إختر من الأقسام
آخر الأخبار
صيدا تشارك في 'الغضب الأسود': قطع طرقات موقّتاً بانتظار التصعيد قريباً
صيدا تشارك في 'الغضب الأسود': قطع طرقات موقّتاً بانتظار التصعيد قريباً
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٤ أذار ٢٠٢٤

أعاد إثنين "الغضب الأسود" مشهد اندلاع انتفاضة 17 تشرين الاول، ولكن على شكل "ميني انتفاضة" جديدة، قُطعت فيها الطرقات بالاطارات المشتعلة والشاحنات والسواتر الترابية، وغابت عنها حشود المحتجّين التي بقيت محدودة ولم تصل الى حجم التعبير عن الغضب الشعبي نتيجة تفاقم الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة والانهيار المالي مع ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء. وصيدا التي حافظت على سلمية تحرّكاتها الاحتجاجية، شاركت في يوم "الغضب الأسود" على طريقتها، اعتمد الناشطون طريقة متدحرجة، اقفال الطرقات لبعض الوقت بأجسادهم حيناً وبالسيارات احياناً من دون مدخلي المدينة الرئيسيين: الشمالي لجهة الأوّلي والجنوبي لجهة سينيق، تفادياً لاي اصطدام مع القوى الامنية والعسكرية، فحرصوا على ايصال رسالة اعتراضهم كما باقي الساحات والمناطق بانتظار ترجمة قرار تصعيد التحرّكات الشعبية من قبل مجموعات في حراك صيدا ليكون أكثر تأثيراً.

وأّكدت الناشطة في حراك صيدا هدى حافظ لـ"نداء الوطن" أنّ "المشهد كان مختلفاً عن ذلك في انتفاضة تشرين لجهة حشود الغاضبين، والسبب الاول يعود الى تفشّي جائحة "كورونا"، والثاني الى رفض الكثير من الموجوعين المتضرّرين من الغلاء وارتفاع الاسعار والضائقة المعيشية النزول الى الشارع والاحتجاج، اما رفضاً لتسييس تحرّكاتهم أو لأنّهم مصابون بالاحباط واليأس ويفكّرون بكيفية تأمين قوت يومهم أو بالهجرة والرحيل عن لبنان، بعدما فقدوا الامل بالتغيير، معتبرة أنّ المطلوب المزيد من الوعي وتحفيز هؤلاء على المشاركة، لأنّ النزول الى الشارع لا يكون فقط للمطالبة بحقّنا في حياة حرّة كريمة بعيداً من الحاجة، وانّما للدفاع عن مستقبل لبنان ومستقبل ابنائنا في وطن يسوده الاستقرار والعدالة الاجتماعية والقضائيـــة".

وتداعى ممثّلون عن قوى في "الانتفاضة الشعبية" الى عقد اجتماع طارئ بدعوة من الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد خلص الى قرار بتنظيم تحرّكات شعبية حاشدة وهادفة، تسهم في تجديد انتفاضة 17 تشرين وتصعيدها، بهدف تحقيق أهدافها، وإنقاذ لبنان وشعبه في ظلّ انسداد الأفق السياسي وتصاعد حدّة الشحن الطائفي والتقاتل الدائر في ما بين اركان السلطة على تقاسم المغانم والمناصب الوزارية، ممّا يعرّض لبنان لأفدح المخاطر على حاضره ومصيره. واستكمالاً، نظّم "الشعبي الناصري" تجمّعاً عاماً في ساحة الشهداء، جرى خلاله حوار مع مجموعات وناشطين في حراك صيدا، ناقشوا كيفية مواجهة سياسات الإفقار والتجويع والانهيار والمخاطر الداهمة على لبنان وأمنه واستقراره وممارسات تدمير الدولة والشعب من المنظومة الحاكمة، واتّفقوا على تنظيم تحرّكات شعبية حاشدة وهادفة تعبّر عن إرادة شعب.

وتحت شعار "لأنّ التلكّؤ والسكوت هما علامة الرضى، نظّم أهالي الشرحبيل – بقسطا تجمّعاً عند مدخل المنطقة شارك فيه العنصر النسائي في اليوم العالمي للمرأة، وعبّروا خلاله عن رأيهم وموقفهم الرافض لتردّي الأوضاع الإقتصادية. وقال الناشط في الحراك وليد السبع أعين لـ"نداء الوطن": "إنّ بقاءنا في المنازل يعني الموافقة الضمنية على ما يجري، وبالتالي فإنّ وقفتنا حضارية وعبّرنا فيها عن رفضنا لتفاقم الازمة المعيشية وتفلّت سعر صرف الدولار الاميركي اسوة بباقي المناطق اللبنانية". وعلى وقع قرار التصعيد المرتقب، عاشت المدينة يوماً ثقيلاً في حركتها، فتحت المصارف ومحلات الصيرفة ابوابها على حذر، خشية تعرّضها لوقفات احتجاج، وبدت الاسواق التجارية هادئة في ظلّ نشاط خجول، وسط انتشار للقوى العسكرية والامنية للحفاظ على الامن والاستقرار، سيّما مع شائعات تحدّثت حيناً عن إشكال هنا أو هناك بسبب اقفال الطرقات خارج حدود المدينة جغرافياً.


عودة الى الصفحة الرئيسية