادر وزارية عبر "النشرة" أن عون تحدث بإسهاب عن الخطوة اللبنانية، وقال أن جواً توافر لديه بأن ضربة كبيرة تُحضر للبلد، وأنه من خلال هذه الخطوة تمكن من سحب فتيل الضربة والتصعيد، علماً ان أحداً لا يتحدث عن ضمانات بل مجرد كلام أميركي، كذلك يرى عون بحسب المصادر أنّ الجمود الذي كان مسيطراً على المشهد لم يكن سيؤدّي إلى أي نتيجة جيدة، بينما اليوم مع هذه الخطوة تحرك الجمود وبات هناك فرصة لتحقيق الخرق الإيجابي.


إذاً، بحسب هذا المنطق كان للخطوة تأثيرها في تبريد الأجواء وإنقاذ لبنان من ضربة عسكرية كبيرة كانت تُحضر له، وهذا ما كان نقله أكثر من موفد زار لبنان في الفترة الماضية، على رأسهم وزير الخارجية المصري، وبالتالي يعتبر أصحاب هذا المنطق أن حضور ​الموفد المدني​ سيسمح بنقل الرسائل السياسية المباشرة، وتبريد الساحة، وتحويل مسار التصعيد من قرار شبه محسوم إلى احتمال مؤجّل، على الأقل.

في المقابل، لا يمكن تجاهل أن هذه الخطوة لم تغيّر سلوك الطرف الآخر. التعنت الإسرائيلي بقي على حاله، بل ازداد حدّة في الخطاب والعمل الميداني، وبحسب بعض الأجواء اللبنانية فإن هذه الخطوة جاءت متأخّرة، ولن تغير بمسار الأمور اذا ما بقيت وحيدة ويتيمة، ويُشير أصحاب وجهة النظر هذه إلى أن ​التصعيد الإسرائيلي​ لم يُلغ، بل هو مقبل مطلع العام المقبل ما لم يتم سحب سلاح حزب الله، حتى أنّ بعضهم يعتبر أن هذا التصعيد بات حتمياً، وأن التفاوض سيستمر ولكنه سيكون تحت النار.
يرى هؤلاء أن ما كان بإمكان لبنان تحصيله في السابق لن يكون ممكناً قريباً، فالتفاوض تحت النار سيعني أنّ اسرائيل تمارس العدوان وأميركا تباركه، إلى أن يستسلم الحزب، وتتجه الدولة إلى مفاوضات تُنتج "اتفاقاً" أمنياً سياسياً، أبعد بكثير من حدود اتفاق الهدنة.

ما بين الرأي الأول، والثاني، هناك من يعتقد أن الحديث المتجدد عن ضربة إسرائيلية مطلع العام، هو جزء من الحرب النفسية التي لم تتوقف يوماً، فالتهديد ليس جديداً، والسيناريو حاضر متى كانت الاهداف المتوقعة منه قابلة للتحقيق، وبالتالي فإن من ساهم بممارسة التهويل سابقاً وأوصل إلى لحظة تنازل لبنان ودخول الموفد المدني إلى "الميكانيزم" دون أي مقابل ملموس، يعود اليوم لممارسة نفس اللعبة لتحقيق هدف جديد.

بالخلاصة، يرى رئيس الجمهورية أن ما ينتظر لبنان من هذا التوسيع ليس السلام ولا الضمانات، بل محاولة إدارة الخطر، فتل أبيب ستبقى تمارس الابتزاز، بينما يرى آخرون أن هذه الخطوة لا تزال قاصرة عن تحقيق ما يجب أن يطمح له لبنان من خلال تسليم السلاح والوصول إلى اتفاق يُنهي حالة الصراع مع إسرائيل.

تم نسخ الرابط