صبر الدول الخمس ينفد.. هل اقتربت التسوية على عون؟!
مع كلّ يوم جديد، تختلط الأوراق أكثر فأكثر على خط الانتخابات الرئاسية، وسط سيناريوهات وتكهّنات متغيّرة، وغموض قد لا يكون بنّاء بالضرورة في مواقف بعض القوى المؤثّرة على الاستحقاق في الداخل والخارج، وهو ما تجلّى في اجتماع الدول الخمس المعنيّة بالشأن اللبناني، والذي عقد في نيويورك، وخلص إلى تسريبات حول انقسامات وتباينات "فاقعة"، ولو حاول الفرنسيّون التقليل من شأنها لاحقًا، بالحديث عن "اتفاق وتقاطع".
ففي أسبوع واحد، طويت أكثر من صفحة في كتاب الاستحقاق الذي يقترب من إحياء ذكرى مرور عام كامل على شغورٍ تسبّب به عجز اللبنانيين عن انتخاب رئيس للجمهورية، فالمبادرة الفرنسية أصبحت في "خبر كان" برأي كثيرين، ولو أنّ زيارة رابعة لا تزال "مجدولة" للموفد الرئاسي جان إيف لودريان، تمامًا كـ"حوار الأيام السبعة" الذي نعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو بالحدّ الأدنى "جمّده"، كما يفضّل البعض توصيف الأمر.
وفيما بدأ الحديث عن حراك قطري "سيَرِث" الوساطة الفرنسية، من حيث انتهت، وتحديدًا عبر التسليم بضرورة الذهاب إلى "خيار ثالث"، بشهادة لودريان، الذي أكد في تصريحات صحافية ما سُرّب عنه سابقًا لجهة انعدام حظوظ المرشحَين المُعلَنين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، قفز حديث لودريان عن "نفاد صبر" الدول الخمس إلى صدارة الاهتمام، ولا سيما أنّ هناك من فسّره عودة إلى لغة "التهديد" بإجراءات قد تطال معطّلي الاستحقاق الرئاسي.
فما الذي يعنيه هذا الحديث، معطوفًا على الكلام المتجدّد عن "خيار ثالث"؟ هل نضجت ظروف "الخيار الثالث" أساسًا على المستوى الرئاسي؟ ما حقيقة التسريبات التي تشير إلى أنّ هذا الخيار ليس سوى قائد الجيش جوزيف عون، بوصفه المرشح الجدّي غير المُعلَن للمجموعة الخماسيّة؟ هل اقتربت "التسوية" على انتخاب الأخير رئيسًا للجمهورية، رغم "الفيتو" في وجهه، من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وربما "حزب الله"؟!.
في المبدأ، يقول العارفون إنّ ما أصبح ثابتًا في ضوء تطورات الأسبوع الأخير، بمعزل عن حقيقة الانقسام في صفوف المجموعة الخماسية بشأن لبنان، أنّ معادلات المرحلة السابقة التي أسّس لها الفرنسيّون قبل غيرهم، انتهت عمليًا، بدليل حديثهم المتأخّر عن ضرورة الذهاب إلى "خيار ثالث"، ولو أنّهم لم يسلّموا بعد بـ"فشل مبادرتهم"، رغم الوقائع التي تؤكد أنّ الدوحة "استلمت زمام المبادرة" من باريس، بشكل أو بآخر.
ومع أنّه من الصعب الاعتقاد بأنّ القطريين قادرون على تحقيق "اختراقات سريعة" عجزت عنها باريس في المرحلة الماضية، في ظلّ "تشبّث" كل فريق بموقفه، يقول العارفون إنّ كلام الموفد الرئاسي الفرنسي الأخير أعطى "دفعًا" للتسوية المُنتظَرة، بصورة أو بأخرى، ولو أنه حاول أن يحجز "موقعًا له" فيها، بدحضه كلّ ما قيل عن تباينات شهدها الاجتماع الأخير لـ"الخماسية"، ولو ثبّتها عدم صدور أيّ بيان ختامي عنه.
وإذا كان "تجميد" رئيس مجلس النواب نبيه بري جاء متزامنًا، وربما متناغمًا، مع حديث لودريان، وقبيل عودته إلى بيروت في الأيام المقبلة، إن لم يُلغِ زيارته "المجدولة" في اللحظة الأخيرة، فإنّ هناك من يعتقد أنّه جاء أيضًا كجزء من "طيّ صفحة" المعادلات السابقة، ولا سيما بعدما اصطدم بري بالرفض المسيحيّ لطرحه الحواري، من الموقف "المبدئي" لـ"القوات اللبنانية"، إلى ذلك "الشخصي" منه، من جانب "التيار الوطني الحر".
ومع طيّ صفحة "حوار الأيام السبعة" كما "المسعى الفرنسي"، يبدو أنّ المشهد الرئاسي مقبل على المزيد من "التعقيدات" وفق ما يقول العارفون، خصوصًا أنّ فكرة "الجلسات المفتوحة أو المتتالية" سقطت على ما يبدو مع تجميد مبادرة برّي، لكونه يصرّ على أنه لن يدعو لأي جلسة ما لم يضمن نجاحها سلفًا، في وقت يبدو أنّ الأفرقاء عادوا إلى "التموضع" في مراكزهم، وهو ما يتجلى في عودة الثنائي الشيعي لتأكيد "التمسّك" بترشيح فرنجية ثمّ فرنجية ثمّ فرنجية.
لكنّ كل "التعقيدات" التي عادت لتطبع المشهد، لا تدحض كلّ ما يُحكى عن "تسوية" وُضِعت "على النار"، قد يكون "نجمها" قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي عاد الحديث عن ترشيحه ليُطرَح بقوة في الأوساط السياسية، بما فيها تلك القريبة من "حزب الله" التي أكد عدد منها ارتفاع أسهم الرجل، ولو أنّ أوساط الأخير تؤكد أنّها غير معنيّة بكل التحليلات والاستنتاجات حول إمكانية دعمه، وتتمسّك بأنّ اللقاءات التي تعقد معه "لا أبعاد سياسية لها".
في هذا السياق، ثمّة من فهم كلام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وهو المعارض "الأشرس" لوصول عون إلى قصر بعبدا، عن مقاربة بعض الأطراف للاستحقاق وفق قاعدة "الإتيان بأكثر مرشح يضرّنا، وليس أكثر مرشح يخدم البلد"، على أنّها إشارة ضمنية لعون، عطفًا على تلويحه اللافت بالانتقال إلى "المعارضة الكاملة"، والتي فسّرها البعض استشعارًا باقتراب التسوية على انتخاب عون، ولو على حساب باسيل.
لكنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّ وصول العماد عون إلى بعبدا بات "تحصيلاً حاصلاً"، فالرجل الذي ينفي أصلاً أن يكون قد بحث أمر ترشيحه مع أحد، لا يزال يواجه بعض "العقبات" في طريقه نحو القصر، منها "فيتو" باسيل الذي لا يزال مشهرًا في وجهه، بل ثمّة من فسّر إشاراته الضمنية الأخيرة على أنّها رسالة "ضغط" لا "إذعان"، باتجاه "حزب الله" بالدرجة الأولى، والمعارضة بالدرجة الثانية، التي لا يزال متمسّكًا بـ"تقاطعه" معها.
وفي هذا السياق، يعتقد العارفون أنّ باسيل قد لا يكون "منفتحًا" بالفعل على التموضع في المعارضة، ولو قال إنّها "تقوّيه" من حيث المبدأ، بدليل تموضعه الحالي الذي يحاول أن يحجز من خلاله موقعه في أيّ تسوية يمكن أن تأتي، وهو لذلك يحافظ على قنوات تواصل مع كلّ الأطراف، من "حزب الله" إلى المعارضة، ومن الفرنسيين إلى القطريين، تمامًا كما يتمسّك بتصنيف نفسه "ممرًا إلزاميًا" لأيّ "تسوية" على انتخاب الرئيس.
وإذا كان صحيحًا أنّ معظم قوى المعارضة لا تمانع "التسوية" على عون، لا يزال موقف "حزب الله" غير واضح، إذ ثمّة من يعتبر أنّ إبداءه "المرونة والليونة" إزاء قائد الجيش لا يهدف سوى لـ"الضغط" على باسيل، من أجل جرّه إلى السير بترشيح فرنجية، في حين ثمّة من يقول إنّ عقبات "دستورية" تحول دون انتخاب عون، ومنها حاجته إلى تعديل دستوري، وهو ما قد لا يكون متاحًا تجاوزه، إن لم يوافق باسيل على السير بـ"التسوية".
هكذا، وخلافًا لما قد يظنّه كثيرون، لا تزال "التعقيدات" تحيط بالاستحقاق الرئاسي من كلّ حدب وصوب، فإذا كانت صفحة المرشحَين فرنجية وأزعور قد طويت مبدئيًا، باعتراف دولي، إلا أنّ اسمهما سيبقى في التداول حتى يحين موعد "التسوية"، تسوية تبدو "متعذرة" حتى تاريخه، في ظلّ انسداد الأفق حتى أمام الحوار، حوار لا يزال كثيرون يعتقدون أنّ لا رئيس سيُنتخَب من دونه، عاجلاً أم آجلاً!
ففي أسبوع واحد، طويت أكثر من صفحة في كتاب الاستحقاق الذي يقترب من إحياء ذكرى مرور عام كامل على شغورٍ تسبّب به عجز اللبنانيين عن انتخاب رئيس للجمهورية، فالمبادرة الفرنسية أصبحت في "خبر كان" برأي كثيرين، ولو أنّ زيارة رابعة لا تزال "مجدولة" للموفد الرئاسي جان إيف لودريان، تمامًا كـ"حوار الأيام السبعة" الذي نعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو بالحدّ الأدنى "جمّده"، كما يفضّل البعض توصيف الأمر.
وفيما بدأ الحديث عن حراك قطري "سيَرِث" الوساطة الفرنسية، من حيث انتهت، وتحديدًا عبر التسليم بضرورة الذهاب إلى "خيار ثالث"، بشهادة لودريان، الذي أكد في تصريحات صحافية ما سُرّب عنه سابقًا لجهة انعدام حظوظ المرشحَين المُعلَنين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، قفز حديث لودريان عن "نفاد صبر" الدول الخمس إلى صدارة الاهتمام، ولا سيما أنّ هناك من فسّره عودة إلى لغة "التهديد" بإجراءات قد تطال معطّلي الاستحقاق الرئاسي.
فما الذي يعنيه هذا الحديث، معطوفًا على الكلام المتجدّد عن "خيار ثالث"؟ هل نضجت ظروف "الخيار الثالث" أساسًا على المستوى الرئاسي؟ ما حقيقة التسريبات التي تشير إلى أنّ هذا الخيار ليس سوى قائد الجيش جوزيف عون، بوصفه المرشح الجدّي غير المُعلَن للمجموعة الخماسيّة؟ هل اقتربت "التسوية" على انتخاب الأخير رئيسًا للجمهورية، رغم "الفيتو" في وجهه، من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وربما "حزب الله"؟!.
في المبدأ، يقول العارفون إنّ ما أصبح ثابتًا في ضوء تطورات الأسبوع الأخير، بمعزل عن حقيقة الانقسام في صفوف المجموعة الخماسية بشأن لبنان، أنّ معادلات المرحلة السابقة التي أسّس لها الفرنسيّون قبل غيرهم، انتهت عمليًا، بدليل حديثهم المتأخّر عن ضرورة الذهاب إلى "خيار ثالث"، ولو أنّهم لم يسلّموا بعد بـ"فشل مبادرتهم"، رغم الوقائع التي تؤكد أنّ الدوحة "استلمت زمام المبادرة" من باريس، بشكل أو بآخر.
ومع أنّه من الصعب الاعتقاد بأنّ القطريين قادرون على تحقيق "اختراقات سريعة" عجزت عنها باريس في المرحلة الماضية، في ظلّ "تشبّث" كل فريق بموقفه، يقول العارفون إنّ كلام الموفد الرئاسي الفرنسي الأخير أعطى "دفعًا" للتسوية المُنتظَرة، بصورة أو بأخرى، ولو أنه حاول أن يحجز "موقعًا له" فيها، بدحضه كلّ ما قيل عن تباينات شهدها الاجتماع الأخير لـ"الخماسية"، ولو ثبّتها عدم صدور أيّ بيان ختامي عنه.
وإذا كان "تجميد" رئيس مجلس النواب نبيه بري جاء متزامنًا، وربما متناغمًا، مع حديث لودريان، وقبيل عودته إلى بيروت في الأيام المقبلة، إن لم يُلغِ زيارته "المجدولة" في اللحظة الأخيرة، فإنّ هناك من يعتقد أنّه جاء أيضًا كجزء من "طيّ صفحة" المعادلات السابقة، ولا سيما بعدما اصطدم بري بالرفض المسيحيّ لطرحه الحواري، من الموقف "المبدئي" لـ"القوات اللبنانية"، إلى ذلك "الشخصي" منه، من جانب "التيار الوطني الحر".
ومع طيّ صفحة "حوار الأيام السبعة" كما "المسعى الفرنسي"، يبدو أنّ المشهد الرئاسي مقبل على المزيد من "التعقيدات" وفق ما يقول العارفون، خصوصًا أنّ فكرة "الجلسات المفتوحة أو المتتالية" سقطت على ما يبدو مع تجميد مبادرة برّي، لكونه يصرّ على أنه لن يدعو لأي جلسة ما لم يضمن نجاحها سلفًا، في وقت يبدو أنّ الأفرقاء عادوا إلى "التموضع" في مراكزهم، وهو ما يتجلى في عودة الثنائي الشيعي لتأكيد "التمسّك" بترشيح فرنجية ثمّ فرنجية ثمّ فرنجية.
لكنّ كل "التعقيدات" التي عادت لتطبع المشهد، لا تدحض كلّ ما يُحكى عن "تسوية" وُضِعت "على النار"، قد يكون "نجمها" قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي عاد الحديث عن ترشيحه ليُطرَح بقوة في الأوساط السياسية، بما فيها تلك القريبة من "حزب الله" التي أكد عدد منها ارتفاع أسهم الرجل، ولو أنّ أوساط الأخير تؤكد أنّها غير معنيّة بكل التحليلات والاستنتاجات حول إمكانية دعمه، وتتمسّك بأنّ اللقاءات التي تعقد معه "لا أبعاد سياسية لها".
في هذا السياق، ثمّة من فهم كلام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وهو المعارض "الأشرس" لوصول عون إلى قصر بعبدا، عن مقاربة بعض الأطراف للاستحقاق وفق قاعدة "الإتيان بأكثر مرشح يضرّنا، وليس أكثر مرشح يخدم البلد"، على أنّها إشارة ضمنية لعون، عطفًا على تلويحه اللافت بالانتقال إلى "المعارضة الكاملة"، والتي فسّرها البعض استشعارًا باقتراب التسوية على انتخاب عون، ولو على حساب باسيل.
لكنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّ وصول العماد عون إلى بعبدا بات "تحصيلاً حاصلاً"، فالرجل الذي ينفي أصلاً أن يكون قد بحث أمر ترشيحه مع أحد، لا يزال يواجه بعض "العقبات" في طريقه نحو القصر، منها "فيتو" باسيل الذي لا يزال مشهرًا في وجهه، بل ثمّة من فسّر إشاراته الضمنية الأخيرة على أنّها رسالة "ضغط" لا "إذعان"، باتجاه "حزب الله" بالدرجة الأولى، والمعارضة بالدرجة الثانية، التي لا يزال متمسّكًا بـ"تقاطعه" معها.
وفي هذا السياق، يعتقد العارفون أنّ باسيل قد لا يكون "منفتحًا" بالفعل على التموضع في المعارضة، ولو قال إنّها "تقوّيه" من حيث المبدأ، بدليل تموضعه الحالي الذي يحاول أن يحجز من خلاله موقعه في أيّ تسوية يمكن أن تأتي، وهو لذلك يحافظ على قنوات تواصل مع كلّ الأطراف، من "حزب الله" إلى المعارضة، ومن الفرنسيين إلى القطريين، تمامًا كما يتمسّك بتصنيف نفسه "ممرًا إلزاميًا" لأيّ "تسوية" على انتخاب الرئيس.
وإذا كان صحيحًا أنّ معظم قوى المعارضة لا تمانع "التسوية" على عون، لا يزال موقف "حزب الله" غير واضح، إذ ثمّة من يعتبر أنّ إبداءه "المرونة والليونة" إزاء قائد الجيش لا يهدف سوى لـ"الضغط" على باسيل، من أجل جرّه إلى السير بترشيح فرنجية، في حين ثمّة من يقول إنّ عقبات "دستورية" تحول دون انتخاب عون، ومنها حاجته إلى تعديل دستوري، وهو ما قد لا يكون متاحًا تجاوزه، إن لم يوافق باسيل على السير بـ"التسوية".
هكذا، وخلافًا لما قد يظنّه كثيرون، لا تزال "التعقيدات" تحيط بالاستحقاق الرئاسي من كلّ حدب وصوب، فإذا كانت صفحة المرشحَين فرنجية وأزعور قد طويت مبدئيًا، باعتراف دولي، إلا أنّ اسمهما سيبقى في التداول حتى يحين موعد "التسوية"، تسوية تبدو "متعذرة" حتى تاريخه، في ظلّ انسداد الأفق حتى أمام الحوار، حوار لا يزال كثيرون يعتقدون أنّ لا رئيس سيُنتخَب من دونه، عاجلاً أم آجلاً!