إختر من الأقسام
آخر الأخبار
له نفس تأثير المخدرات.. ما هو “عسل الهلوسة” وهل لديه فوائد طبيّة للجسم؟
له نفس تأثير المخدرات.. ما هو “عسل الهلوسة” وهل لديه فوائد طبيّة للجسم؟
المصدر : عربي بوست
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ آب ٢٠٢٤

الكثير منّا شاهد الفيديو الطريف للدب البني الذي تمّ إنقاذه في غابات تركيا، بعد أن ظهرت عليه علامات الهلوسة نتيجة تناوله "عسل الهلوسة" أو كما يسميه البعض "العسل المجنون".

ما هو عسل الهلوسة ولماذا يجعلك تشعر بذلك؟
يخاطر السكان المحليون في الصين والهند ونيبال بحياتهم للحصول على السائل الذهبي الذي يتواجد بشكل قليل جداً في أعماق غابات الهيمالايا، وفقاً لما ذكره موقع National Geographic بسبب خصائصه المثيرة للاهتمام.

في الواقع، يقوم بعض مربي النحل الأتراك أيضاً بوضع خلايا النحل الخاصة بهم بالقرب من بساتين رودودندرون بحيث يتغذى النحل هناك، وفقاً لما ذكره Modern Farmer.

يُنتج هذا النوع من العسل، نحل يدعى "Apis laboriosa" وهو أكبر نحل في العالم (يزيد طوله بقليل عن 3 سم) بعد أن يتناول حبوب اللقاح من أزهار الرودودندرون التي عادة ما تكون شديدة السمية للإنسان.

والرودودندرون، هي نباتات مزهرة دائمة الخضرة تنمو في المناطق الجبلية حول العالم، تحتوي على مواد كيميائية تسمى السموم الرمادية.

وحتى سكان الجبال الذين يعشقون تسلق الجبال يجدون صعوبة في جمع عسل الهلوسة، لأنّ خلايا النحل غالباً ما تكون على ارتفاعات تتجاوز 2500 كم.

لماذا يجعلك هذا النوع من العسل تشعر بالهلوسة؟
هذه المركبات السامة للأعصاب التي تسمى السموم الرمادية هي عبارة عن ديتيربينات توجد بتركيزات وأنواع مختلفة، اعتماداً على أنواع الرودودندرون والوقت من العام.

وقد حدد العلماء وفقاً لما ذكره موقع Inverse أكثر من 25 نوعاً من السموم الرمادية في رودودندرون.

وتشق هذه المواد الكيميائية طريقها إلى عسل النحل الذي يتغذى بشكل أساسي على نباتات الرودودندرون خلال أواخر الربيع، عندما تزهر العديد من النباتات بحيث يمكن للنحل أن يتغذى فقط على أزهار الرودودندرون دون البحث عن الطعام في مكان آخر.

تعمل السموم الرمادية بعد تناول العسل، في جسم الإنسان من خلال الارتباط بقنوات أيون الصوديوم في الخلايا، وهذا يمنع القنوات من الإغلاق سريعاً، كما يشرح عالم السموم الشرعي جاستن بروير في مدونته على Nature's Poisons.

والنتيجة هي حالة من الاستقطاب حيث تتدفق أيونات الصوديوم بحرية إلى الخلايا، ويتزايد تدفق الكالسيوم.

وتحفز زيادة الكالسيوم إفراز الأسيتيل كولين، فيسبب هذا الفائض من الأسيتيل كولين ما يُعرف باسم متلازمة الكولين، والتي تؤدي إلى مجموعة من الأعراض المعروفة مثل إفراز اللعاب، والبكاء، والتبول، وضيق الجهاز الهضمي، والتقيؤ.

في الجرعات المنخفضة إلى المعتدلة، من المعروف أنه يتسبب في انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم، وفي الجرعات العالية الكافية يمكن أن يقتلك نظرياً، على الرغم من أنه يبدو أن هناك عدداً قليلاً من حالات الوفاة المبلغ عنها من خلال تناول عسل الهلوسة.

عسل الهلوسة في الأساطير القديمة!
مثل الأدوية التقليدية الأخرى فإن هناك أساطير قديمة تتحدث عن أنّ جيش الملك الفارسي ميثريداتس هزم أعداءه الرومان من خلال ملء الطرق بأقراص عسل الهلوسة.

ووفقاً لهذه القصة التي تعود إلى آلاف السنين، أكلت القوات الغازية العسل وتمت هزيمتها بسهولة تحت تأثير آثاره المسكرة.

الرواية ذاتها يذكرها موقع Atlas Obscura ولكن بتفاصيل مختلف قليلة، وهي أن جنود الملك اليوناني زينوفون وهو تلميذ سقراط، والذين كانوا في عام 401 قبل الميلاد يمرون من طريق عبر تركيا، وقاموا خلال مرورهم بتناول العسل المسروق.

وبعد تناوله تقيأوا وأصيبوا بالإسهال وأصيبوا بالارتباك ولم يعد بإمكانهم الوقوف.

فيما روى فون براينت، خبير العسل وأستاذ الأنثروبولوجيا أنه في عام 69 قبل الميلاد، تم تسجيل أن جيش بومبي العظيم وقع ضحية لمصيدة عسل حقيقية في نفس المنطقة، فقد وضعت القوات المحلية العسل على طول طريق المسيرة، ثم انقضت لتذبح الجنود المخمورين.

فوائد عسل الهلوسة
على الرغم من أنّ "عسل الهلوسة" يُعرف بكونه عقاراً ترفيهياً ومهلوساً قوياً فإنه ينسب إليه أيضاً العديد من الميزات الطبية.

يقول موقع Atlas Obscura إنّ عسل الهلوسة يُعطي دفعة قوية من الطاقة للجسم، مما يساعد على تحسين الأداء الجنسي لدى الرجال، لذلك يُعتبر بديلاً حلواً لحبوب الفياغرا.

فيما يقول أيضاً إنه يخفف من ارتفاع ضغط الدم، والسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ويخفف من التهاب المفاصل.

مثل العديد من الأدوية التقليدية، لا توجد ثروة من البيانات التجريبية أو التجارب السريرية لدعم هذه الادعاءات، ولكن في السنوات الأخيرة هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها ليست بعيدة المنال.

يُصنف عسل الهلوسة من بين أغلى أنواع العسل في العالم، ويباع بسعر 60 إلى 80 دولاراً للرطل في الأسواق السوداء لبعض الدول الآسيوية، والعديد منها لديه قوانين صارمة للغاية لمكافحة المخدرات.


عودة الى الصفحة الرئيسية