صمود باللحم الحي'.. هكذا يواجه 'الدفاع المدني' حرب الجنوب
هم الجنود المجهولون على أرض المعركة، يحاربون وسط ساحة الحرب باللحم الحي، إيمانًا برسالتهم، التي لم يتوقفوا يومًا عن أدائها، رغم الصعوبات التي تحيط بعملهم..
هم رجال الدفاع المدني، الذين لم يسمحوا لصواريخ العدو بأن تردعهم، لا بل حملوا لواء المواجهة، لإسعاف، وإنقاذ أهلهم في الجنوب.
في الميدان، أثبت هؤلاء الرجال جهوزيتهم، إذ استطاعوا أن يخلقوا من الضعف قوة، ومن لا شيء شيئا.. هكذا تراهم، يداً واحدة، تحارب لإطفاء نيران البطش الإسرائيلي.. كيف لا، وهم جاهزون للوصول إلى أي بقعة، رغم الخطر الذي يحدق بهم، إذ إن مدفعية العدو، ولأكثر من مرة استهدفت طواقم الإسعاف التي كانت موجودة على الخطوط الأمامية، وهذا ما تعرضت إليه جمعية الكشافة الإسلامية في وقت سابق، إذ تم استهداف سيارتين تابعتين لها بشكلٍ مباشر، إلا أن الإعتداءات هذه لم تردعهم ولا لثانية واحدة.
"لبنان24" تابع مهام الدفاع المدني من وسط الميدان، إذ رصد عمليات الإنقاذ التي تتولاها الأجهزة المسؤولة، بمختلف الميادين، وجبهات القتال.
يسرد رئيس مركز النبطية الإقليمي بالدفاع المدني، والمسؤول عن قرابة 21 مركزاً في المنطقة حسين خليل فقيه لـ"لبنان24" خريطة سير العمليات داخل المراكز الموزعة في الجنوب، إذ يشير إلى أن إقليم محافظة النبطية يضم 13 مركزًا على الخطوط الساخنة من منطقة العرقوب - شبعا حتى عيتا الشعب؛ ويتواجد ضمن المركز الإقليمي غرفة عمليات تتلقى من المراكز الأخرى النداءات في حال حصول أي حدث، ويتم التبليغ والتنسيق مع العمليات المركزية، مع الأخذ بعين الإعتبار التحرك الحاصل على الجبهات، إذ إنّ هناك عمليات تستدعي تدخلا من قبل الجيش ، خاصة في المناطق الحرجية، أو القريبة من الخط الأزرق، الذي بدوره يتواصل مع اليونيفيل.
أما داخل البلدات، فيؤكّد فقيه أن التدخل يتم بشكل مباشر من قبل المركز القريب من مكان الإستهداف، وفي حال كان يريد المركز أي دعم، فيتدخل المركز الأقرب له.
ويلفت فقيه، إلى أنّه في حال كانت العمليات تستدعي تدخلاً أكبر، كعملية إنقاذ العالقين تحت الركام، فإنّ المركز الإقليمي يتدخل بشكلٍ مباشر، إذ يكون هناك عدد أكبر من العناصر، التي تشارك بشكل مباشر بالمهمة، معتبرًا أن المواطنين في الجنوب يعتبرون الدفاع المدني شبكة أمان لهم، وهذا ما يستدعي من قبلهم التحرك تحت أيّ ظرفٍ كان، إذ إن المعطيات والضغوط تهون أمام نجدة أي شخص طلب المساعدة، أو تعرّض لاعتداء.
ماذا عن التجهيزات؟
منذ فترة، ادعت الصحف الإسرائيلية بطء عمل الدفاع المدني، وعزت ذلك إلى سبب نقص المعدات، وهذا ما يدحضه بشكل كامل رئيس مركز النبطية فيقول لـ"لبنان 24" إن الغارات التي تم تنفيذها على بلدة النبطية مؤخرًا، والتي تم من خلالها استهداف طوابق محددة من المبنى جعل عمل عناصر الدفاع المدنيّ دقيقًا جدًا، نظرًا لحساسية الضربة، التي أثّرت بشكلٍ مباشر على ركائز المبنى، وبالتالي فإن العمل الحذر في هذا السياق لا يمكن أن يتم وصفه بالبطيء، إذ إن استقدام آليات ثقيلة هي ضرب من الجنون، وهذا ما دفع بديهيا عناصر الدفاع المدنيّ إلى استخدام الأدوات المناسبة.
وهذا تمامًا ما رصده "لبنان24" على أرض الميدان، إذ إن عمل عناصر الدفاع المهني والدقيق ساهم برفع الأنقاض في الوقت المناسب، مع الحفاظ على حياة المسعفين، من دون تعريضهم لخطر انهيار مبنى متضرر وآيل للسقوط.
وعن التجهيزات لمواجهة أي خطر أكبر، يؤكّد فقيه أنّ الدفاع المدنيّ حاليًا يقوم بمهامه على أكمل وجه بالمعدات الموجودة، إذ إنّه ورغم أن هذه المعدات تحتاج إلى تجديد، إلا أن الفرق تمكنت من الإبتكار والإبداع والخروج عن المألوف.
مفوض الدفاع المدني المركزي بجمعية كشافة الرسالة الإسلامية ربيع عيسى يؤكّد الأمر نفسه، إذ يشير إلى أن رفع مبنى منهار بغض النظر عن العدة المتواجدة يعتبر أمرًا صعبًا، خاصة وأن أغلب المباني التي يتم استهدافها هي من المباني القديمة، وبالتالي مجرد الإستهداف من شأنه أن يؤدي إلى تهالك المبنى بشكل كامل، وهذا ما سيعيق عمل الطواقم.
ويؤكّد عيسى خلال اتصال مع "لبنان24" أن عدد المسعفين الحالي يلبي احتياجات الفرق المتواجدة في حال مواجهة لبنان مصير الحرب الكبرى، أما على الصعيد العتاد، فإن التواصل مفتوح بشكل دائم مع البلديات، بالاضافة إلى شركات المقاولات، التي تمتلك آليات ضخمة، من الممكن الاستعانة بها لأجل رفع الأنقاض، بالإضافة إلى الدور الأساسي للجمعيات الأخرى التي تتواجد على الأرض، إذ إن فتح قنوات التواصل مع الجميع، أمر ضروري وجوهري في مثل هذه الاوضاع.
أما عن عملية تقسيم المناطق، فيؤكّد في هذا السياق مفوض الدفاع المدني المركزي بجمعية الرسالة الإسلامية ربيع عيسى أنّه خلال بداية الحرب، تم تقسيم المناطق الجنوبية إلى خطّ أول، وثاني، وثالث، إذ تختلف حماوة كل منطقة عن الأخرى نظرًا إلى تركيز العدو الإسرائيلي عمليات استهدافه في مناطق دون الأخرى، إلا أن عيسى يؤكّد على أن عملية التقسيم سقطت، بعد أن توسعت دائرة الإستهدافات، التي تخطت 40 كلمترا، وباتت الأقضية بأكملها بعد ضربة الغازية معرّضة لعملية استهداف، إذ طالت الصواريخ الإسرائيلية كافة المناطق الجنوبية.
ويشير عيسى، إلى أن المناطق الأكثر حماوة، أي القطاعي الغربي والأوسط والشرقي هي القطاعات التي تشهد أعلى معدّل من الإستهدافات الإسرائيلية، ويمكن تصنيفها بالخطّ الأول، أما المناطق والأقضية الجنوبية الأخرى هي باتت منضوية تحت الخط الثاني، وهذا ما يستدعي استنفار كافة الفرق بكافة البلدات، لافتًا إلى أن عدد العمليات التي تمت منذ بدء المعارك حوالى 400 عملية، وهي ترتفع بشكل مستمر، مع استمرار الإعتداء الإسرائيلي على لبنان.
هم رجال الدفاع المدني، الذين لم يسمحوا لصواريخ العدو بأن تردعهم، لا بل حملوا لواء المواجهة، لإسعاف، وإنقاذ أهلهم في الجنوب.
في الميدان، أثبت هؤلاء الرجال جهوزيتهم، إذ استطاعوا أن يخلقوا من الضعف قوة، ومن لا شيء شيئا.. هكذا تراهم، يداً واحدة، تحارب لإطفاء نيران البطش الإسرائيلي.. كيف لا، وهم جاهزون للوصول إلى أي بقعة، رغم الخطر الذي يحدق بهم، إذ إن مدفعية العدو، ولأكثر من مرة استهدفت طواقم الإسعاف التي كانت موجودة على الخطوط الأمامية، وهذا ما تعرضت إليه جمعية الكشافة الإسلامية في وقت سابق، إذ تم استهداف سيارتين تابعتين لها بشكلٍ مباشر، إلا أن الإعتداءات هذه لم تردعهم ولا لثانية واحدة.
"لبنان24" تابع مهام الدفاع المدني من وسط الميدان، إذ رصد عمليات الإنقاذ التي تتولاها الأجهزة المسؤولة، بمختلف الميادين، وجبهات القتال.
يسرد رئيس مركز النبطية الإقليمي بالدفاع المدني، والمسؤول عن قرابة 21 مركزاً في المنطقة حسين خليل فقيه لـ"لبنان24" خريطة سير العمليات داخل المراكز الموزعة في الجنوب، إذ يشير إلى أن إقليم محافظة النبطية يضم 13 مركزًا على الخطوط الساخنة من منطقة العرقوب - شبعا حتى عيتا الشعب؛ ويتواجد ضمن المركز الإقليمي غرفة عمليات تتلقى من المراكز الأخرى النداءات في حال حصول أي حدث، ويتم التبليغ والتنسيق مع العمليات المركزية، مع الأخذ بعين الإعتبار التحرك الحاصل على الجبهات، إذ إنّ هناك عمليات تستدعي تدخلا من قبل الجيش ، خاصة في المناطق الحرجية، أو القريبة من الخط الأزرق، الذي بدوره يتواصل مع اليونيفيل.
أما داخل البلدات، فيؤكّد فقيه أن التدخل يتم بشكل مباشر من قبل المركز القريب من مكان الإستهداف، وفي حال كان يريد المركز أي دعم، فيتدخل المركز الأقرب له.
ويلفت فقيه، إلى أنّه في حال كانت العمليات تستدعي تدخلاً أكبر، كعملية إنقاذ العالقين تحت الركام، فإنّ المركز الإقليمي يتدخل بشكلٍ مباشر، إذ يكون هناك عدد أكبر من العناصر، التي تشارك بشكل مباشر بالمهمة، معتبرًا أن المواطنين في الجنوب يعتبرون الدفاع المدني شبكة أمان لهم، وهذا ما يستدعي من قبلهم التحرك تحت أيّ ظرفٍ كان، إذ إن المعطيات والضغوط تهون أمام نجدة أي شخص طلب المساعدة، أو تعرّض لاعتداء.
ماذا عن التجهيزات؟
منذ فترة، ادعت الصحف الإسرائيلية بطء عمل الدفاع المدني، وعزت ذلك إلى سبب نقص المعدات، وهذا ما يدحضه بشكل كامل رئيس مركز النبطية فيقول لـ"لبنان 24" إن الغارات التي تم تنفيذها على بلدة النبطية مؤخرًا، والتي تم من خلالها استهداف طوابق محددة من المبنى جعل عمل عناصر الدفاع المدنيّ دقيقًا جدًا، نظرًا لحساسية الضربة، التي أثّرت بشكلٍ مباشر على ركائز المبنى، وبالتالي فإن العمل الحذر في هذا السياق لا يمكن أن يتم وصفه بالبطيء، إذ إن استقدام آليات ثقيلة هي ضرب من الجنون، وهذا ما دفع بديهيا عناصر الدفاع المدنيّ إلى استخدام الأدوات المناسبة.
وهذا تمامًا ما رصده "لبنان24" على أرض الميدان، إذ إن عمل عناصر الدفاع المهني والدقيق ساهم برفع الأنقاض في الوقت المناسب، مع الحفاظ على حياة المسعفين، من دون تعريضهم لخطر انهيار مبنى متضرر وآيل للسقوط.
وعن التجهيزات لمواجهة أي خطر أكبر، يؤكّد فقيه أنّ الدفاع المدنيّ حاليًا يقوم بمهامه على أكمل وجه بالمعدات الموجودة، إذ إنّه ورغم أن هذه المعدات تحتاج إلى تجديد، إلا أن الفرق تمكنت من الإبتكار والإبداع والخروج عن المألوف.
مفوض الدفاع المدني المركزي بجمعية كشافة الرسالة الإسلامية ربيع عيسى يؤكّد الأمر نفسه، إذ يشير إلى أن رفع مبنى منهار بغض النظر عن العدة المتواجدة يعتبر أمرًا صعبًا، خاصة وأن أغلب المباني التي يتم استهدافها هي من المباني القديمة، وبالتالي مجرد الإستهداف من شأنه أن يؤدي إلى تهالك المبنى بشكل كامل، وهذا ما سيعيق عمل الطواقم.
ويؤكّد عيسى خلال اتصال مع "لبنان24" أن عدد المسعفين الحالي يلبي احتياجات الفرق المتواجدة في حال مواجهة لبنان مصير الحرب الكبرى، أما على الصعيد العتاد، فإن التواصل مفتوح بشكل دائم مع البلديات، بالاضافة إلى شركات المقاولات، التي تمتلك آليات ضخمة، من الممكن الاستعانة بها لأجل رفع الأنقاض، بالإضافة إلى الدور الأساسي للجمعيات الأخرى التي تتواجد على الأرض، إذ إن فتح قنوات التواصل مع الجميع، أمر ضروري وجوهري في مثل هذه الاوضاع.
أما عن عملية تقسيم المناطق، فيؤكّد في هذا السياق مفوض الدفاع المدني المركزي بجمعية الرسالة الإسلامية ربيع عيسى أنّه خلال بداية الحرب، تم تقسيم المناطق الجنوبية إلى خطّ أول، وثاني، وثالث، إذ تختلف حماوة كل منطقة عن الأخرى نظرًا إلى تركيز العدو الإسرائيلي عمليات استهدافه في مناطق دون الأخرى، إلا أن عيسى يؤكّد على أن عملية التقسيم سقطت، بعد أن توسعت دائرة الإستهدافات، التي تخطت 40 كلمترا، وباتت الأقضية بأكملها بعد ضربة الغازية معرّضة لعملية استهداف، إذ طالت الصواريخ الإسرائيلية كافة المناطق الجنوبية.
ويشير عيسى، إلى أن المناطق الأكثر حماوة، أي القطاعي الغربي والأوسط والشرقي هي القطاعات التي تشهد أعلى معدّل من الإستهدافات الإسرائيلية، ويمكن تصنيفها بالخطّ الأول، أما المناطق والأقضية الجنوبية الأخرى هي باتت منضوية تحت الخط الثاني، وهذا ما يستدعي استنفار كافة الفرق بكافة البلدات، لافتًا إلى أن عدد العمليات التي تمت منذ بدء المعارك حوالى 400 عملية، وهي ترتفع بشكل مستمر، مع استمرار الإعتداء الإسرائيلي على لبنان.