إختر من الأقسام
آخر الأخبار
لبنان خارج الاستهداف... والمعركة في سوريا
لبنان خارج الاستهداف... والمعركة في سوريا
المصدر : علي الحسيني - ليبانون ديبايت
تاريخ النشر : الجمعة ١٩ كانون ثاني ٢٠٢٤

منذ اندلاع شرارة الحرب في سوريا في العام 2011 مع انتشار رقعة تمدّد ما كان يُسمّى بـ"الربيع العربي" قبل "شيطنته" وتحويله إلى خريف دموي، ولبنان خارج دائرة الإستهداف الإسرائيلي بالمعنى المُباشر وذلك نتيجة أسباب وعوامل عدّة، أبرزها غياب الإحتكاك المُباشر مع "حزب الله" الذي وجّه في تلك المرحلة فوهة مدفعيته نحو الحدود اللبنانية - السوريّة للدفاع عن الوجود الشيعي في المناطق الحدودية وعن المقدسات في لبنان وسوريا. ودائماً بحسب منطق "حزب الله" وتبريراته حول دخول هذه الحرب.

إذا ما استثنينا بعض الإحتكاكات التي تحصل بين الحين والأخر بين "الحزب" واسرائيل في المناطق الحدودية والتجاوزات التي ترتكبها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، يُمكن وصف الحالة القائمة اليوم بين الجهتين بأنها الأكثر هدوءاً منذ سنوات طويلة. حتّى أن البعض في الداخل والخارج، يصف المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، على أنها الأكثر أماناً واستقراراً نسبة مع ما يجري في بقية البلدان وتحديداً القريبة مثل سوريا والعراق وفلسطين المحتلة.

كل ما تقدّم، يجعلنا نلمس أن التهديدات التي تخرج بين الحين والأخر عن طرفيّ الصراع اسرائيل و"حزب الله" بالإضافة إلى الإستنفارات وما يُصاحبها من مناورات عسكريّة، ليست سوى عمليات مُجرّد جسّ نبض يتم اللجوء اليها عند استشعار أي طرف بالخطر. وهنا يتبيّن أن الحقيقة عكس ما يُشيعه الطرفين حول أجواء الحرب أو اقترابها أو التحضير لها، لأنها فعلاً قائمة اليوم، ولكن في الداخل السوري وليس في لبنان، والدليل، الاستهدافات اليومية التي تقوم بها إسرائيل ضد مواقع تعود للحزب و"الحرس الثوري الإيراني" وحلفائه، حتّى ولو أدت هذه الاستهدافات ذات يوم إلى إجبار "حزب الله" على الرد إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية على غرار ما حدث منذ فترة غير بعيدة.



اللعبة إذا انتقلت اليوم من الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية إلى الداخل السوري ونقل معها الطرفان جزء كبير ممن جهودهما العسكرية والأمنية إلى تلك المساحة الواسعة. من هنا تكشف مصادر مطلّعة على أجواء التحضيرات التي تتم وراء الكواليس أن "الجميع بات مقتنعاً كل الاقتناع بأن ساحة الحرب اليوم هي سوريا التي تُعتبر المفصل الأساس في المنطقة لكل من المحورين الأميركي والإيراني صاحبا مشروعين متطابقين يرمي إلى السيطرة وتوسيع النفوذ في الشرق الأوسط".

وتشير المصادر نفسها إلى أن "القيود التي كانت فرضتها إسرائيل على عملياتها في سوريا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20" منذ نحو عامين قد انتهت، وما نراه منذ فترة طويلة أن إسرائيل قد عادت إلى العمل ضد المشروع العسكري ضد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في الداخل السوري. وعلى الرغم من نقل الحلف الإيراني جزء من الترسانة العسكرية إلى مناطق لبنانية حدودية، إلّا أن المعركة المنتظرة في حال حصلت، فستكون على الأراضي السورية حتماً".

وتكشف المصادر نفسها عن "إعادة تموضع لـ"الحرس الثوري" و"حزب الله" ولواء "فاطميون"، في العديد من المناطق السورية التي سبق أن قلّص فيها هذا المحور حركة تواجده بنسبة عالية، لافتة إلى أن أبرز هذه المناطق ستكون في الجنوب السوري وتحديداً عند طول الحدود مع الجولان ويترافق هذا التموضع مع مشاركة فاعلة لـ"الفرقة الرابعة" التي يقودها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وذلك تحسّباً لأي تفاهمات دولية جديدة قد تكون على حساب الوجود الإيراني في سوريا".



وإذ تؤكد المصادر "متانة العلاقة التي تجمع ماهر الأسد بالحرس الثوري وحزب الله والدعم الكبير الذي تتلقّاه فرقته من إيران، تلفت في المقابل إلى أن العلاقة بين ايران وحزب الله مع الرئيس السوري بشار الأسد جيدة جداً لكن يسودها حذر مستجد في ظل معلومات تؤكد وجود مفاوضات جانبية تتعلق بمستقبل سوريا يخوضها الأسد منذ فترة مع الروس والأميركيين".

وتختم المصادر قولها، بأن "الحرب إن وقعت في سوريا لا يعني أن لبنان سيكون بمنأى عنها بشكل كلّي فقد يلجأ الإسرائيلي إلى ضرب مواقع ومراكز مهمة تابعة لـ"حزب الله" وسيضرب في الوقت عينه بعض البنى التحتية من أجل تقليب الرأي العام اللبناني على "الحزب"، لكن هذه الاستهدافات ستبقى في إطار الرد على ما سيجري في الداخل السوري خصوصاً في حال شعرت إسرائيل بخطر وجودي يتهدد كيانها إنطلاقاً من الحدود التي تجمعها بسوريا".


عودة الى الصفحة الرئيسية